الأقباط متحدون - مُنظّرالجهاد: الإخوان أبشع من النازيين..وأسوأ من الشيعة
أخر تحديث ٠٠:٤٦ | الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣ | ١١ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مُنظّر"الجهاد": الإخوان أبشع من النازيين..وأسوأ من الشيعة

الدكتور ياسر سعد مُنظّر
الدكتور ياسر سعد مُنظّر" الجهاد"

الدكتور ياسر سعد مُنظّر" الجهاد" لـ" البوابة نيوز":

ـ الإخوان جماعة معادية للكفاءة ولا تُفرز شخصيات مبدعة
ـ الجماعة أحسنت اختيار شخص بلا طموح ليصبح رئيسًا
ـ فرقة ضالة ضاربة بأفكارها البالية في عمق التاريخ
ـ إعطاء فرصة أخرى لمرسي سيقود البلاد لنفق مظلم
ـ محور القناة مسعى لتأمين السيطرة الأمريكية على شريان التجارة
ـ "تمرد" أعادت الثورة لأصحابها وشبابها سيوقفون عبث الإخوان
ـ الجماعات الجهادية مازالت أسيرة لعقدة الاضطهاد
ـ حزب النور هو البديل المناسب لمرسي وجماعته
ـ الإسلاميون مطالبون بفك ارتباطهم بالإخوان
ـ انتقادات القوى الثورية للجيش أوقعته في فخ الجماعة
ـ عودة القائم بالأعمال لدمشق خيانة لدماء السوريين
 
في عملية "الفنية العسكرية" عام 1974، والتي حكم عليه فيها بــ15عامًا خلف القضبان، واستطاع خلال هذه الفترة تكوين رؤية سياسية وفقهية من قوى الإسلام السياسي أهلته ليكون مؤسس حزب الجهاد الديمقراطي .
يتبنى الدكتور ياسر سعد موقفًا متشددًا من جماعة الإخوان فهو لا يجد أي أزمة في وصفها بالنازية والعنصرية، بل إنه يعتبره خطرًا داهمًا على المشروع الإسلامي يفوق خطره شيعة إيران باعتبار أن الجماعة لا تتمتع بالجدارة السياسية ولا الفقهية التي تمكنها من حكم بلد بحجم مصر.
أطلق منظر جماعة الجهاد صرخة تحذير خلال حواره مع "البوابة نيوز" من مخاطر تبعية قوى الإسلام السياسي الجهادية منهم والسلفية، فهذه القوى هي من سيدفع فاتورة سقوط المشروع الإسلامي في حين أنها لم تجنِ من تبعيتها للجماعة شيئًا ذات قيمة، مشددًا على أهمية أن تمد القوى الثورية يدها لقوى الإسلام السياسي وتحاول إفشال محاولات الإخوان لتكريس القطيعة بين الطرفين.
 ووصف مشروع محور القناة بأنه مقدمة لتفتيت البلاد وإفساح المجال لواشنطن للسيطرة على المجرى الملاحي، معتبرًا أن هذا المشروع هو الضريبة التي ستدفعها الجماعة لاستمرارها في الحكم.
 
الحوار مع أحد أبرز منظري جماعة الجهاد تطرق لقضايا عديدة سنتناولها بالتفصيل في السطور التالية..
 
· يرى البعض في الإخوان خطرًا على الوطن في حين يلتمس لهم البعض الآخر الأعذار.. أين أنت من وجهتي النظر؟
ـ إذا نظرت الى الإخوان نظرة سطحية وشخصية فليس أمامك إلا التعاطف معهم، ولكن إذا اتسمت هذه النظرة بالتمعن والفحص فليس لك خيار إلا التأكيد على أن الإخوان مجرد فرقة ضالة ضاربة بأفكارها البالية في عمق التاريخ.. وببساطة الإخوان مجموعة من الناس سطحية التفكير تحكمهم عقدة الاضطهاد والعدوان عليها من قبل خصومهم، لذا يتعاطف الكثيرون معهم ويحسنون الظن بهم، ولكن وعند أول اختبار تحدث الصدمة ويكتشفون حقيقة الجماعة وأنهم تعرضوا لأكبر عملية نصب في التاريخ فالإخوان عمومًا يقدمون صورة أبشع من النازية بمعنى أن هناك مجموعة من الناس تريد أن تسيطر على العالم وتحاول أن تكرر سيناريو "نابليون وهتلر ونيرون" وهي سيطرة لم تتح للرسول "صلى الله عليه وسلم" في حياته ولا بعد موته، بل إنهم يرفضون مبدأ الشراكة والتعاون والتعايش وتقاسم الدنيا مع الآخر الإسلامي، فما بالك بالآخر المخالف في العقيدة.
 
·   من المؤكد أن مثل هذا النهج يستند الى مرجعية وأفكار وأطر فكرية تحظى بالتوافق بين أبناء الجماعة.. هل تفصل لنا القول في هذا الأمر؟
ـ الأصول الفكرية للإخوان أفكار بالية سماها مرشدهم الأول حسن البنا "الأصول العشرين" وهي قواعد يمكن أن نصفها بالمراهقة التاريخية، فلا يمكن لشاب لم يزد عمره على ثلاثة وعشرين عامًا أن يقدم قواعد ناضجة أو أفكارًا صحية، ومع هذا فقد نظر "البنا" للأصول العشرين على أنها الدستور الذي يفتح الباب له ولجماعته للسيطرة على العالم رغم أنها تفتقد المظهر والجوهر ولكن أخطرها بالطبع البند الحادي العشر الذي يتحدث عن صلاحيات المرشد ونائبه وهي صلاحيات مطلقة تنصبه مسئولاً عن أعضاء الجماعة في الدنيا والآخرة، والتحكم في أفكارهم الفقهية والسياسية.. ولا أرى أي معنى لهذا البند إلا توطيد لسلطان المرشد ونائبه عبر مبدأ السمع والطاعة والثقة وحسن الظن به وبخياراته وعدم مراجعته مهما كان القرار بشكل يمهد له السيطرة على المجتمع الأول للإخوان هو وأعضاء الجماعة العاديين.

* كأن هناك مجتمعًا ثانيًا للإخوان وكيف إذن تتم السيطرة عليه؟
المجتمع الثاني وهو التنظيم الخاص المنوط به تنفيذ جميع العمليات القذرة التي تصب في صالح الجماعة بغض النظر عن مخالفتها لتعاليم الإسلام من عدمه بغرض تنفيذ الهدف الأعلى للجماعة وهو السيطرة على العالم، وهو ما يتم عبر الأركان العشرة والتي يجب أن يلتزم بها كل من ينتمي للتنظيم، وكان حسن البنا يعيش في وهم في قدرته على السيطرة على العالم لو امتلك 12 ألفًا من التنظيم الخاص، وهذه الأفكار جاءت نتاج تلفيقات لا أساس لها من الإسلام، حيث يُحَرِف الإخوان الكَلِمَ عن موضعه ويؤولون الآيات بشكل يظهر للجاهل وغير المتدبر أنه تطبيق لأحكام القرآن والسنة باعتبار أن التزامهم بالهدي الظاهري يمكنهم من مخادعة العامة بهذه الأدوات التي لا يفهمها إلا من انتسب للتنظيم أو كان على دراية تامة بمبادئه.
عواقب وخيمة
 
·  لكن قد يقول قائل لماذا لا نعطي الجماعة فرصة وننتظر تقييم أدائهم بعد السنوات الأربع لمرسي في سدة الرئاسة؟
ـ الإخوان سيستغلون هذه الفرصة لأخونة مفاصل الدولة ومؤسساتها ولن يستطيع أحد ساعتها اقتلاعهم إلا بتقديم مئات الآلاف من الضحايا، ومن ثم فإن الصبر عليهم ستكون له عواقب وخيمة.. ومن هنا أؤكد أنه لا أمل في المصالحة معهم فهم لا يتجاوبون ولا يحترمون إلا القوة، وبدون هذا الوضع فلا أمل في احتواء الجماعة وتعديل مسارها، والخطير هنا أن الإخوان يؤمنون بنظرية "أستاذية العالم" ـ التي كان ينادي بها هتلر والنازيون ـ ويشعرون بتفوق الجماعة والمنتمين إليها علي الجنس البشري بل يصل بهم الأمر لليقين بأنهم أبناء الله وأحباؤه كما قال اليهود .

·  إشارتك للقوة تدخلنا للحديث عن الجيش وقدرته على مواجهة مخططاتهم للهيمنة على مؤسسات الدولة؟
ـ تدخل الجيش في هذا التوقيت أمر مستبعد في المستقبل المنظور، على الأقل نظرًا لعدة اعتبارات منها الحملة التي شنها ما يعرف بـ"القوى الثورية والنخب" عليه والمطالبة بسقوط حكم العسكر بشكل أوقعهم في فخ الإخوان، فقد أوصدنا أمامهم جميع الطرق للتفاهم ولم نمنحه الفرصة لاستكشاف خطورة الإخوان على أمن مصر واستقرارها بل لم يعد أمامه إلا الاتفاق مع الإخوان وهذا يعود لعدم إدراك النخب والقوى الثورية لأجندة الجماعة وهو ما تم اكتشافه مؤخرًا ولكن بعد فوات الأوان، ومع هذا فإن الجيش رغم تسلحه الآن بالصبر وعدم رغبته في خوض معركة خاسرة يفضل تأجيل هذه المعركة ولو مؤقتًا وعندما يدرك بشكل لا يقبل الشك خطورتهم على مصالح الوطن العليا فهو سيظل مراقبًا نشطًا ويتدخل من آن لآخر لتطويق شطحات الإخوان .
معركة قادمة
 
·    هل سيترك الإخوان الفرصة مجددًا للجيش ليعيد معهم سيناريوهات الماضي؟
ـ الإخوان يديرون المعركة مع الجيش وفقًا لأسلوب "خطوة خطوة" فهم لا يستطيعون الدخول معه في معركة مباشرة بل سيرغبون في تحييده أولاً ثم إضعافه، مراهنين على عامل الوقت والتدخلات الأجنبية ومن ثم فالمعركة قادمة بين العسكر والإخوان مهما حاول الطرفان تأجيلها.
 
·  ولكن يمكن الرد على ذلك بأن الإخوان عانوا طويلاً من ظلم الأنظمة المتتالية وعملوا طويلاً تحت الأرض وقد تنجح الحرية والسلطة التي وصلوا لسدتها في تخفيف حدة تمردهم وسعيهم للهيمنة؟
ـ الإخوان على مدار تاريخهم لم يحفظوا جميلاً لأحد، فقد قدم لهم الملك فاروق فرصة للعمل وبشكل مشروع ولكنهم ظلوا رهائن للعمل السري وسعوا لاستغلال هذه الفرصة للتمدد ضد الملك فما كان منه إلا توجيه الضربات وحظر الجماعة ومصادرة أموالها وهو ما حاولوا الاستفادة منه مع عبدالناصر عبر مباغتته وعدم إعطائه الفرصة للانفراد بالسلطة وصولاً لتصفيته في حملتي 1954و1965 وهو ما يثبت أن الإخوان لا يخضعون إلا للقوة بل يحاولون التعاطي معها ولكن أن تعرف أنهم حاولوا التودد كثيرًا لعبدالناصر وقدم قادتهم آلاف الالتماسات للوصول لتفاهمات معهم تخرجهم من السجون وهو ما يؤكد أنهم "يخافون ولا يختشون".
 
· وهل كان الوضع مختلفًا مع السادات؟
ـ تكرر بشكل كربوني، حيث أخرجهم السادات من السجون وسمح لهم بالعودة لعملهم واستعادة مقراتهم ولكنهم استغلوا ذلك للتمدد ضده، ما جعله ينقلب عليهم عبر التضييق عليهم واعتقال قادتهم في سبتمبر 1981 رغم أن أقاويل كثيرة كانت تتحدث عن صلات قوية تربط السادات بالجماعة وهي شائعات طالت أيضًا الرئيس جمال عبدالناصر لكني أعتقد أن هناك صلات ما جمعت الرئيسين الراحلين بالجماعة ولكن حين تعارضت مصالح الدولة ـ وهي الوعاء الأشمل للطرفين ـ مع الجماعة حدث الطلاق بينهم.
 
· في هذا السياق كنت قد تحدثت في السابق عن إمكانية حدوث هذا الطلاق بين الإخوان وبين الرئيس مرسي؟
ـ كنا نأمل أن يتعامل الرئيس مرسي كأنه رئيس لكل المصريين وأن يضع مصلحة البلاد في مقدمة أولوياته، ولكن خاب ظننا وصب الرئيس اهتمامه فقط على مصالح الجماعة وتمكينها ولم يفرق بين مصالح الوطن العليا ومصالح الجماعة الضيقة، وأظن أن الإخوان قد تدبروا أمرهم وأحسنوا اختيار شخصية لا طموح لها ولا تستطيع الابتعاد عنهم قيد أُنملة وفي التحليل الأخير خاب ظننا في إمكانية أن يفهم مرسي الواقع ويفرق بشكل واضح بين وظائف الدولة ومصالح الجماعة والاستفادة من جميع القدرات الوطنية.
أمر متوقع
 
· على ذكر خيبة الأمل.. تعرضت النخبة وكثير ممن أيدوهم في الانتخابات لصدمة كبيرة في أداء جماعة الإخوان وفي وهم مشروع النهضة الذي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها من أجله؟
ــ لم تشكل خيبة الإخوان أدنى صدمة بالنسبة لي، فلدي يقين أن الجماعة لا يمكن عبر مناخ السمع والطاعة أن تفرز شخصيات مبدعة وخلاقة فهي معادية للكفاءة بشكل لا يصدق حتى إن بعض الشخصيات التي كانت تتمتع بكفاءة ونوع من الكاريزما لفظتهم الجماعة وجرى إبعادهم وتشويه صورتهم وذلك لرفضهم مبدأ السمع والطاعة وتقديم الولاء على الكفاءة وأهل الثقة على أهل الخبرة.
 
· لم تعلق على مشروع النهضة أو وهم النهضة الذي روجت له الجماعة أثناء الانتخابات الرئاسية؟
ـ مشروع مثل النهضة يحتاج لإعداده وصياغته أناسًا محترفين أو لديهم الحد الأدنى من الكفاءة وهو ما يفتقده الإخوان، لذا لم نر ظلاً للمشروع في الواقع فقد حاولوا استقطاب البسطاء بهذا العنوان البراق الذي لم يواجه بتشكيك من النخبة حينذاك، ولكن تجربة الإخوان في الحكم وتقييم الخبراء لأدائهم فضح هذا الوهم بل ودفع الجماعة للتبرؤ منه، ما كرس الاعتقاد بافتقادها الكفاءة والخبرة وتركيزها فقط على أخونة مفاصل الدولة.
 
·       شهدت الساحة السياسية خلال الفترة الأخيرة ضجة كبيرة حول مشروع محور قناة السويس.. حيث اعتبره البعض بداية لفصل إقليم القناة عن الدولة وتفتيت البلاد؟
لدي شكوك عديدة في هذا المشروع لاسيما إذا عرفنا هوية الواقفين وراءه والداعمين له.. فقطر التي تعد "العرّاب" الأول له ليست دولة بالمفهوم القانوني فهي مجرد معسكر أو قاعدة عسكرية تنطلق منها الولايات المتحدة لتنفيذ أجندتها وتحقيق مصالحها، ودعم قطر لهذا المشروع يخفي وراءه رغبة أمريكية في السيطرة على شريان التجارة العالمي، وأعتقد أن فتح الباب أمام السيطرة الأمريكية على القناة هي الضريبة التي سيدفعها الإخوان للاستمرار في الحكم.
 
· هل سيقف الجيش مكتوف الأيدي تجاه هذا المشروع الذي يشكل تهديدًا لوحدة واستقرار وأمن مصر؟
إذا تُرك المجال للإخوان وتمكنت الأيدي الخارجية من المشروع فلن يكون أمام الجيش إلا الموافقة عليه وفقًا لمواءمات ومصالح وتوافقات مثل الابتعاد عن المجرى بخمسة كيلو مترات مثلاً وانتزاع تنازلات معينة تخص وضع المؤسسة العسكرية، ولكنني في هذا المجال أعول بشكل كبير على دور الشعب الذي قدم ضحايا بالآلاف للحفاظ على سيادة مصر على هذا المجرى لوقف هذا العبث الإخواني.
 
·  تطرُقُك لدور الشعب في مواجهة هذا العبث الإخواني يقودنا للحديث عن تقييمك لحركة "تمرد" وجهودها لسحب الثقة من مرسي؟
ـ حركة "تمرد" أراها كالضوء في آخر النفق المظلم وهي تحرك إيجابي من شباب مثقف ومتعلم ويتعامل بعقلانية ومنطقية ولديه القدرة على نقل أفكاره للبسطاء والتمدد في الشارع، وهذا ما يخيف الإخوان بشدة ويجعلهم يعملون على تشويه الحركة والتشكيك في مصداقيتها، لذا فإنني أدعم بشدة هذه الحركة وكل تحركات القوى الشبابية باعتبارها القادرة على إحداث تغيير سياسي واقتصادي واجتماعي، ومن ثم يجب على جميع القوى الثورية تأييدها والوقوف بجانبها كقوة قادرة على التصدي للعبث الإخواني.
 
· من البديهي التأكيد على أن تصاعد المعارضة للإخوان كان يفترض معه حشد الإسلاميين خلفهم لكنهم دخلوا في معركة ضارية مع حزب النور؟
 ـ الإخوان لديهم نزعة عنصرية ويتصورون أنهم فقط هم المخلصون لهذه الأمة وللمشروع الإسلامي وأن غيرهم ليس مخلصًا أو مشكوك في إخلاصه، ولو كان سلفيًا أو جهاديًا أو منتميًا للجماعة الإسلامية، فالمخلص فقط ـ وطبقًا لنظرية "أبناء الله وأحباؤه" ـ هو من دخل الجماعة المختارة من قبل الله حسب أوهامهم لإنقاذ البشرية من هنا فقد سعوا لإقصاء حزب النور من الساحة وتشويه صورته باعتباره البديل الوحيد لهم بين القوى الإسلامية، وبالتالي فلا بد من إضعافه وإزكاء الصراع داخله لوأد أي مساع لتصدره المشهد السياسي الإسلامي.
 
· لكن ألم تخش الجماعة من إمكانية انفتاح النور على قوى المعارضة لا سيما أنها سعت كثيرًا لتكريس القطيعة بينهم وبين الإسلاميين؟
ـ الجماعة لم تفوت فرصة لوأد أي محاولات للتقارب بين القوى الإسلامية وبين التيارات المدنية باعتبار أن هذه القطيعة هي من تضخ الدماء في عروق المشروع الإخواني، لذا فعلى هذه القوى الوطنية والثورية العمل بجد لإفشال هذه المساعي أو تمد يد العون للقوى الأخرى كون الإسلاميون، ماعدا الإخوان، يؤمنون بالشراكة مع القوى الوطنية التي يعتبرونها شريفة لبناء مصر بعكس الإخوان الذين يتعاملون مع جميع قوى المجتمع بنظرة فوقية.
 
·  علام يستند الإخوان في تكريس القطيعة مع التيارات الإسلامية سلفية وجهادية وبين القوى الوطنية والثورية؟
ـ يلعبون على عقدة الاضطهاد والقمع والتصفية وانتهاك الأعراض التي تعرض لها الإسلاميون ومنهم التيارات الجهادية على مدى عقود والتأكيد لهم أن حبل النجاة الوحيد مع الإخوان، وأن هذه القوى ستعيدهم للمربع الأول "السجون" متى صعدت الى سدة السلطة وهو أمر لازالت بعض القوى الإسلامية أسيرة له ماعدا حزب النور الذي أدرك خطورة الإخوان على الوطن والمشروع الإسلامي .
 
· إذا كان النور استطاع فهم خطورة الإخوان على الوطن.. فلماذا لم يدرك باقي الإسلاميين هذه المخاطر؟
**التيارات الإسلامية الجهادية لا تدرك كذلك أن الإخوان يستخدمونها كفزاعة للقوى الأخرى لإظهار اعتدال الإخوان، ومن هنا لا نرى أي موقف حاد من قبل الإخوان والسلطة من شطحات بعض القوى الإسلامية وتلويحهم العنف والتكفير اقتناعًا منهم أن هذا يصب في التحليل الأخير في صالح الجماعة ومن هنا فالتيارات الإسلامية لا تدرك أن الإخوان لا يعملون لصالح المشروع الإسلامي وان الإخوان هم الرابحون فقط من وجودهم في السلطة في حين أن الخسارة ستطول جميع ألوان الطيف الإسلامي.
 
·     في حال فقد الإخوان السلطة.. من تراه البديل المناسب لهم في صفوف الإسلاميين؟
ـ حزب النور هو البديل الإسلامي المناسب كونه لم يتورط في العنف ولم يلجأ مضطرًا للدخول في مراجعات من أجل إنهاء سنوات السجن الطويلة مثل الجماعة الإسلامية والجهاد، وهو ـ ورغم اختلافي مع مواقف عديدة له ـ مقتنع بالشراكة مع القوى الوطنية.
 
·  يتهم الكثيرون جماعة الإخوان بأنها أول من وضعت بذور التكفير باعتبار أن جميع قوى التيار الإسلامي خرجت من رحم الجماعة؟
ـ بالفعل هم كذلك عبر الأفكار التي زرعها سيد قطب في عقول أبناء الجماعة والتيار الإسلامي، فلديهم عقدة بأن الإسلام مستهدف من جميع التيارات وبتأثير هذه العقدة فلا مانع لديهم من تكفير أي مخالف لوجهة نظرهم ضاربين عرض الحائط بتأييد الشعب لهم وتعاطفه معهم لعقود، بل إنهم يكفرون مقربين منهم بل ومنشقين عن الجماعة، والتكفير هنا ليس تكفير التعيين أو بمفارقة الملة ولكن تكفير المعاملة بغرض "التفسيق" وإسقاط الاعتبار الديني بل إنهم لا يجدون أي مشكلة في تشويه شرف أي مواطن والنيل منه متى خالف نهجهم، فهم ببساطة خوارج هذا العصر يقاتلون ويسبون ويقذفون استنادًا لفهم خاطئ وتأويل فاسد ويدعون أن نهجهم الصحيح .
 
·   أقدم الإخوان على خطوات تقارب مع إيران قوبلت بتحفظ من بعض القوى السياسية والدينية التي تحدثت عن تمدد فارسي واختراق شيعي؟
ـ التقارب مع إيران أمر لا أجد فيه أي إشكالية، فأي دولة تتعامل مع الجميع بشكل يحفظ مصالحها ويضع بيديها عددًا من الأوراق لمواجهة القوى الكبرى، ولكن المشكلة في تقارب مرسي مع الإيرانيين لا يتم وفق توافق شعبي أو دعم من القوى السياسية ولا يصب في صالح مصر بل إنه موجه للتخديم على مصالح الجماعة، وهذا الأمر سيقزم مصر أمام الإيرانيين، بل سيجعلهم يبتزون النظام وهو ما ظهر واضحًا في تراجع مصر عن موقفها المتشدد من الأسد بل وإعادة مرسي للقائم بالأعمال الى دمشق والتأكيد على أن للأسد دورًا في حل الأزمة السورية مجاملة لإيران.
 
· لا شك أن عودة القائم بالأعمال الإيراني تصب في صالح إيران.. فماذا كسب مرسي خاصة أنهم بهذا يتخلون عن إخوان سوريا الذين يلعبون دورًا مهمًا في الثورة؟
ـ لا يهم سوريا ولا إخوان سوريا.. الأهم مصالح الجماعة في مصر فهم على استعداد لبيع مصر لو وافق ذلك مصالحهم، فهم ليسوا جماعة مبادئ أو قيم بل عصابة تحكمها المصالح ولوبي العلاقات المتشابكة.
 
·    ولكن هل ستمرر واشنطن هذا التقارب بين القاهرة وطهران بسهولة؟
ـ واشنطن تراقب جيدًا المشهد المصري فإذا شعرت أن التقارب المصري الإيراني سيصب في خدمة مصالحها فلا مانع في ظل وجود ملفات معقدة بين واشنطن وطهران يمكن ان تلعب القاهرة دورًا في تسويتها مثل البرنامج النووي وأمن الخليج.. أما إذا صبت هذه العلاقة في غير صالح واشنطن فسيكون هناك "فيتو أمريكي".
 
·      صرحت من قبل أن نظام الملالي في إيران أفضل بمراحل من النظام الإخواني؟
ـ بالفعل نظام الملالي أفضل، كونه يحكمه رجل فقيه متبحر في علوم الدين والدنيا يستطيع أن يختار لأمته خيارات أغلبها صحيح وبعضها خاطئ، وإذا أصاب فقد أصابوا جميعًا وإن أخطأ فالمجتمع كله يتبعه.. أما المشكلة الأكبر في مصر فهي أن النظام الحالي لا يديره فقيه بل الولاية ستكون للمرشد وهي ولاية دون فقه، مجموعة من الأشخاص عديمي الكفاءة العلمية والفقهية، وخطأهم أكثر من صوابهم وسيقودون الأمة للهلاك وإذا تمت مخالفتهم ستصفه بـ"العاص" وليس معارض سياسي.
 
·    خلال انتخابات الرئاسة عاب عليك كثير من الإسلاميين دعمك للفريق شفيق ولقاءك معه بصحبة عدد من الجهاديين المنتسبين لحزب الجهاد الديمقراطي؟
ـ دعمنا الفريق أحمد شفيق رئيسًا للجمهورية باعتباره ممثل الدولة المدنية، في مواجهة مرسي ممثل الدولة الدينية التي ستجر البلاد للخلف لاسيما أن حاكمها الفعلي سيكون مرشد جماعة الإخوان المسلمين.. ومهما قيل عن الفريق شفيق فقد أقر بتعدد السلطات وتداول السلطة ويمكن محاسبته على أي خطأ، فمليونية واحدة في ميدان التحرير كفيلة بإسقاطه، أما حكم المرشد فهو يتسربل بالدين ويضيف أصولاً جديدة له ليس لها ظل من الشرع فهو نظام مبتدع ونظام كهذا تفوق خطورته نظام مبارك الفاسد ولن نستطيع إسقاطه إلا إذا قدم المصريون أكثر من 200 ألف شهيد.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.