CET 00:00:00 - 29/05/2010

مساحة رأي

بقلم: عماد توماس
كنت قد كتبت مقالا على موقعنا "الأقباط متحدون" بتاريخ 9 مايو من هذا الشهر، بعنوان "المسيحيون والزمالك والمصير المشترك" وسردت فيه عدة تشابهات بين المسيحيين ونادي الزمالك، أوضحت فيها كم المعاناة التي يعانى منها المسيحيون والزمالك في مصر من تمييز ديني/ كروي وإعلام
متحيز،وأحكام غير عادلة واتهام بعدم الوطنية.

ومن ضمن ما ذكرته بالنص مايلى " •يعتقد الكثيرون أن النادي الأهلي يمثل "الحزب الوطني" الحاكم، بينما الزمالك هو النادي الملكي الذي أنشاه  مرزباخ البلجيكي -الغير وطني- عام 1911 وكان رئيسًا للمحاكم المختلطة في مصر آنذاك، وسمى باسم نادي قصر النيل ثم تغير اسمه إلى المختلط لأنه كان يحوي بين جنباته عدة جنسيات سواء من أعضائه أو لاعبيه. وتشعر جماهير الزمالك بمعاملة سيئة وكأنهم من مواطني "تل أبيب" ومؤخرًا قام بعض من جماهير الزمالك برفع علم "الجزائر" في مباراة الزمالك وحرس الحدود بالإسكندرية!! ويتهم البعض أن مسيحيو مصر بأنهم غير وطنيين، وإنهم متواطئين مع أمريكا وإسرائيل ويستقون بهما، والتاريخ يذكر كيف عُومل المسيحيين كأهل ذمة، رعايا وليسو مواطنين، وحرموا لفترات طويلة من أداء الخدمة العسكرية."

وما حدث في مباراة الزمالك والاهلى الأخيرة في دور الــ 16 لكأس مصر، يوم الأربعاء 26 مايو 2010،  يؤكد بجلاء هذا المعنى، فما حدث من بعض جماهير الاهلى هو أشبه بالفعل الفاضح في قارعة الطريق، فعندما يقوم بعض مشجعي الاهلى "الالتراس" بعمل  دخلة رُسمت فيها علم الزمالك مقلوبا وفوقه علم إنجلترا، مع رفع لافتات تحمل عبارات مثل "في مزبلة التاريخ" و"نادي المختلط ..للإنجليز فقط".  فهو  أمر مخزي لا يجب السكوت عليه،  وعار على بعض جماهير الاهلى أن تحمل مثل هذه اللافتات العنصرية، وقد حذرنا من قبل في مقال سابق منذ عدة سنوات، بعد هتاف الجماهير العنصري ضد لاعب الزمالك  شيكابالا لأنه "أسود" اللون، بالإضافة إلى الألفاظ البذيئة الأخرى التى تتردد فى كل مباراة والهتاف ضد حسام حسن مدرب الزمالك باسم "أمه".

• ومن المخجل أن يقوم مخرج المباراة بالتركيز على هذه اللافتات، في غياب تام للثقافة والحنكة العملية في التعامل مع هذه الأمور، ومن المؤسف أن تدخل هذه اللافتات للمدرجات في وجود رجال الأمن السريين والتفتيش الدقيق على بوابات الدخول وكاميرات المراقبة داخل المدرجات.

• ومن المدهش أن يخرج علينا العامري فاروق عضو مجلس إدارة النادي الأهلي قائلا: "جماهير الأهلي قامت برفع علم إنجلترا وبه علامة "زائد +" وليست صليب على الإطلاق". ولست اعلم هل يصدق ما يقول ام يخدع نفسه، وادعوه للدخول على موسوعة ويكيبديا ليقرأ التالي "علم إنجلترا مكون من صليب القديس جورج باللون الأحمر, حيث استخدم خلال العصور الوسطى وخلال الحملة الصليبية ممثلة انجلترا. واستخدم رسميا كعلم البلاد منذ القرن السادس عشر" .

• ومن الاستهانة أن تقرر لجنة التظلمات تغريم النادي الاهلى خمسة ألاف جنيهاً بسبب هذه اللافتات العنصرية البغيضة .

