البابا لاوُن الرابع عشر يزور ضريح القديس شربل في عنايا ويدعو للسلام والوحدة
محرر الأقباط متحدون
١٦:
٠٤
م +02:00 EET
الاثنين ١ ديسمبر ٢٠٢٥
محرر الأقباط متحدون
يواصل البابا لاون الرابع عشر زيارته الرسولية إلى لبنان إذ توجه صباح اليوم الاثنين إلى دير مار مارون في عنايا، حيث ضريح القديس شربل مخلوف، فكان في استقباله رئيس الجمهورية جوزيف عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فضلا عن الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية ورئيس الدير.
ألقى الحبر الأعظم خلال الزيارة كلمة قال فيها: أيُّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزَّاء، أشكرُ الرَّئيسَ العام على كلماتِه وعلى استقبالِه لنا في هذا الدَّير الجميل في عنَّايا. الطَّبيعةُ الَّتي تُحيطُ بهذا البيت، بيتِ الصَّلاة، تَشُدُّنا بجمالِها الدَّاعي إلى الزَّهد.
أحمدُ اللهَ الَّذي مكنَّني مِن القدُّومِ حاجًّا إلى قبرِ القدِّيسِ شربل. أسلافي، وأفكِّرُ بصورةٍ خاصَّة في القدِّيسِ البابا بولس السَّادس الَّذي أعَلَنَ شربل طوباويًّا وقدِّيسًا، كانوا يتمنُّونَ هم أيضًا أنْ يقُوموا بمثلِ هذا الحَجّ. أيُّها الأعزّاء، ماذا يعلِّمُنا القدِّيس شربل اليوم؟ ما هو إرثُ هذا الإنسانِ الَّذي لم يَكتُبْ شيئًا، وعاشَ مختفيًا عن الأنظارِ وصامتًا، لكن سُمعَتَه انتشرَت في كلِّ العالم؟
أُلَخِّصُ إرثَه وأقولُ ما يلي: الرُّوحُ القدس صاغَه وكوَّنَه، لكي يُعَلِّمَ الصَّلاةَ لمن كانت حياتُه بدونِ الله، ويُعَلِّمَ الصَّمتَ لمن يعيشُ في الضَّوضاء، ويُعَلِّمَ التَّواضعَ لِمن يسعَى للظُّهور، ويُعَلِّمَ الفقرَ لمن يبحثُ عن الغِنَى. كلُّها مواقفُ تسيرُ عكسَ التَّيَّار، ولهذا نَنجَذِبُ إليه، كما يَنجَذِبُ السَّائرُ في الصَّحراءِ إلى الماءِ العذبِ النّقي.
القدِّيسُ شربل يُذَكِّرُنا، بصورةٍ خاصَّة، نحن الأساقفةَ والخدّامَ المرسومين، بمتطلّباتِ دعوتِنا الإنجيليّة. أمَّا التَّطابقُ بين إيمانِه وحياتِه، والَّذي يتَّصِفُ بالجذريَّةِ والتَّواضعِ معًا، فهو رسالةٌ لكلِّ المسيحيِّين. ثمَّ هناك جانبٌ آخرَ حاسِم: لم يتوقَّفْ القدّيس شربل قطّ عن التَّشفُّعِ لنا أمامَ الآبِ السَّماوي، ينبوعِ كلِّ خيرٍ وكلِّ نعمة. ففي حياتِه على الأرض، كان الكثيرون يأتون إليه لينالوا مِن اللهِ العزاءَ والمغفرةَ والنَّصيحة. وبعد وفاتِه، تضاعَفَ ذلك وصار نهرًا من الرَّحمة. ولهذا، يأتي آلافُ الحجَّاجِ في الثَّاني والعشرين من كلِّ شهر، من بلدانٍ مختلفةٍ لقضاءِ يومِ صلاةٍ وتجديدٍ للرُّوحِ والجسد.
أيُّها الإخوةُ والأخوات، نريدُ اليومَ أنْ نُوكِلَ إلى شفاعةِ القدِّيسِ شربل كلَّ ما تحتاجُ إليه الكنيسةُ ولبنانُ والعالَم. من أجلِ الكنيسةِ نطلبُ الشَّركةَ والوَحدة: بدءًا بالعائلات، الكنائسِ البيتيَّةِ الصَّغيرة، ثمَّ الجماعاتِ المؤمنة في الرَّعايا والأبرشيَّات، وصولًا إلى الكنيسةِ الجامعة. شَرِكَة ووَحدة. أمَّا مِن أجلِ العالَمِ فَلنَطلُبِ السَّلام. نطلبُ السَّلام، بصورةٍ خاصَّة، من أجلِ لبنانَ وكلِّ المشرق. ونعلَم جيّدًا، والقدّيسون يُذَكِّرُوننا بذلك، أنَّه لا سلامَ بدونِ توبةِ القلب. لذا، فليُساعدْنا القدّيسُ شربل كي نتوجَّهَ إلى اللهِ ونسأَلَه نعمةَ التَّوبةِ لنا جميعًا.
أيُّها الأعزّاء، رمزًا للنُّورِ الَّذي أضاءَه اللهُ هنا بواسطةِ القدّيسِ شربل، احضرتُ معي هديَّةً، قنديلًا. أُقَدِّمُ هذا القنديل، وأُوكِلُ لبنانَ وشعبَه إلى حمايَةِ القدِّيس شربل، حتَّى يسيرَ دائمًا في نورِ المسيح. شكرًا للهِ لأنَّه أعطانا القدِّيسَ شربل! وشكرًا لكم، أنتم الَّذين تحافظونَ على ذِكراه. سيروا في نورِ الله!
الكلمات المتعلقة