الأقباط متحدون - في ظل جبل التجلي.. وفد من الأزهر يزور دير القديسة كاترين لتعزيز الحوار والتسامح الديني
  • ١٩:٠٥
  • الخميس , ١٣ نوفمبر ٢٠٢٥
English version

في ظل جبل التجلي.. وفد من الأزهر يزور دير القديسة كاترين لتعزيز الحوار والتسامح الديني

محرر الأقباط متحدون

أقباط مصر

٣٠: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠٢٥

وفد من الأزهر يزور دير القديسة كاترين
وفد من الأزهر يزور دير القديسة كاترين

محرر الأقباط متحدون
في أجواءٍ مفعمة بالمحبة والتقدير المتبادل، استقبل دير القديسة كاترين بمدينة سانت كاترين بجنوب سيناء وفدًا رفيعًا من قيادات الأزهر الشريف، ضمّ عددًا من العلماء والوعّاظ وممثلي مجمع البحوث الإسلامية من القاهرة والطور وجنوب سيناء، وذلك في إطار قافلة دعوية وتوعوية أطلقها الأزهر الشريف لتعزيز قيم التسامح ونشر الوعي الديني في ربوع الوطن.

وكان في استقبال الوفد الأب سيميون بابادوبولوس، رئيس أساقفة سيناء وفاران ورايثو ورئيس دير القديسة كاترين، الذي رحّب بالضيوف الكرام، مثمنًا هذه الزيارة التي تعبّر عن عمق العلاقات الأخوية والروحية بين الأزهر الشريف والدير، ومؤكدًا أن أرض سيناء تظلّ ملتقى الإيمان والسلام، ورمزًا للتعايش بين أبناء الديانات السماوية.

وقد نقل وفد الأزهر تهانيهم القلبية للأب سيميون بمناسبة اختياره رئيسًا للأساقفة ورئيسًا للدير، متمنين له دوام الصحة والتوفيق في خدمته الروحية، ومعربين عن تقديرهم الكبير لدير القديسة كاترين بوصفه منارة تاريخية للحوار والتلاقي بين الأديان، ومكانًا يحتضن رموزًا مقدسة يجلّها المسلمون والمسيحيون على حدّ سواء.

وتأتي هذه الزيارة تنفيذًا لتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة تكثيف القوافل الدعوية والتثقيفية في المحافظات الحدودية والنائية، وتفعيل دور العلماء والوعّاظ في نشر الفكر الوسطي الأزهري وتصحيح المفاهيم المغلوطة، إلى جانب تعزيز قيم المواطنة والعيش المشترك.

وأكد الشيخ رفيق الشناوي، مدير عام منطقة الدعوة والإعلام الديني بجنوب سيناء ورئيس لجان الفتوى بها، أن مدينة سانت كاترين تمثل رمزًا فريدًا للتسامح الديني والتعايش الإنساني، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يحرص من خلال هذه القوافل على دعم الوعي الديني الصحيح ومواجهة الفكر المتطرف، ونشر مبادئ الاعتدال والفهم السليم للدين.

وشملت فعاليات القافلة عقد لقاءات توعوية بعدد من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، ومجلس مدينة سانت كاترين، ومستشفى سانت كاترين، فضلًا عن محاضرات تثقيفية في المساجد والمراكز الشبابية، وذلك في إطار خطة مجمع البحوث الإسلامية لبناء وعي مجتمعي قائم على الاعتدال والانتماء الوطني.

العلاقات التاريخية بين الأزهر الشريف ودير القديسة كاترين :
ترتبط المؤسستان، الأزهر الشريف ودير القديسة كاترين، بعلاقاتٍ تاريخيةٍ عميقة تمتد عبر القرون، إذ يجمع بينهما احترامٌ متبادل وإيمانٌ مشترك بقدسية أرض سيناء وخصوصيتها الروحية. ويُعدّ "العهد النبوي" الذي يُحتفظ به في الدير وهو وثيقة يُنسب صدورها إلى النبي محمد ﷺ،  شاهدًا خالدًا على عمق روح التسامح التي سادت بين المسلمين والمسيحيين منذ القرون الأولى.

وقد تعزّزت هذه العلاقات في العقود الأخيرة من خلال زيارات متبادلة بين ممثلي الأزهر الشريف ورهبان الدير، في إطار الحوار الديني والثقافي الذي يهدف إلى ترسيخ مبادئ المواطنة والوحدة الوطنية.

و تعكس هذه الزيارة صورةً ناصعة من صور التلاقي الوطني والديني على أرض سيناء المباركة، حيث تتضافر الجهود بين المؤسسات الدينية المصرية العريقة في سبيل نشر ثقافة السلام والمحبة والوحدة بين أبناء الوطن، لتبقى سانت كاترين منارةً للتسامح ورمزًا خالدًا للتعايش في الوادي المقدس طُوى.