• احتكار الوطنية ليست حكرا على احد ، أو نادي أو أتباع اى دين، فمن حقك أن تشجع فريقك أو تنتمي لدينك كما تريد بدون تجريح في الآخر، قل على ناديك ما شئت من الأبيات الشعرية، وتحدث عن دينك بأنة دين السماحة والحب والسلام كما ترغب، لكن ليس من حقك أن تهين ناديا آخر أو تزدرى بدين آخر، يمكنك أن تدعى الوطنية كما شئت لكن إياك أن تتهم غيرك بعدم الوطنية، فقبل أن تنظر القذى التي عين أخيك، اخرج الخشبة التي في عينك أولا !!

• الذي لا يعرفه الكثيرون ، ما قاله الناقد الرياضي حسن المستكاوى على قناة المحور، أن كلمة "مختلط" لا تعنى اجنبى لكنه إشارة  للمحاكم المختلطة التي تفصل بين المصريين والأجانب، وبعد أربع سنوات أصبحت إدارة الزمالك كلها مصرية  وان كل أندية مصر بدأت بها عدد من الأجانب بما فيهم النادي الاهلى، ونفى المستكاوى أن يكون سعد زغلول هو من أسس النادي الاهلى، مضيفا انه دخل النادي الاهلى 1924، والاهلى قد أنشأ في عام 1908 ولم يكن احد يعرف وقتها من هو سعد زغلول. فأول رئيس للنادي الاهلى كان انجليزي يدعى  "ميتشل انس" يعمل في وزارة المالية واحضره مجلس إدارة الاهلى للحصول على أموال "إعانات" من وزارة المالية"!! .

• سياسة الإنكار لن تجدي، فاللافتات في الملعب كانت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ومثلما ينكر البعض وجود تمييز ديني ضد مسيحيو مصر، أنكر مقدم الاستديو التحليلي  عل قناة "الحياة" وجود لافتات عنصرية مثل "إلى مزبلة التاريخ" !!
• ومثلما يخرج علينا البعض وان يقول إن "قلة" قليلة من الجماهير فعلت ذلك، رغم أن كل الجماهير في الإستاد اشتركت في حمل اللافتات، والطبيعي أن إعداد هذه اللافتات أخذت عدة أيام من التفكير والعمل المتواصل، ومثلما يخرج علينا البعض بعد أى حادث طائفي ليصف الحادث بأنة "حادث فردى" مثلما فعلت جريدة "المصري اليوم" في تعليقها في اليوم التالي على حادث "نجع حمادي" !!

• إننا ندعو اتحاد الكرة بأخذ إجراءات حاسمة ضد الهتافات واللافتات العنصرية، بدلا من العقوبات الهزيلة بغرامة 5 آلاف جنية،  تبدأ بالتحذير وإيقاف المباراة لعدة دقائق، ثم إلغاءها في حالة الاستمرار في الهتافات العنصرية، ثم توقيع عقوبات حازمة ضد الأندية المتسبب جماهيرها في تأجيج الفتنة الكروية، بإقامة عدة مباريات بدون جمهور.

• منذ عدة سنوات نشر أحد المطاعم الشهيرة في شبرا إعلانا يطلب موظفين جدد وبين قوسين كتب "المسيحيون يمتنعون"، ورد مسيحيو شبرا عليه بقولهم "المسيحيون أيضا يمتنعون عن الشراء من مطعمكم" وانهالت الاتصالات التليفونية من المسيحيين طالبين من إدارة المطعم حذف أسمائهم من قائمة المتعاملين مع المطعم، وكانت النتيجة أن اعتذر صاحب المحل عن هذا الخطأ الجسيم.
فهل يفعلها ، المصريين  من جمهور الاهلى الكبير بالاعتذار عن تشجيع النادي قبل أن يصدر اعتذارا رسميا من إدارة الاهلى عن هذا الفعل الفاضح. أم يتغلب الانتماء الكروي على الوطني !!

هوامش
لمشاهدة فيديو الدخلة  انقر هنا
تصريح المهندس رؤوف جاسر واتهام جماهير الاهلى ببدء الفتنة انقر هنا
تصريح الناقد الرياضي حسن المستكاوى وأول رئيس للاهلى انجليزيانقر هنا

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق