
الكاردينال بارولين: المسيحي الحزين لا يمكن أن يكون شاهدًا حقيقيًا للإنجيل
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ١٤ اكتوبر ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الاحتفال بالذكرى الليتورجية الأولى للقديس الشاب، الذي أعلنه البابا قديسًا في ٧ سبتمبر أيلول الماضي، وذلك في كنيسة القديسة مريم الكبرى في أسيزي. وصلى الكاردينال أمام القبر والتقى بوالدي القديس: "كارلو يعلمنا أن نفرح مع الله"
"كارلو هو لؤلؤة جديدة لمدينة القديسين هذه وعطية عظيمة للكنيسة: نرجو أن تثمر شهادته الكثير من ثمار القداسة بين الشباب". هذا ما قاله الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، يوم الأحد، ١٢ تشرين الأول أكتوبر، في العظة التي ألقاها في كنيسة القديسة مريم الكبرى، في أسيزي، خلال القداس الاحتفالي بمناسبة الذكرى الليتورجية للقديس كارلو أكوتيس. وحضر القداس، أسقف أسيزي-نوتشيرا أومبرا-جوالدو تادينو، دومينيكو سورينتينو، ووالدا كارلو، أنطونيا سالزانو وأندريا أكوتيس، ومئات الحجاج والمؤمنين.
استشهد الكاردينال بارولين بالقراءة الثانية التي يخاطب فيها القديس بولس المؤمنين في فيليبي (الجماعة التي أسسها وأول مدينة أوروبية تم تبشيرها)، مشدداً على أن فيها دعوة إلى الفرح: "إن إعلان الإنجيل بأسره يهدف إلى الفرح: لقد نزل ابن الله من السماء وجاء ليجعلنا سعداء. ومن أفضل من كارلو يمكنه أن يشرح لنا ذلك؟ لقد ذكرت والدته أنطونيا مراراً أن أكثر ما تفتقده هو نوبات مرحه المتكررة، التي كان يعرف كيف يجعل بها الآخرين يضحكون ويبتسمون.
لقد تأثر الكثيرون بابتسامته عندما ينظرون إلى صورته: "إنّ كارلو - لاحظ الكاردينال بارولين - يتحدث عن يسوع أولاً بوجهه المشرق والمبتسم، ويشهد لنا بأنه عاش دعوة بولس: "افرحوا في الرب كل حين". إنّ المسيحيين الحزينون والمتذمرون ليسوا شهوداً صالحين للإنجيل، وإذا كان صحيحاً أن الحياة تعرف الألم - يكفي أن نفكّر في الحروب الرهيبة العديدة التي تُخاض مع الكثير من إراقة الدماء - وهذا الأمر يفرض علينا أن نعيش تعاليم أخرى لبولس: افرحوا مع الفرحين، وابكوا مع الباكيين. لكن هذا الأخير هو بكاء مشاركة ومحبة، والذي، حتى لو خفف من حدة الفرح، إلا أنّه لا ينتزع السلام والرجاء".
لم تخلُ عظة الكاردينال بارولين من الإشارات إلى القديس فرنسيس الأسيزي، ونشيد المخلوقات. لكن الكاردينال بارولين أراد أن يسلّط الضوء على السمات الخاصة والفريدة لكارلو أكوتيس، وعلى أصالته بالتحديد: "عندما يلاحظ أننا جميعًا نولد أصليين ونموت نسخًا مطابقة، فإنه يتحدث أيضًا عن نفسه: لم يرغب في أن يكون نسخة مطابقة وأن يخضع للموضة، بل كان على طبيعته تمامًا، لأنه كان ممتلئًا بالرب يسوع". ومضى يقول: "إن حياته التي اتسمت بالبساطة تجعله فتى عصرنا. لقد أحب جميع الأشياء الجميلة في الحياة، وتردد فيه صدى كلمات القديس بولس: "كُلُّ ما كانَ حَقّاً وشَريفًا وعَادِلاً وخالِصًا ومُستَحَبًّا وطَيِّبَ الذِّكْر وما كانَ فَضيلةً وأَهْلاً لِلمَدْح، كُلُّ ذلِك قَدِّروه حَقَّ قَدره". واليوم أكثر من أي وقت مضى، علينا أن نعيد التأكيد للشباب أن يسوع لا يسلبنا شيئاً من الأشياء الجميلة في الحياة؛ فكل شيء يأتي من الله وهو جيد في حد ذاته؛ وما يجعل الأشياء سيئة هو الخطيئة. وكارلو هو معلم للجمال والخير لأنه استخدم أشياء العالم بقلب نقي جاعلاً من يسوع محور حياته. في الواقع، كان هذا هو برنامجه: "أن أكون دائماً متحداً بيسوع".
ووفقاً لأمين سر الدولة، لقد أدرك أكوتيس "أن يسوع في متناول أيدينا وبفضل الحضور الإفخارستي، لسنا بحاجة للبحث عنه في أي مكان آخر في العالم: وقد كان كارلو يقول إن هناك طريقاً، لا بل طريقاً سريعاً خاصاً، خالياً من رسوم المرور، والازدحامات، وحوادث الطريق. وهذا الطريق السريع هو الإفخارستيا". وفي ختام الاحتفال بالذكرى الليتورجية الأولى، شكر الكاردينال بارولين الرب "على هذه العطية العظيمة وقال: يأتي الكثير من الأشخاص إلى هذا المزار الذي يحوي رفاته، ويستقبل الكثير من الأشخاص ذخائره. كارلو هو مؤثر كبير، كما يقول البعض، إنه مؤثر الله: يجذب الكثيرين إلى طريق الخير، ومع القديس فرنسيس، يتحدث من هذا المزار إلى العالم ويذكرنا بأننا جميعاً مدعوون لكي نصبح قديسين، وببساطة حياته يشرح لنا أن القداسة ممكنة في كل عمر وحالة".