لحظة تاريخية.. كنيسة القلب الأقدس في المنامة تُعلن مزاراً رسولياً لشمال شبه الجزيرة العربية
محرر الأقباط متحدون
الاثنين ٣ نوفمبر ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
أُعلنت قلب يسوع الأقدس'> كنيسة قلب يسوع الأقدس في المنامة بالبحرين، مزاراً للنيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية. سيتم الإعلان الرسمي خلال الاحتفال الذي سيُقام في ٨ تشرين الثاني نوفمبر، برئاسة النائب الرسولي، المطران ألدو بيراردي، الذي قال: "نحن ممتنون لهذه اللحظة التاريخية التي تعيشها جماعتنا، في سياق من التسامح والحوار".
بموجب مرسوم صادر في الأول من تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢٥، تصبح كنيسة القلب الأقدس في المنامة بالبحرين – وهي أقدم كنيسة في شبه الجزيرة العربية (باستثناء اليمن) – مزاراً تابعاً للنيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية. وسيجري الإعلان الرسمي يوم السبت ٨ تشرين الثاني نوفمبر، ضمن احتفال مهيب يترأسه النائب الرسولي نفسه، المطران ألدو بيراردي.
كُرّست الكنيسة في عام ١٩٤٠، ولطالما وُصفت بـ "الكنيسة الأم"، وهي منذ زمن طويل مركز للنشاط الروحي والشفاعة للجماعة الكاثوليكية التي تعيش وتعمل في الإمارة الصغيرة. كما أنها تحمل أهمية تاريخية كبيرة، حيث اجتذبت على مرّ السنين الحجاج والمُتعبّدين من جميع أنحاء الخليج. ويأتي احتفال ٨ تشرين الثاني نوفمبر بالتزامن مع الذكرى السنوية اليوبيلية الخامسة والثمانين لتأسيس الكنيسة، مما يضيف أهمية أخرى إلى هذه المناسبة البارزة. مع ترقية الكنيسة إلى مزار، سيتم منح غفران جزئي للحجاج والمُتعبّدين الذين يشاركون في قداس نذر القلب الأقدس أيام الخميس أو الجمعة، وفقاً للشروط المعتادة (الاعتراف الأسراري، المناولة، والصلاة من أجل نوايا الحبر الأعظم).
ويشير بيان صادر عن النيابة الرسولية إلى أنه سيتم تنظيم جمعيات علمانية مُكرّسة للقلب الأقدس داخل المزار، ستساهم في حمايته، وتعزيز التعبّد له، وتنظيم اجتماعات صلاة وتساعيات ونشاطات تعبدية أخرى، بالإضافة إلى محاضرات وجولات إرشادية ومبادرات للحفاظ على تاريخ المزار ونشره. أخيراً، سيُطلب من المطران بيراردي تعيين كاهن للمزار النيابي، يكون مسؤولاً عن العناية الرعوية والإدارة والترويج لعبادة قلب يسوع الأقدس. كما سيُعهد إلى الكاهن أيضاً حفظ ونشر الإرث التاريخي للكنيسة، والإشراف على صيانتها وحفظها المادي.
وقال النائب الرسولي في تصريح لوسائل إعلام الفاتيكان: "بهذه المناسبة، نود أن نُعرب عن خالص امتناننا للمملكة البحرينية، لشعبها، وخاصةً لجلالة الملك حمد بن خليفة، على حسن الضيافة والكرم. نحن نعيش، في سياق من الحوار والسلام والصداقة، لحظة تاريخية أخرى للكنيسة الكاثوليكية في شبه الجزيرة العربية، وهي بالنسبة لنا علامة فارقة." وأضاف أن كل هذا – بفضل الخطوات التي قام بها البابا فرنسيس في حبريته (والذي زار البحرين كأول حبر أعظم في عام ٢٠٢٢) – يتم "في بيئة من التسامح والتعايش، تُذكّرنا بأننا لسنا غرباء، بل إخوة وأخوات تجمعنا إنسانيتنا المشتركة". وهو شعور "يستمر في الازدهار منذ وصول القديس فرنسيس إلى مصر للقاء السلطان الملك الكامل"، ويُبرز "كيف يُبنى السلام الحقيقي بالحوار والتفاهم". وهكذا، "تُقدّم الكنيسة التعبّد للقلب الأقدس ليس كصورة عاطفية، بل كعلامة حيّة لحب الله للبشرية".
هذا وقد تأسست كنيسة القلب الأقدس في البحرين عشية عيد الميلاد عام ١٩٣٩. ودقّت أجراسها لأول مرة قبل ساعة من منتصف ليل ٢٤ كانون الأول ديسمبر من ذلك العام. فيما وُضع حجر الزاوية في ٩ حزيران يونيو ١٩٣٩، وكُرّست الكنيسة رسمياً في ٣ آذار مارس ١٩٤٠.