
البابا لاون يترأس القداس الإلهي احتفالًا بيوبيل الروحانية المريمية ويؤكد: محبتنا لمريم تقودنا إلى يسوع
محرر الأقباط متحدون
١٧:
٠٣
م +03:00 EEST
الأحد ١٢ اكتوبر ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
ترأس البابا لاون الرابع عشر صباح اليوم الأحد في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان القداس الإلهي احتفالاً بيوبيل الروحانية المريمية وألقى عظة شدد فيها على أن هذه الروحانية تجعل حنان الله وأمومته حاضرين في الكنيسة، مذكراً بأنها أيضا خدمة للإنجيل، كما أن محبتنا لمريم تجعلنا معها تلامذة للرب يسوع، لأن مسيرة مريم هي مسيرة وراء يسوع، والمسيرة وراء يسوع هي مسيرة نحو كل كائن بشري.
استهل الحبر الأعظم عظته مذكرا بأن الرب يسوع هو محور الروحانية المريمية التي تغذي إيماننا، وتوقف عند كلمات القديس بولس الرسول في رسالته إلى تلميذه تيموتاوس داعياً إياه لأن يتذكر الرب يسوع المسيح، القائم من بين الأموات والذي جاء من نسل داود. كما أن رسول الأمم يدعونا نحن اليوم إلى عدم فقدان محور إيماننا، وإلى عدم إفراغ اسم يسوع من تاريخه ومن صليب الرب. كما لا بد أن ندرك أن يسوع هو أمانة الله، لذا ينبغي أن يساعدنا يوم الأحد على أن نكون مسيحيين، وأن يساعدنا على أن نتذكر ما صنعه، وهذا الأمر يبدل طريقة العيش معاً على هذه الأرض، مع العلم أن كل روحانية مسيحية تنبع من هذه الشعلة وتساهم في إبقائها مضاءة وحية.
بعدها توقف البابا عند القراءة الثانية من سفر الملوك الثاني التي تحدثنا عن نعمان الآرامي الذي شفاه الله من داء البرص عندما غطس في نهر الأردن، وقد تحدث عنه الرب يسوع عندما كان في مجمع الناصرة، لافتا إلى أن الله شفى هذا الغريب ولم يشف كثيرين من بني إسرائيل، وقد ولدت هذه التصريحات سخطاً واستياءً كبيراً، حتى أن الجمع اقتادوا الرب خارجاً وحاولوا رميه من على حافة الجبل.
هذا ثم لفت البابا إلى أن القديس لوقا البشير لم يأت على ذكر وجود مريم في المجمع، مع أنها كانت حاضرة على الأرجح واختبرت النبوءة التي أعلنها سمعان الشيخ عندما كان يسوع طفلاً صغيرا وقال لها إن سيفاً سيجوز في نفسها.
تابع لاون الرابع عشر عظته متوقفاً عند كلمات البابا الراحل فرنسيس بشأن نعمان الآرامي، إذ قال مخاطباً الكوريا الرومانية إن هذا الرجل كان مجبرا على التعايش مع مأساة رهيبة، ألا وهي داء البرص. وكان قائدا عسكرياً، ومع ذلك كان يحمل في نفسه إنسانيته الهشة، الجريحة والمريضة. وهذا التناقض غالباً ما نجده في حياتنا، إذ نستخدم ما لدينا من دروع لإخفاء هشاشتنا، وفي حال استمر نعمان في جمع الأوسمة لكان قد قضى عليه المرض.
مضى البابا بريفوست إلى القول إن الرب يسوع يحررنا من هذا الخطر، هو من لم يحمل الأسلحة والدروع، بل ولد ومات عارياً، هو من يقدم هباته دون أن يُلزم البُرص بالاعتراف به، فعندما شفى عشرة برص، شكره ومجده واحد فقط وقد كان سامريا. وذكّر البابا بأن الله هو هبة، ونعمة مع أنه توجد أصوات وقناعات كثيرة اليوم تبعدنا عن هذه الحقيقة الصرفة.
لم تخل عظة البابا من الحديث عن الروحانية المريمية، وقال إنها بمثابة خدمة للإنجيل، وهي تكشف عن بساطته، كما أن محبتنا تجاه مريم الناصرية، تجعلنا معها هي تلامذة ليسوع، وتربينا على العودة إليه وعلى التأمل في وقائع الحياة حيث ما يزال الرب القائم من الموت يزورنا ويدعونا. كما أن الروحانية المريمية تجعلنا نغوص في التاريخ عندما فُتحت السماوات، تساعدنا على رؤية المتكبرين المشتتين في أفكار قلوبهم، والأقوياء الذين أُنزلوا من على العرش، والأغنياء الذين أُرسلوا فارغي الأيدي. إن هذه الروحانية تساعدنا أيضا على إشباع الجياع، على رفع المتواضعين، وعلى تذكّر رحمة الله، وعلى وضع ثقتنا في قوة يمينه.
هذا ثم أكد البابا أن البرص التسعة الذين لم يعودوا ليشكروا الرب، يذكروننا بأن نعمة الله يمكن أن تبلغنا دون أن تجد منا تجاوباً، ويمكن أن تشفينا دون أن تغيّر حياتنا. وحذر الحبر الأعظم بعدها من العبادات التي لا تقودنا نحو اتباع يسوع، ولا تربطنا بالآخرين، وتخدّر القلب، منبهاً أيضا من استغلال الإيمان بشكل يجعل من الآخرين، لاسيما الفقراء، أعداء لنا، يجعل منهم برصاً لا بد من تفاديهم ونبذهم.
بعدها شدد البابا على أن مسيرة مريم، هي مسيرة وراء يسوع، ومسيرة يسوع هي مسيرة تتجه نحو كل كائن بشري، خصوصا نحو من هو فقير ومجروح وخاطئ. من هذا المنطلق، تابع يقول، تجعل الروحانية المريمية الأصيلة حنان الله وأمومته حاضرين في الكنيسة. هذا وذكّر لاون الرابع عشر بما جاء في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، للبابا فرنسيس، إنه عندما ننظر إلى مريم نؤمن مجدداً في القوة الثورية للحنان والعطف. فيها نرى أن التواضع والحنان ليسا فضيلة الضعفاء بل الأقوياء، الذين لا يحتاجون إلى معاملة الآخرين بالسوء كي يشعروا أنهم من أصحاب النفوذ. إذ ننظر إلى مريم ندرك أنها تمنحنا الدفء المنزلي خلال سعينا إلى البر.
ا
الكلمات المتعلقة