الأقباط متحدون - بابا الفاتيكان يستقبل مسؤولي الجامعات الكاثوليكية بأمريكا اللاتينية ويشيد بدورهم التربوي
  • ١٩:١٧
  • الجمعة , ٣١ اكتوبر ٢٠٢٥
English version

بابا الفاتيكان يستقبل مسؤولي الجامعات الكاثوليكية بأمريكا اللاتينية ويشيد بدورهم التربوي

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٣٤: ٠٣ م +02:00 EET

الجمعة ٣١ اكتوبر ٢٠٢٥

بابا الفاتيكان يستقبل مسؤولي الجامعات الكاثوليكية بأمريكا اللاتينية
بابا الفاتيكان يستقبل مسؤولي الجامعات الكاثوليكية بأمريكا اللاتينية

محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا لاون الرابع عشر صباح الجمعة في الفاتيكان مسؤولي وأعضاء "منظمة الجامعات الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية والكاراييب" ODUCAL، التي تسعى إلى تعزيز فسحات للتلاقي بين الإيمان والثقافة والمجتمع ضمن البيئات الجامعية. وجه البابا لضيوفه خطاباً توقف فيه عند أهمية الرسالة الموكلة إليهم، لاسيما في زماننا الحاضر، لافتا إلى أن التعليم العالي الكاثوليكي يهدف إلى تحقيق التنمية المتكاملة للكائن البشري.

استهل الحبر الأعظم كلمته مرحباً بالحاضرين وخاصاً بالذكر رئيس المنظمة الكاهن اليسوعي أندرسون بيدروزو، وقال إن ضيوفه يقومون بأدوار مختلفة ويخدمون الرسالة التربوية للكنيسة الكاثوليكية. واعتبر أن زيارة حجهم إلى روما، تزامناً مع الاحتفال بيوبيل عالم التربية، تشكل علامة منظورة لروابط التعاون والمحبة التي ينبغي أن تميّز هذه المنظمة، مسلطاً الضوء على الأهداف الرئيسة لإنشاء الشبكة، التي تضم أكثر من مائة جامعة، ألا وهي تحقيق التقدّم على صعيد التعليم العالي الكاثوليكي، وخدمة المجتمع من خلال خلق فسحات للتلاقي بين الإيمان والثقافة، وذلك بغية إعلان الإنجيل في البيئات الجامعية.

بعدها شدد لاون الرابع عشر على أهمية السير معاً، الذي يعبّر عن الرسالة التي وُلدت من أجلها الجامعة في قلب الكنيسة الكاثوليكية، ألا وهي أن تكون مركزاً لا مثيل له للإبداع ولنشر المعارف من أجل خير البشرية جمعاء، ولفت أيضا إلى ضرورة أن تسمح جهود الذكاء والإيمان المشتركة لجميع البشر بأن يبلغوا ملء إنسانيتهم. وذكّر الحبر الأعظم بما قاله سلفه البابا فرنسيس حول الجامعة الكاثوليكية التي كانت وما تزال من أفضل الأدوات التي تقدمها الكنيسة الكاثوليكية في زماننا المعاصر، كما أنها تعبير عن المحبة التي تحرّك وتحيي كل نشاط تقوم به الكنيسة، وهي محبة الله تجاه الكائن البشري.

هذا ثم أكد البابا بريفوست أنه منذ بدايات الحياة الجامعية في أمريكا اللاتينية كانت الكنيسة الكاثوليكية محركاً للتربية. وقال إن أولى الجامعات التي عرفتها القارة – شأن جامعات سانتو دومينغو، ليما ومكسيكو سيتي وغيرها – أبصرت النور بمبادرة من أساقفة ورهبان وراهبات ومرسلين، تحركهم القناعة بأن إعلان الرب يسوع المسيح، الطريق والحق والحياة، يشكل جزءاً لا يتجزأ من رسالة الخلاص المسيحية.

تابع الحبر الأعظم كلمته لافتا إلى أن الجامعات في أمريكا اللاتينية والكاراييب التي يمثلها ضيوفه، تحركها هذه القناعة نفسها وهي مدعوة اليوم لأن تصبح مسيرة يجتازها العقلُ نحو الله، وبهذه الطريقة تجسد هذه المعاهد التربوية الهوية الكاثوليكية التي ينبغي أن تميّزها. وأكد البابا في هذا السياق أن التعليم العالي الكاثوليكي يهدف إلى السعي من أجل التنمية المتكاملة للكائن البشري، من خلال تكوين ذكاء يتمتع بحس نقدي، وقلوب مؤمنة ومواطنين ملتزمين لصالح الخير العام. والجامعات الكاثوليكية تفعل كل ذلك بامتياز وكفاءة ومهنية عالية.

لم يخل خطاب لاون الرابع عشر من الإشارة إلى التحديات التي يواجهها عالم التربية اليوم، والتي يدركها ضيوفه جيداً. وشجع الحاضرين على المضي قدماً، بإبداع، في الرسالة التي أوكلتها إليهم الكنيسة الكاثوليكية، مدركين أن النعمة ترافقهم وتعضدهم. هذا ثم شكر الحبر الأعظم ضيوفه على الجهود التي يبذلونها من أجل إتمام المهمة الكبيرة المسندة إليهم، وأوكلهم إلى شفاعة العذراء مريم، كرسي الحكمة، كي يكونوا على غرارها ودعاء أمام عمل من هو الحكمة نفسُها، أي الرب يسوع المسيح. هذا ثم سأل الله أن يباركهم جميعا.

لقاء البابا اليوم جاء بعد أسابيع قليلة على انعقاد مؤتمر في تشيلي، مطلع تشرين الأول أكتوبر، شارك فيه ممثلون عن منظمة الجامعات الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية والكاراييب، ODUCAL، وذلك في الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لصدور الدستور الرسولي   Ex Corde Ecclesiae"من قلب الكنيسة". وقد شدد المؤتمرون على أهمية العودة إلى الينابيع الحية التي ألهمت رسالة الجامعات الكاثوليكية، مع إدخال أنماط جديدة للتربية  وتعزيز أشكال مختلفة من التعاون، لاسيما وأن الوثيقة التي شاءها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني والصادرة عام ١٩٩٠، تهدف إلى تعزيز الحوار بين الإيمان والعقل، وعيش البحث عن الحقيقة والتأمل في المعارف في ضوء الإيمان.