الأقباط متحدون - البابا لاوُن يدشّن مستوصف القديس مارتينوس لخدمة الفقراء في الفاتيكان
  • ١٨:٥٢
  • السبت , ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥
English version

البابا لاوُن يدشّن مستوصف "القديس مارتينوس" لخدمة الفقراء في الفاتيكان

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٠٨: ١٢ م +02:00 EET

السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥

البابا لاوُن يدشّن مستوصف القديس مارتينوس
البابا لاوُن يدشّن مستوصف القديس مارتينوس

محرر الأقباط متحدون
عند حوالي الساعة الثانية عشرة من ظهر الجمعة، قام البابا لاون الرابع عشر بزيارة المنشأة الجديدة التي تقف جنبًا إلى جنب مع مستوصف "أم الرحمة"، الفعّال منذ عشر سنوات. كانت هذه الزيارة فرصة للحبر الأعظم للاطلاع على العمل الجليل والتفاني العظيم في خدمة الفقراء تحت صفوف أعمدة ساحة القديس بطرس. يتلقى المساعدة ما لا يقل عن ألفي شخص شهريًا في قلب الفاتيكان.

لقد أراد البابا بنفسه أن يزور المكان الذي يلجأ إليه الفقراء التماسًا للعلاج والرعاية من الكنيسة. هذا ما فعله قداسة البابا صباح الجمعة، الرابع عشر من تشرين الثاني نوفمبر، بحضوره وتدشينه مستوصف "القديس مارتينوس"، الذي يمثل توسعة لمستوصف "أم الرحمة" القائم منذ عشر سنوات تحت صفوف أعمدة ساحة القديس بطرس. فبعد افتتاح العام الأكاديمي في جامعة اللاتيران، عاد البابا لاون الرابع عشر إلى الفاتيكان، ووصل عند حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرًا إلى "لارغو سان مارتينو"، وهي المنطقة التي أصبحت مرادفًا للترحيب والقرب من الفقراء. ففي هذا الموقع تتواجد مرافق الاستحمام للمشردين، وصالون حلاقة، ومستوصف "أم الرحمة" الذي أصر البابا فرنسيس على إنشائه لتقديم الرعاية الطبية للذين لا يملكون أوراقًا ثبوتية، أو مالًا، أو إمكانية للوصول إلى نظام الرعاية الصحية.

كانت المحطة الأولى في زيارته، التي استمرت حوالي عشرين دقيقة، المستوصف نفسه. رافق البابا المسؤول عن مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم، الكاردينال كونراد كراييفسكي، والدكتور ماسيمو رالي، مدير المستوصف، إلى جانب الدكتور لويجي كاربوني، مدير مديرية الصحة والنظافة العامة لحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان. ويروي الكاردينال كراييفسكي: "كانت زيارة سرِّية، ولم يكن أحد يعرف بوصول البابا، ولذلك كان الأطباء المناوبون هم المتواجدون". كان هناك ٨ أطباء، و٤ ممرضين، و٢ من المتطوعين في الاستقبال، والذين كانوا قد استقبلوا ٦٥ فقيرًا في ذلك الصباح قبل وصول الحبر الأعظم. فحيّاهم الأب الأقدس وتعرّف على أنشطة المستوصف. وأوضح الكاردينال كراييفسكي: "لم نوقف أي شيء". إن هذا المستوصف هو ثمرة تضافر جهود بين مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم والحاكمية، وهما جهتان مؤسسيتان مختلفتان لكنهما تتعاونان من أجل خير الأشخاص المعوزين.

"لقد أُعجب البابا بوجود أطباء نفسيين ضمن الأطباء الحاضرين. ففقراؤنا بحاجة إلى هذا النوع من العناية أيضًا، وهي رعاية صعبة جدًا؛ فعندما تُكسر اليد، نسارع فورًا إلى قسم الطوارئ، أما عندما يتعلق الأمر بالنفس، يصبح كل شيء صعبًا". هؤلاء الأطباء يقدمون خبراتهم بتفانٍ وصبر. وأكّد الكاردينال كونراد كراييفسكي: "لديهم الكثير ليفعلوه هنا، لأن الناس تثق بهم. نحن لا نطلب منهم وثائق، وربما هذا يعيد إليهم شيئًا من كرامتهم". يبقون غير مرئيين، كما هم دائمًا في شوارع روما، لكن المساعدة هنا تتجاوز الاسم وبلد المنشأ؛ هنا، المهم هو حاجتك.

قال البابا "عمل موفق وشكرًا لكم"، وهو يطلّ من نافذة صغيرة تطل على مرافق الاستحمام، وسط دهشة الحاضرين وتأثر الذين يقدمون وقتهم. ثم سلّم على الذين تكفلوا فعليًا بترميم المستوصف الجديد "القديس مارتينوس"، الذي جُهّز بغرفتين جديدتين بأحدث الأجهزة، وبخدمة الأشعة الجديدة التي ستسمح، بفضل جهاز أشعة سينية متطور، بتشخيص سريع ودقيق لحالات مثل الالتهاب الرئوي، والكسور العظمية، والأورام، والأمراض التنكسية، وحصوات الكلى والمرارة، والانسدادات المعوية؛ وهي حالات غالبًا ما يتم إهمالها بين الذين يعيشون في الفقر.

ويروي الكاردينال كراييفسكي أن ما أدهشه خلال زيارته هو التعجّب الذي ارتسم على وجه البابا لاوُن الرابع عشر لأعداد الأشخاص الذين يتلقون العلاج: حوالي ألفي شخص شهريًا، وكذلك إمكانية حصولهم على جميع الأدوية الضرورية مجانًا. وأوضح الكاردينال كراييفسكي: "نكتب لهم الوصفة، ويدخلون إلى الفاتيكان وهم يتلقون التحية من الحرس السويسري وعناصر الدرك، ويذهبون إلى صيدلية الفاتيكان، ويضعون الوصفة على المنضدة، ويحصلون على الأدوية بدون دفع أي مبلغ". ويشدد كراييفسكي على أن هذا التصرف هو وسيلة لعدم شعورهم بالرفض أو الدونية مقارنة بالآخرين. "الجميع لديهم الحق، حتى الفقراء". بعد زيارة مستوصف "القديس مارتينوس"، شكر البابا الحاضرين واستقلّ سيارته، مغادرًا هذا الركن من الفاتيكان الذي كُرِّس كل ما فيه للآخرين، للأكثر ضعفًا وللمنسيين.