الأقباط متحدون - التوكتوك.. عرض لمرض الفوضى.. رسالة تحذيرية
  • ٢٣:٢٨
  • الأحد , ٢٦ اكتوبر ٢٠٢٥
English version

التوكتوك.. عرض لمرض الفوضى.. رسالة تحذيرية

شريف منصور

مع رئيس التحرير

٥٦: ٠٤ م +03:00 EEST

الأحد ٢٦ اكتوبر ٢٠٢٥


بقلم شريف منصور

لم يعد التوكتوك مجرد وسيلة نقل، بل أصبح رمزًا لمرضٍ عميقٍ يسري في جسد الدولة والمجتمع.

إنه أول وأخطر أعراض الفوضى والأنانية، ووجهٌ صريحٌ لضعف الدولة أمام  من ينتهك القانون ، حيث يتحول النظام إلى عشوائية، والقانون إلى وجهة نظر، والهيبة إلى ذكرى من الماضي.

هذا المشهد ليس جديدًا؛ فقد تكرر عبر قرون طويلة، حين تحوّلت الأغلبية إلى البطش، وتضطرت الأقلية المقتدرة إلى العيش خلف الأسوار، تبحث عن الأمان في العزلة.

وما حدث في المنيا منذ يومين ليس إلا صورة مكررة من التاريخ. نفس منطق “العربجية” في زمن الحمير والخيول عاد اليوم بثوبٍ جديد — جلسة عرفية هنا، وتنازل قسري هناك — كأن الدولة لم تتطور، بل استبدلت العربة بالتوكتوك، واستبدلت احترام القانون بمنطق الشارع.

المصيبة الكبرى أن الحكومة نفسها أصبحت كالتوكتوك: تسير بلا نظام، تخالف القوانين، ولا تعرف وجهتها.هكذا نرى الحكومة المصرية اليوم تعكس تمامًا صورة المركبة الصغيرة التي تملأ الشوارع: ضجيج بلا إنتاج، حركة بلا اتجاه، وفوضى بلا حدود.

إن لم تضبط الدولة توكتوكها الداخلي، فلن تضبط توكتوك الشارع. فالفوضى تبدأ صغيرة، ثم تكبر حتى تبتلع من أنشأها، والدولة التي تسمح بالعبث في شوارعها، ستستيقظ يومًا لتجد العبث يحكمها من داخلها.

“من التوكتوك إلى الحكومة… حين تقود الدولة العبث عن طريق الجلسات العرفيه  فهم يمشوا عكس الطريق