الكاردينال بارولين: الذكاء الاصطناعي قد يقود البشرية إلى “انقراضها الذاتي” إن غابت الكرامة الإنسانية
محرر الأقباط متحدون
الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
وجّه الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، رسالة إلى المشاركين في المؤتمر الدولي "كرامة الأطفال والمراهقين في عصر الذكاء الاصطناعي"، الذي يُعقد حاليًا في قصر المستشارية. وحذّر الكاردينال من خطر أن يتسبب البشر في "انقراضهم الذاتي" من خلال إدخال أشكال حياة اصطناعية لا تحترم الكرامة الإنسانية، ودعا بالتالي إلى "جهود متعددة التخصصات والثقافات".
"هل نحن على عتبة حقبة جديدة، أم أن البشر سيتسببون، عاجلاً أم آجلاً، في انقراضهم الذاتي من خلال إدخال أشكال حياة اصطناعية؟ هل سنتدهور إلى مجرد محاكاة لم تعد تعترف بالكرامة الإنسانية؟" إنه تساؤل حاسم وتحذير مُقلق في آن واحد، فضلاً عن كونه دافعًا للتفكير، وهو السؤال الذي يطرحه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين على المشاركين في المؤتمر الدولي "كرامة الأطفال والمراهقين في عصر الذكاء الاصطناعي". هذا الحدث، الذي ينظمه "تليفونو أزورو" (الهاتف الأزرق) ومؤسسة الطفل للدراسة والبحث في مرحلتي الطفولة والمراهقة، والذي عقد، في ١٢ تشرين الثاني نوفمبر، في قصر المستشارية، ويجمع أصواتًا مرموقة من العالم الأكاديمي والمؤسسات والعلم والتكنولوجيا من أجل اكتشاف التداعيات الأخلاقية والقانونية والاجتماعية والأنثروبولوجية للذكاء الاصطناعي.
موضوع مهم كتب الكاردينال في رسالته، لا سيما لأنه مرتبط بمسألة حماية وكرامة الأطفال: "أحد أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية اليوم وفي المستقبل." وينظر الكاردينال إلى "الفرص" التي يتيحها العلم والتكنولوجيا والتي تؤدي حتمًا إلى نمو الحرية والمسؤولية الإنسانية. ولكن يتبع هذا التقدم السريع، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، "قضايا وجودية وأخلاقية على نطاق لم يسبق له مثيل".
لهذا السبب، يشجع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان على "تقييم فرص ومخاطر العصر الرقمي لصالح البشر، والجماعة البشرية، والخليقة بأسرها،". ويضيف: "من المفيد أيضًا استخلاص استنتاجات مناسبة لإجراءات ملموسة، على سبيل المثال في مجالات السياسة والتشريع والتعليم وتصميم خدمات الدعم الاجتماعي". ويؤكد الكاردينال بارولين أن كل هذا "لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال جهود متعددة التخصصات والثقافات، إذا أردنا أن ننصف تعقيد المسألة وتنوع الحقائق الإنسانية." وختم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين رسالته مذكرًا بكلمات البابا فرنسيس بمناسبة المؤتمر العالمي حول كرامة الأطفال في العالم الرقمي الذي عُقد في جامعة الغريغوريانا الحبريّة عام ٢٠١٧: "إن الحرية الإنسانية قادرة على تقييد التقنية، وإعادة توجيهها ووضعها في خدمة نوع آخر من التقدم، يكون أكثر سلامة وإنسانية واجتماعية إدماجًا".