الأقباط متحدون | رسالة من صديقتي العراقٌية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:١٧ | الاربعاء ٢٤ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٥هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رسالة من صديقتي العراقٌية

الاربعاء ٢٤ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : مرثا فرنسيس
صديقتي العزيزة
اشتقتُ اليكِ كثيراً ، كيف حالك والأولاد ؛اتمنى أن تكونوا جميعاً بصحة وعافية
اكتبُ اليكِ وانا في حالة يأس شديد؛ لا أعلم ماذا أفعل،الحال صعب جداً ،أردت فقط أن احكي معكِ كما تعودنا ، ولا أطالبك صديقتي بمساعدتي لإيجاد حل ، مع علمي يقينا أنكِ لن تتوانِ عن مساعدتي لو كان في قدرتك فعل هذا .
مرضتْ والدة زوجي كما تعلمين بجلطة في المخ ،اصابتْ مركز الكلام والسمع في المخ؛فهي لاتسمع ولا تتكلم حتى الآن ،ابنتي في السادسة من عمرها وأنا على وشك الولادة ،ولولا  زوجي الحبيب ما استطعت أن اتحمل كل هذا الجهد ،مع طفلتي وحملي ووالدة زوجي ، وهي امرأة طيبة ، أحبها لأنها أم ثانية لي بعد ان فقدت أمي؛ و أيضا لأنها والدة زوجي الذي أحبه من كل قلبي .
كانت حياتنا تسير سيراً هيناً ، لا أستطيع أن أقول على أفضل حال ، مع الخوف الذي يسود بلادنا ،وعدم شعورنا بالأمان ،ولكننا كعائلة استطعنا أن نمنحلبعضنا البعض الحب والأمان ، زوجي يعمل وانا اهتم بالأم  وبالطفلة وبشئون البيت ، لم يشكو يوماً ولم اغضبه ابداً ، كان بيتنا الصغير -رغم ضعف امكانياته ، غنيا بالدفء والحب والحنان .

كان زوجي قلقاً بسبب اقتراب موعد الولادة ، بسبب ضعف صحتي وهزالي الواضح ، وكلما اقترب هذا الموعد ازداد توتره، وفي يوم الأحد لم استطع الذهاب الى الكنيسة ،وفضلت والدة زوجي البقاء معي ومع طفلتي؛ خوفاً من أية مفاجآت بخصوص الولادة. نزل زوجي الوديع المضحي ليصلي من أجلي ، ولكنه لم يعد ، ولن يعود ثانية ،قتلوه داخل الكنيسة ، لماذا قتلوه ؟ هل يعرفونه ؟هل أساء لأحدهم؟ لماذا قتلوه ؟ ماالذي فعله ليستحق عليه القتل ؟هل يدركون كم نحتاج اليه ،كم تحتاج اليه طفلته ؟ هل يعلمون مدى احتياج امه المريضة له ،ماذنب طفل لم ير الحياة، ان يفقد والده قبل ان يراه،و قبل ان تسنح له الفرصة ان يذوق حنان وحب واحضان ابيه ؟ لماذا ؟هل يعرفون كم احتاج اليه ؛ هو شريك حياتي هو كل عائلتي ؛ساذهب بمفردي للمستشفى لإستقبال طفلي ، هل هذا يرضيهم؟ سأترك ابنتى مع والدة زوجي التي لاتسمع ولا تتكلم والتي تتحرك بصعوبة ،هل هذا يرضيهم ؟ هل يفرحون لعذاب الآخرين ؟
كان زوجي الحنون يحب الجميع ، لم يسئ الى أي انسان ، لم يكره ولم يكن له اعداء ، كان طيب القلب ،يقدم الآخرين على نفسه ، يعود من عمله متعباً ،ورغم هذا يطلب مني الراحة ويتقدم لمساعدة ابنتنا في واجباتها المدرسية ، ويجلس مع امه يحكي لها وهو يعلم انها لاتسمعه مكتفيا ً بأن يجعلها تشعر بحنانه وقربه ، هل مثل هذا الإنسان يستحق القتل ؟

كيف استمر في الحياة بدونه ، كيف اتحمل هذه الحياة وهذه المسئوليات بمفردي ، ماهو منطقهم ، ماهي افكارهم ، ماذا ربحوا ، كيف يستطيعون النوم ، والراحة بعد أن تسببوا في تعاسة آخرين لاناقة لهم ولا جمل في كل مايحدث ؟
اعتذر لكِ صديقتي لما سببت لكِ من آلام بسبب ما شاركتك به ،ولكن كتبت اليكِ لاحتياجي ان اشارك معكِ مايجيش بصدري ، ولأسألك:مامصير هؤلاء المجرمين الذين تسببوا في تعاسة عائلات بأكملها ؟
تحياتي لعائلتك




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :