
خالد منتصر: إصرار إسرائيل على تسلم جثث الرهائن وراءه سبب ديني وإنساني وثقافي ..في الشريعة اليهودية دفن الميت واجبًا مقدسًا
محرر الأقباط متحدون
٤٩:
١١
ص +03:00 EEST
الخميس ١٦ اكتوبر ٢٠٢٥
كتب - محرر الاقباط متحدون
أجاب المفكر والطبيب خالد منتصر على سؤال يقول "لماذا تصر اسرائيل على تسلم جثث الرهائن،وتعتبرها قضية مصيرية، وممكن في مقابل الجثة تفرج عن مائة أسير من سجونها؟ .
وكتب منتصر عبر حسابه على فيسبوك :"هناك سبب ديني وإنساني–ثقافي يجعل اليهود يولون أهمية كبيرة لتسليم الجثث واستعادتها في الحروب أو المفاوضات، ويمكن تلخيصه في النقاط التالية:
1. السبب الديني (الهلاخاه – الشريعة اليهودية)
الدفن السريع والمحترم للجثمان يُعدّ من أعظم الواجبات الدينية، حتى تجاه العدو أو المجرم.
• في سفر التثنية (تثنية 21:22–23) ورد النص:
“لا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المعلّق ملعون من الله.”
هذا النص هو أساس فكرة أن ترك الجثة دون دفن يعد إهانة كبرى لكرامة الإنسان، ولإسم الله نفسه.
• في الفكر التلمودي، يُقال إن كرامة الميت (כבוד המת – كافود هامت) واجبة مثل كرامة الحي،
لذلك تُبذل أقصى الجهود لاستعادة الجثث حتى من أراضي الأعداء.
2. البعد الروحي والعقائدي
• اليهود يؤمنون بـ قيامة الموتى (תחיית המתים – تحيات همتيم)، وهي عقيدة مركزية في الفكر اليهودي،خصوصًا في الصلاة اليومية (عَمِيداه) التي تقول:
“المحيي الأموات برحمات كثيرة.”
ومن هنا يأتي الحرص على أن يُدفن الجسد في الأرض استعدادًا لتلك القيامة المستقبلية.
• بعض المدارس الدينية ترى أن دفن الجسد في أرض إسر٨ائيل له مكانة خاصة،
لذلك تحرص عائلات كثيرة على إعادة رفات ذويها إلى هناك حتى بعد سنوات طويلة.
3. البعد الإنساني–الاجتماعي
• في الوعي الإسرائيلي الحديث، استعادة جثث الجنود أصبحت قضية رمزية وطنية ودينية معًا.
فالجندي الذي يُقتل في الحرب يُعتبر أنه “ضحّى بنفسه من أجل الشعب”،
ودفنه وفق الطقوس الدينية هو جزء من “الوفاء بالعهد” بين الدولة والمواطن.
لذلك نجد أن إسر٨ائيل تدخل مفاوضات معقدة أحيانًا لاستعادة جثث جنودها،
حتى لو كان الثمن مرتفعًا، لأن تركهم بلا دفن يُعد انتهاكًا دينيًا وأخلاقيًا.
4. البعد التاريخي
• هذا الاهتمام ليس جديدًا؛ ففي التاريخ اليهودي، منذ العهد القديم،
كانت هناك وصايا واضحة بدفن القتلى في مدافن الأجداد.
مثلاً: يعقوب طلب أن يُدفن في مغارة المكفيلة مع آبائه (تكوين 49:29–31).
واختتم :"وكذلك يوسف طلب أن تُنقل عظامه من مصر إلى أرض الميعاد (خروج 13:19).
الكلمات المتعلقة