الأقباط متحدون - رئيس الأساقفة كاتشا يؤكد أهمية دور قوات حفظ السلام الأممية في حماية المدنيين
  • ١٩:٠٥
  • الاربعاء , ١٢ نوفمبر ٢٠٢٥
English version

رئيس الأساقفة كاتشا يؤكد أهمية دور قوات حفظ السلام الأممية في حماية المدنيين

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٥٨: ١١ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٥

محرر الأقباط متحدون
شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة غابريالي كاتشا في اجتماع للجنة الرابعة للجمعية العمومية التي التأمت للتباحث في أوضاع بعثات حفظ السلام الأممية حول العالم.

ألقى سيادته خلال اللقاء مداخلة استهلها مشيرا إلى أن بعثات حفظ السلام كانت وما تزال تجسد التزام الجماعة الدولية في توفير الحماية والدعم للجماعات الهشة التي خرجت للتو من الصراعات المسلحة والحروب. واعتبر أنه في وقت يشهد فيه العالم توترات شديدة على الصعيد الجيوسياسي ومحاولات للنيل من مبدأ تعددية الأطراف تذكّرنا البعثات الأممية لحفظ السلام بأن السعي إلى السلام هو مسؤولية مشتركة. وإزاء التحديات التي نواجهها اليوم تلعب هذه المهام دوراً أساسياً من أجل الحفاظ على الاستقرار وحماية المدنيين وتسهيل عمليات الانتقال السياسية، ولذا تستأهل كل الدعم المطلوب.

بعدها لفت رئيس الأساقفة كاتشا إلى أن مهام حفظ السلام تكللت بالنجاح، وفي بعض الحالات عرفت فشلا مؤلماً، وهو أمر لا بد أن يحملنا على التفكير المعمق على الصعيد المؤسساتي. وهذه ممارسة عززت فهم منظمة الأمم المتحدة لقدرات هذه العمليات ومحدوديتها أيضا. لكن على الرغم من الإنجازات التي تحققت في الماضي، قال سيادته، ينبغي أن ندرك اليوم أن هذه المهام تُنفذ في سياقات معقدة لا سابق لها، مشيرا إلى انتشار التضليل الإعلامي والأنباء المزيفة، فضلا عن التهديدات الإقليمية وتلك العابرة للحدود الوطنية، والتواجد الخطير لميليشيات مسلحة، وكلها عوامل تساهم في تغيير البيئات حيث تعمل قوات حفظ السلام الدولية. هذا ناهيك عن الاستخدام المتزايد للتكنولوجيات الحديثة من قبل أطراف غير رسمية، ما يعرض للخطر المدنيين وعناصر حفظ السلام على حد سواء.

لم تخل مداخلة الدبلوماسي الفاتيكاني من الإشارة إلى الحاجة الملحة لتوضيح مهام قوات حفظ السلام، فضلا عن أهمية أن تحظى بالدعم الواقعي المطلوب. واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن تتكيف هذه المهام مع الاحتياجات المطلوبة وأن تُعزز قدراتها كي توفر الحماية للمدنيين، ولكي تندمج عملية حفظ السلام ضمن إستراتيجيات سياسية، إنسانية وتنموية. ورأى كاتشا في هذا السياق أن إعادة النظر الشاملة في عمليات حفظ السلام، التي تقوم بها حالياً منظمة الأمم المتحدة، تشكل بحد ذاتها فرصة قيمة من أجل التأكيد على المسؤولة المشتركة وضمان حصول هذه القوات على الموارد الضرورية كي تتمكن من مواجهة التحديات المطروحة أمامها.

هذا ثم تطرق الدبلوماسي الفاتيكاني إلى الاعتداءات والهجمات المتزايدة التي تتعرض لها بعثات حفظ السلام الأممية، لافتا إلى أنها تولّد قلقاً كبيراً. وقال إن كل عنصر يُقتل يذكّرنا جلياً بالمخاطر التي يواجهها العاملون في هذا الحقل، وبواجبنا المشترك في ضمان أمنهم وسلامتهم، مضيفا أن الكرسي الرسولي يود أن يكرّم من صميم القلب عناصر قوات حفظ السلام، لاسيما من ضحوا بحياتهم من أجل قضية السلام.

بعدها شاء رئيس الأساقفة غابريالي كاتشا أن يذكّر الحاضرين بما قاله البابا لاون الرابع عشر في حزيران يونيو الماضي، قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، عندما تطرق إلى آفة الحرب مؤكدا أنها لا تحل المشاكل، بل على العكس إنها تزيد من تفاقمها، كما تولّد جراحاً عميقة لدى الأفراد والشعوب، والشفاء منها يتطلب عقوداً عدة. وذكّر سيادته بأن الحبر الأعظم أعلن في تلك المناسبة أنه لا يوجد أي انتصار عسكري يمكن أن يعوض إزاء ألم الأمهات، وخوف الأطفال، وفقدان المستقبل. وتمنى البابا بريفوست – قال كاتشا – أن تفلح الدبلوماسية الصامتة في إسكات الأسلحة، وأن تتمكن الدول من صنع مستقبلها من خلال العمل في سبيل السلام، بعيدا عن العنف والصراعات الدامية.

وأمل سيادته في ختام مداخلته أن يلهم نداء البابا لاون الرابع عشر التزام الجميع لصالح العمل الدبلوماسي والتعاون المتعدد الأطراف، كي توفَّر الحماية للحياة البشرية، وكي يتجذر السلام ويدوم.