برنكاوزن تحتفل بمطرانها الجديد: تكريم لأنبا دميان بعد رسامته مطرانًا لألمانيا
د. ماجد عزت اسرائيل
الثلاثاء ٩ ديسمبر ٢٠٢٥
د.ماجد عزت إسرائيل
برنكاوزن – تحتفي قرية برنكاوزن بمطرانها: فقد عبّر أهالي القرية مساء الجمعة عن تقديرهم العميق وارتباطهم بالأنبا دميان، أسقف الكنيسة القبطية، خلال احتفال رسمي أقيم تكريمًا له.
وجاء هذا الاحتفال بمناسبة ترقية نيافته مؤخرًا إلى رتبة "مطران" للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في ألمانيا، وهي رتبة رفيعة منحها له قداسة البابا تواضروس الثاني في كاتدرائية مار مرقس بالقاهرة، ليصبح بذلك أول مطران قبطي رسمي للخدمة في ألمانيا.
وعلى أرض الدير في برنكاوزن، نُظّم استقبال احتفالي كبير يعكس مشاعر التقدير والاحترام التي يكنّها سكان المنطقة للمطران دميان. وبمبادرة من رئيس مكتب الإدارة المحلية يوهانس هولس، تجمّع أكثر من مئة شخص – رغم أن المتوقع كان سبعين فقط – وساروا بمرافقة فرقة موسيقية نحو مدخل الدير لتقديم التهاني شخصيًا للمطران.
وقال الأنبا دميان بتأثر واضح:
"لقد استُقبلت هنا بمحبة كبيرة، وأصبحتُ اليوم بالفعل واحدًا من أبناء برنكاوزن. فهي تمنح السلام وجودة الحياة وخصالًا رائعة أخرى."
ويرتبط نيافته ارتباطًا وثيقًا بالمنطقة منذ عقود؛ فمنذ عام 1993 أصبح دير برنكاوزن مقر الكرازة القبطية في ألمانيا. وتمكّن الأنبا دميان – عبر جهد كبير وتعاون متطوعين من مصر وألمانيا – من تحويل الدير من مبنى شبه مهجور إلى مركز روحي وثقافي نابض بالحياة. وخلال الاحتفال، قدّم فرانس دارلي باسم أهالي القرية واللجان المحلية هدية رمزية لنيافته: شمعدان مصنوع من خشب بلوط يعود إلى القرن السابع عشر كان جزءًا من بيت تاريخي، إضافة إلى شمعة كنسية مميّزة.
وقد أشاد دانييل هارتمان، عمدة مدينة هوكستر، بسيرة الأنبا دميان ومسيرته الفريدة، مذكّرًا بأنه وُلد في القاهرة عام 1955 وتخرّج في كلية الطب، وعمل طبيبًا لأشعة في ألمانيا قبل أن يختار الحياة الرهبانية ويحوّل دير برنكاوزن إلى مقر رسمي للكنيسة القبطية في ألمانيا. وقال:"من كان يتخيّل قبل أكثر من ثلاثين عامًا أنّ هذا المكان سيصبح قلب الكنيسة القبطية في ألمانيا؟"
وتناول هارتمان مسيرة الأنبا دميان في دعم الحوار بين الأديان، واستضافة الفعاليات الثقافية واللقاءات المسكونية، مؤكدًا أنّ الدير أصبح اليوم مركزًا مهمًا للتلاقي الروحي والاجتماعي.
ومع رسامته مطرانًا، ينضم الأنبا دميان إلى المجلس الاستشاري لقداسة البابا تواضروس الثاني في القرارات الكنسية، وهي خطوة تعبّر عن التقدير الكبير لخدمته الطويلة.
وتُعدّ الكنيسة القبطية – التي تعود جذورها إلى كرازة القديس مرقس في القرن الأول الميلادي – من أكبر الكنائس الشرقية في العالم، ويقدّر عدد أتباعها بنحو 15 مليونًا، معظمهم في مصر. ويعيش في ألمانيا اليوم ما يقرب من 20 ألف قبطي.
وأصبح الأنبا دميان، المقيم في برنكاوزن، أول مطران قبطي في تاريخ ألمانيا.