الأقباط متحدون - أطباء نفسيون: التثقيف الجنسى الواعى خط الدفاع الأول لحماية الأطفال من الاعتداء
  • ٢٠:٤٠
  • الاثنين , ١٥ ديسمبر ٢٠٢٥
English version

أطباء نفسيون: التثقيف الجنسى الواعى خط الدفاع الأول لحماية الأطفال من الاعتداء

أخبار مصرية | الدستور

٥٩: ٠٧ م +02:00 EET

الاثنين ١٥ ديسمبر ٢٠٢٥

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 فى ظل تصاعد القلق المجتمعى من وقائع التحرش بالأطفال، تتزايد التساؤلات حول الآثار النفسية العميقة التى تتركها هذه الحوادث، وحدود الدور الذى يجب أن تلعبه الأسرة والمؤسسات التعليمية فى الحماية والوقاية.

 
وتبرز أهمية الدعم النفسى السليم والتثقيف الجنسى الواعى كخط دفاع أول، لحماية الأطفال من الانتهاك، ولمساعدتهم أيضًا على التعافى.
 
قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن الأثر النفسى لتلك الحوادث لا يكون واحدًا لدى جميع الأطفال، بل يختلف باختلاف العمر، وطبيعة الواقعة، ومدى عنفها.
 
وأوضح أن عمر الطفل وقت التعرض للحادث يلعب دورًا محوريًا فى مدى استيعابه وتأثره النفسى، فالطفل دون سن الرابعة تكون قدرته على الفهم والتذكر مختلفة عن الطفل الأكبر سنًا، كما أن طبيعة الواقعة نفسها تؤثر فى النتائج النفسية، سواء كان التحرش لفظيًا أو جسديًا، بسيطًا أو عنيفًا، مع وجود إصابات جسدية من عدمه.
 
وأضاف أن هذه العوامل مجتمعة تحدد كيفية تعامل الطفل مع التجربة لاحقًا، ومدى حاجته للدعم النفسى، محذرًا من خطورة الإكثار من مناقشة تفاصيل الواقعة مع الطفل بشكل متكرر، موضحًا أن إعادة فتح الحدث مرارًا قد تُفاقم الأثر النفسى بدلًا من معالجته.
 
وشدد على أهمية طمأنة الطفل بأن الجانى يُحاسب ويُعاقب، دون تحميله عبء استرجاع التفاصيل أو الشعور بالذنب أو الخوف المستمر، لافتًا إلى أن الدعم النفسى السليم يقوم على الاحتواء والهدوء، وليس على الاستجواب أو التذكير المستمر بما حدث.
 
وأشار إلى أن التوعية لا تعنى الإسهاب أو الخوض فى تفاصيل غير مناسبة، وإنما تقديم معلومات بسيطة وواضحة تتناسب مع عمر الطفل، ومن أهم القواعد التى يجب تعليمها للأطفال: أن الجسد ملك خاص للطفل ولا يحق لأحد انتهاكه، وعدم السماح لأى شخص بخلع ملابسه أو لمس جسده، ورفض الذهاب إلى أماكن مغلقة أو بعيدة مع أى شخص، وإبلاغ أحد الوالدين أو شخص موثوق فور الشعور بعدم الارتياح.
 
وشدد على أن تعزيز هذه المفاهيم يجب أن يكون مسئولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة، من خلال الحوار المفتوح، وبناء الثقة مع الطفل، وتوفير بيئة آمنة تشجعه على الكلام دون خوف أو خجل.
 
واختتم بالتأكيد أن التثقيف الجنسى الواعى لا يُفسد براءة الأطفال كما يعتقد البعض، بل يحميها، ويمنح الطفل القدرة على فهم حدوده والدفاع عن نفسه نفسيًا وسلوكيًا.
 
من جانبه، قال الدكتور محمد فوزى عبدالعال، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب، جامعة أسيوط، إنه فى ظل التحديات المتزايدة التى تواجه الأطفال فى عصر المعلومات، أصبح التثقيف الجنسى الآمن ضرورة مُلحة، واصفًا أن التثقيف الجنسى للأطفال بأنه «عملية تربوية نفسية تدريجية تهدف إلى بناء وعى الطفل بجسده وحدوده الشخصية، وتنمية قدرته على حماية نفسه».
 
وأشار إلى أن التحولات الاجتماعية والانفتاح الرقمى غير المنضبط يعززان من ضرورة أن تتولى الأسرة والمؤسسات التعليمية دور التثقيف، بدلًا من تركه لمصادر غير موثوقة.
 
ومن بين الأسباب التى تستدعى ضرورة التثقيف الجنسى ارتفاع معدلات التحرش الجنسى، وسهولة الوصول إلى المحتوى غير المناسب ما يجعل الأطفال أكثر عرضة للمعلومات الخاطئة، وضعف مهارات التعبير، فالأطفال غير المثقفين جنسيًا قد يواجهون صعوبة فى التعبير عن مخاوفهم، وانتشار المفاهيم الخاطئة داخل الأسرة والمجتمع. 
 
وأضاف أن نسبة كبيرة من الأطفال المتعرضين للتحرش لا تفصح عما حدث، وأن غالبية الحالات يكون الجانى شخصًا معروفًا للطفل، مؤكدًا أن الأطفال الذين تلقوا توعية مبكرة يظهرون قدرة أعلى على الرفض والإبلاغ.
 
وأشار إلى ٥ محاور أساسية للتعامل مع الأطفال وتثقيفهم جنسيًا، هى: تعليم الطفل أن جسده ملك له والتفريق بين اللمسة الآمنة وغير الآمنة، والإجابة عن أسئلة الطفل بوضوح ودون تهويل، وبناء علاقة ثقة مع الطفل وتشجيعه على الإبلاغ عن أى تصرف مقلق، وربط التثقيف الجنسى بالقيم الدينية والأخلاقية، وملاحظة أى تغيرات سلوكية واللجوء إلى مختص نفسى عند الحاجة.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.