الأقباط متحدون - الأربعة والعشرون قسيسًا: ذكار سماوي في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
  • ١٨:١٨
  • الثلاثاء , ٢ ديسمبر ٢٠٢٥
English version

الأربعة والعشرون قسيسًا: ذكار سماوي في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

مقالات مختارة | القمص منقريوس المحرقي

٣٧: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢ ديسمبر ٢٠٢٥

  القمص منقريوس المحرقي
القمص منقريوس المحرقي
  القمص منقريوس المحرقي
  في الرابع والعشرين من شهر هاتور من كل عام، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتذكار فريد من نوعه، هو تذكار الأربعة والعشرين قسيسًا، أو كما يُسمّيهم التقليد الكنسي: الكهنة الروحانيون غير المتجسّدين، الذين رآهم القديس يوحنا الإنجيلي في رؤياه وهم يحيطون بعرش الله في السماء.
 
وهؤلاء القسيسون ليسوا بشرًا عاشوا على الأرض، بل طغمة سماوية مملوءة مجدًا وبهاءً، مُقامة أمام الله في حضرته المجيدة، يُشاركون في تسبيح السماء وتقديم البخور الروحي، الذي يرمز إلى صلوات القديسين الصاعدة أمام الرب.

حضور سماوي حول العرش الإلهي
يصف سفر الرؤيا شكلهم الروحي المهيب:
جالسون على عروش نورانية،
لابسون ثيابًا بيضاء رمزًا للطهارة والنقاوة،
وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب علامة النصرة والمجد،
ولهم جِمات من ذهب مملوءة بخورًا، هي صلوات المؤمنين.
 
إنهم كهنة السماء، الذين يرفعون تسبيحًا دائمًا بلا انقطاع، يصنعون تناغمًا روحيًا مع جوقات الملائكة، في حركة مستمرة من السجود والتمجيد، قائلين:
“قدوسٌ قدوسٌ قدوس، الرب الإله القادر على كل شيء”.

معنى الاحتفال في الكنيسة القبطية
تذكّرنا الكنيسة بهذا اليوم لكي:
ترفع أنظارنا نحو الحياة السماوية التي تنتظرنا،
وتدعونا لنعيش على الأرض حياة التسبيح والصلاة،
وتذكّرنا بأنَّ صلوات القديسين تُرفع عنّا وتُقدَّم أمام عرش الله.
إن تذكار الأربعة والعشرين قسيسًا هو دعوة روحية عميقة للاتحاد بالسماء، والانضمام إلى تسبيحهم، وللأمانة في صلواتنا اليومية التي تُرفع كبخور طيب أمام الرب.

 مغزى روحي للمؤمن
حينما نتأمل في هذا المشهد السماوي، ندرك:
أن الكنيسة الأرضية متصلة بالكنيسة السماوية،
وأن صلواتنا لا تضيع، بل تجد من يرفعها أمام الله،
وأن التسبيح هو لغة السماء، ولذلك فهو غذاء الروح.
 
إن الأربعة والعشرين قسيسًا هم صورة للعبادة الكاملة، وللقداسة التي يدعونا الله أن نسعى إليها. إنهم مثال للهدوء الروحي، والتواضع، والوقوف الدائم أمام الله.
 
في عيدهم نطلب شفاعتهم عنا وان يذكرونا دوما امام عرش النعمة 
كل عام وانتم بخير
 
 

 







المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع