الأقباط متحدون - الكنيسة التشيكية السلوفاكية تعبر عن قلقها تجاه اضطهاد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية
  • ٠٤:١١
  • السبت , ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥
English version

الكنيسة التشيكية السلوفاكية تعبر عن قلقها تجاه اضطهاد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

١٨: ٠٢ م +02:00 EET

السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥

محرر الأقباط متحدون
في ظلّ تطورات كنسية متسارعة تعصف بالعالم الأرثوذكسي، وتزايد الأصوات المحذّرة من التدخلات والانتهاكات التي تستهدف هوية الكنائس المحلية ونظامها القانوني، تتعالى مرة أخرى دعوات للحفاظ على الوحدة الأرثوذكسية وصون حرية الإيمان من الضغوط السياسية والعسكرية. وفي هذا السياق، شهدت الأيام الأخيرة مواقف كنسية جديدة تؤكّد خطورة ما تتعرض له الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، سواء داخل أوكرانيا أو في دول الجوار.

 عقد السينودس المقدّس للكنيسة الأرثوذكسية في أراضي التشيك وسلوفاكيا جلسته الرسمية في براتيسلافا بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، حيث أعرب الآباء الأساقفة عن قلق بالغ إزاء ما وصفوه بـ"الاضطهاد القانوني والجسدي المنهجي" الذي تتعرّض له الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية (UOC) ورعاتها ومؤمنيها، وسط ظروف الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وجاء في البيان أنّ "الحرية الدينية حقّ إنساني ثابت، وحرية الإيمان جزء لا يتجزأ من كرامة الإنسان، ولا يجوز المساس بها أو إخضاعها لأي تجاذبات سياسية أو عسكرية". كما شدّد السينودس على تضامنه الكامل مع كل المتألمين نتيجة الصراع، داعيًا إلى وقف جميع أشكال التعديات التي تمسّ الحياة الروحية للمؤمنين.

وأشار البيان إلى أنّ توسّع نشاط الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المنشقة (OCU) داخل جمهورية التشيك يمثّل خرقًا واضحًا لشروط طوموس الاستقلال، وهو تطور وصَفه السينودس بأنّه "مقلق ومضرّ بوحدة الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة".

 وفي موازاة ذلك، كشفت وثائق صادرة عن مجمع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المنشقة، بتاريخ 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، عن تقدّم غبطة المتروبوليت ساوا، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية البولندية، بشكوى رسمية إلى بطريركية القسطنطينية ضد ممارسات الـ OCU داخل بولندا، حيث اتهمها بارتكاب تجاوزات كنسية جسيمة وانتهاك النظام القانوني للكنيسة البولندية.

وتأتي هذه الشكوى الجديدة امتدادًا لخطوة سبق أن قام بها رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية البولندية قبل فترة، حين رفع اعتراضًا مماثلًا إلى القسطنطينية حول تدخلات الـ OCU ومحاولاتها إنشاء حضور كنسي موازٍ داخل بولندا بطرق مخالفة للقوانين الكنسية.

وتضمّنت رسالة المتروبوليت ساوا الأخيرة اعتراضًا واضحًا على إقامة “قدّاس” من قِبل “أساقفة” الـ OCU في وارسو، معتبرًا ذلك "تحدّيًا صارخًا لشروط طوموس الاستقلال، وتجاوزًا لحدود السلطة الكنسية الشرعية". وأعلنت الـ OCU من جهتها إعداد ردّ رسمي موجّه إلى المتروبوليت ساوا وإلى السينودس البولندي، مع الإشارة إلى أنّها ستوجّه نسخة إلى البطريركية المسكونية.

وكان السينودس البولندي قد دعا في وقت سابق إلى عقد مجمع أرثوذكسي شامل، يعالج التوترات المتفاقمة داخل العائلة الأرثوذكسية العالمية.

تتزامن هذه التطورات مع مرحلة حساسة تشهد فيها الكنائس الأرثوذكسية تحديات غير مسبوقة، تتداخل فيها السياسة بالحياة الكنسية، وتتهدد فيها شرعية الكنائس المحلية ووحدتها. ومع استمرار الشكاوى وارتفاع الأصوات المطالبة بضبط التجاوزات، تبرز الحاجة الملحّة إلى معالجة هذه الملفات بروح مسكونية صادقة، تحفظ الإيمان القويم وتعيد إلى العالم الأرثوذكسي وحدة الشهادة المسيحية في وجه عالم يموج بالصراعات.