الكرسي الرسولي يشدد على أهمية الدور الذي تلعبه وكالة الأونروا ويحث الجماعة الدولية على الاستمرار في دعمها

خلال المداخلة عاد الدبلوماسي الفاتيكاني ليذكر الجماعة الدولية بأن الكرسي الرسولي يدعم حل الدولتين، ويحثّ المجتمع الدولي على مواصلة المساعي من أجل تحقيق السلام من خلال الحوار والتعاون المتبادل. كما أشاد بالنشاطات الإنسانية التي تقوم بها وكالة الأونروا في منطقة الشرق الأدنى، داعياً في الوقت نفسه إلى توفير الدعم المطلوب كي تستمر الوكالة في إنجاز المهمة التي أُسست من أجلها في المقام الأول، ألا وهي غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. كما شدد سيادته على ضرورة أن يبقى نشاط الوكالة متجذراً في المبادئ الإنسانية والحياد وعدم الانحياز والاستقلالية، معربا في الوقت نفسه عن إدانته للهجمات التي تعرضت لها الوكالة والعاملون فيها.

 

هذا ولم يُخف رئيس الأساقفة كاتشا قلقه وقلق الكرسي الرسولي حيال استمرار أعمال العنف والاضطرابات في الشرق الأوسط، مذكراً بأن المنطقة هي غنية بالإيمان والتاريخ والثقافة، ومع ذلك ما فتئت تعاني من الانقسامات ودوامة الصراعات المسلحة. وشدد في هذا السياق على ضرورة أن تواصل الجماعة الدولية عملها الدؤوب من أجل إرساء أسس السلام والاستقرار والأخوة وسط شعوب المنطقة كافة.

 

وفي معرض حديثه عن دعم الكرسي الرسولي لحل الدولتين، شدد سيادته على أهمية أن يضمن هذا الحل أن يعيش الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي جنباً إلى جنب بسلام وأمن، وضمن حدود معترف بها دوليا. وأكد أن التقدم الحقيقي يتم فقط من خلال مبدأ تعددية الأطراف والحوار الصبور والتعاون الذي يشمل الجميع، لا بواسطة اللجوء إلى القوة.

 

بعدها توقف مراقب الكرسي الرسولي عند الهدف من إنشاء وكالة الأونروا لسبعة عقود خلت وعند المهام التي أُسندت إليها، مشيرا إلى أنها تعمل في لبنان وسورية والأردن وفلسطين، وما تزال لغاية اليوم توفر المساعدة والدعم الإنساني للاجئين الفلسطينيين، لاسيما في مجالات التعليم والرعاية الصحية، والمساعدات الغذائية والخدمات الاجتماعية الأخرى. وذكّر بأن الأونروا تساعد بنوع خاص الأشخاص الضعفاء، لاسيما الأطفال والنساء والمسنين، وتسعى إلى مدهم بالأمل والحماية وتوفر لهم إمكانية أن يعيشوا حياة كريمة ولائقة.

 

تابع رئيس الأساقفة كاتشا مداخلته مشيرا إلى أن الكرسي الرسولي يأسف جداً على سقوط ضحايا في صفوف موظفي الوكالة الأممية، خلال تأدية رسالتهم، وهو يصلي من أجلهم. وشدد في هذا السياق على ضرورة أن يُحترم القانون الإنساني الدولي، وأن توفَّر المساعدات الإنسانية لجميع الأشخاص المحتاجين وبشكل آمن. كما قال إن الكرسي الرسولي يندد بالهجمات التي تعرضت إليها منشآت تابعة لوكالة الأونروا، كما يشدد على ضرورة عدم التعرض لدور العبادة التي ينبغي أن تبقى ملاذاً آمناً للمدنيين الباحثين عن الحماية والرعاية.

 

وختم سيادته بالقول إن الدعم المقدم لهذه الوكالة ينبغي أن يستمر لأنها تسعى إلى إنقاذ حياة مئات آلاف الفلسطينيين، لذا من الأهمية بمكان أن تجدد الدول الأعضاء دعمها السياسي والمادي للأونروا. واعتبر أيضا أن أي تعديل قد يُطرح بشأن مهام الوكالة ينبغي أن يُناقش ضمن إطار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بشكل يعكس الرغبة الجماعية والمسؤولية المتقاسمة للدول الأعضاء.