يوبيل الفقراء: شحنة من المساعدات لسكان خاركيف في أوكرانيا

 

من المنتظر أن يصل إلى روما عشرة آلاف حاج من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في يوبيل الفقراء، الذي سيُحتفل به من ١٤ وحتى ١٦ تشرين الثاني نوفمبر، وسيبلغ ذروته يوم الأحد في إطار النسخة التاسعة من اليوم العالمي للفقراء، بقداس في البازيليك الفاتيكانية يترأسه البابا، وبالغداء التقليدي الذي يجمعه مع ١٣٠٠ فقير في قاعة بولس السادس.

 

وسيحظى الأشخاص الذين يعيشون أوضاعًا هشّة، والذين يتلقون المساعدة من الجمعيات الكنسية والهيئات الخيرية والرعوية، بفرصة اختبار قرب الكنيسة منهم، من خلال المبادرات التي أُعدّت خصيصًا لهم، ومنها العيادة الطبية التي تقدم خدمات صحية مجانية.

 

عند الساعة ٥:٣٠ من عصر يوم الجمعة، ستبدأ "عشية الرحمة" التي تُنظّمها جمعية "Fratello" الفرنسية، في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار. أما يوم السبت ١٥ تشرين الثاني نوفمبر، بين الساعة ٩:٠٠ صباحًا والساعة ٣:٠٠ عصرًا، سيعبر الحجاج الباب المقدس في بازيليك القديس بطرس. وعند الساعة ٤:٠٠ عصرًا، ستنظّم الجمعية نفسها صلاة مريمية ثانية في ساحة القديس بطرس. وستُعرض داخل البازيليك، بشكل استثنائي، ذخائر القديس " Benedetto Giuseppe Labre"، المعروف بـ"متشرّد الله"، والمحفوظة عادة في كنيسة " Santa Maria ai Monti". لابر هو قديس لم يكن له مأوى، وقد اختار الكولوسيوم بيتًا له.

 

في ختام غداء الأحد في قاعة بولس السادس، الذي تنظمه كالمعتاد دائرة خدمة المحبة، سيتلقى كل مشارك حقيبة ظهر تحتوي على مواد أساسية، بفضل دعم الآباء العزاريين الذين أرادوا، في الذكرى المئوية الرابعة لتأسيسهم، أن يقدموا للفقراء لفتة محبة ملموسة.

 

وقد أُطلقت هذه المبادرة لأول مرة عام ٢٠١٧ بمبادرة من البابا فرنسيس، ليشجع الكنيسة على "الخروج" من أسوارها للقاء الذين يعيشون على الهامش. وكما في كل عام، أعدّت دائرة البشارة دليلاً راعويًا بست لغات، يُقدَّم كأداة عملية للأبرشيات والرعايا وسائر الهيئات الكنسية للاستعداد لليوبيل، وهو متوفر مجانًا على موقع الدائرة الإلكتروني.

 

وستتخلل هذا الحدث المقدس سلسلة من المبادرات التضامنية التي تنظمها دائرة خدمة المحبة، من أبرزها الافتتاح الاستثنائي لـ عيادة أم الرحمة تحت أروقة برنيني في ساحة القديس بطرس. هذه المنشأة، التي تقدم عادة رعاية صحية مجانية للفقراء، ستبقى مفتوحة من ١٠ وحتى ١٥ تشرين الثاني نوفمبر من الساعة ٨:٠٠ صباحًا حتى الساعة ٦:٠٠مساءً بدون توقف.

 

وسيتم خلالها توفير فحوص طبية عامة وتخصصية، واستشارات في طب الأسنان، وتطعيمات ضد الإنفلونزا، وتحاليل دم. كما سيتم التبرع بأطقم أسنان متحركة، ونظارات طبية، وأجهزة سمعية، وتسليم الأدوية مجانًا مباشرة إلى المحتاجين.

 

يُقدَّم في هذه العيادة أكثر من ألفي خدمة طبية مجانية شهريًا، بفضل عمل ١٢٠ متطوعًا من الأطباء والممرضين والفنيين الصحيين. ويُقدَّر عدد الفقراء المستفيدين بنحو عشرة آلاف شخص من ١٣٩ جنسية مختلفة.

 

وحتى الآن، تم تقديم حوالي ١٠٠ ألف خدمة طبية وتوزيع حوالي ١٤٠ ألف عبوة دواء. ونظرًا لتزايد الحاجة إلى الرعاية الصحية، سيتم في مناسبة اليوم العالمي التاسع للفقراء تدشين عيادة جديدة تحمل اسم القديس مارتينوس، أنشئت بالتعاون مع مديرية الصحة والنظافة في حاضرة الفاتيكان، وتضم غرفتي فحص مجهزتين بأحدث المعدات، إضافة إلى قسم أشعة جديد يحتوي على جهاز تصوير بالأشعة السينية من الجيل الأخير، ما يتيح تشخيصًا سريعًا ودقيقًا للكسور، والأمراض التنكسية، والأورام، والالتهابات الرئوية، وحصى الكلى، وانسداد الأمعاء، وهي أمراض غالبًا ما تُهمَل لدى الذين يعيشون في الفقر.

 

ومن الجدير بالذكر أيضًا افتتاح مغسلة القديس فرنسيس الأسيزي في مدينة بارما، وهي خدمة أنشأتها كاريتاس المحلية بالتعاون مع شركة بروكتر آند غامبل، لتوفير مكان يمكن فيه للمحتاجين والمشرّدين الاهتمام بنظافتهم الشخصية وغسل ملابسهم مجانًا، إضافة إلى إمكانية استخدام مرافق الاستحمام. كما أعلن البابا لاون الرابع عشر عن رحلة رجاء جديدة إلى أوكرانيا: إذ ستنطلق خلال هذه الأيام شاحنة كبيرة متجهة إلى خاركيف، إحدى أكثر المدن تضررًا من الحرب، محمّلة بالملابس والأغطية الدافئة والمواد الأساسية للسكان المحليين.

 

وإضافة إلى ذلك، ستواصل دائرة البشارة هذا العام دعم العائلات ذات الدخل المحدود عبر مبادرات ملموسة مثل دفع فواتيرها ومنحها قسائم لشراء المواد الغذائية من المتاجر الكبرى. ويُوجَّه شكر خاص في هذا الإطار إلى سخاء شركة UnipolSai.