إحتفالات دير أبوسيفين.. احتفالات تتجد في ذاكرة قرية الجاولي – منفلوط - أسيوط
ماهر الجاولي
الاربعاء ٣ ديسمبر ٢٠٢٥
ماهر الجاولي
تظل قرية الجاولي في قلب صعيد مصر شاهدة على ارتباط أبنائها بتراثهم الروحي، ويأتي عيد الشهيد العظيم مرقوريوس أبي سيفين ليجدد هذا الارتباط عامًا بعد عام.
في هذا العيد تجتمع الأجيال، وتلتقي الوجوه العائدة من السفر، وتُرفع الصلوات في دير يحمل تاريخًا ممتدًا، وتُستعاد سيرة البابا بطرس الجاولي، ابن القرية وبطريرك المواقف الوطنية الخالدة صاحب مقولة: "نحن في حماية الله الذي لا يموت".
ويأتي عيد أبي سيفين في الجاولي ليعكس صورة متجددة من التلاحم بين الماضي والحاضر، إذ تحتضن القرية هذا الموروث بحفاوة تليق بمقام الشهيد، فترى مظاهر البهجة والاحتفاء في كل ركن، وتتعانق التقاليد الروحية مع قيم المحبة والوحدة.
وفي كل عام، تتجدد طقوس الاحتفال في الدير العريق، حيث تتلاقى الأصوات المسبحة مع ذكريات الأجداد، وتُروى حكايات الإيمان والصمود التي صنعت مكانة الجاولي في ذاكرة الكنيسة والوطن. وبفضل هذا الإرث، يبقى عيد أبي سيفين مناسبة تجمع القلوب وتثبت أواصر الانتماء، ليظل أبناء الجاولي أوفياء لجذورهم وتاريخهم العريق، مستمدين من ذكرى الشهيد العظيم روح القوة والمحبة التي تلهم الأجيال وتحيي التراث عبر الزمن.
وترأس احتفالات هذا العام نيافة الأنبا ثاؤفليس أسقف منفلوط، بمشاركة نيافة الأنبا يؤانس مطران أسيوط، ولم تكن الأحتفالات مجرد طقوس، بل كانت مشاهد يصنع أبناء الجاولي لتثبت في تاريخ هذا الدير العتيق.
والشهيد المحتفي به العظيم أبوسيفين هو أحد أبرز شهداء الكنيسة في القرن الثالث الميلادي، وتسمي بإسم فيلوباتير أي "محب الأله"، وإشتهر فبطولاته العسكرية وظهر له ملاك الرب في إحدي الحروب ومنحه سيفاُ ثانياُ لذا لقب "أبي سيفين"، وإستشهد علي إسم المسيح في عهد الإمبراطور ديسيوس.
