CET 00:00:00 - 29/05/2010

مساحة رأي

بقلم : القمص أثناسيوس ﭼورﭺ
لا توجد دولة واحدة إهتم بها الكتاب المقدس مثل "مصر"، فقد أشار إليها مباشرة أكثر من (٥٥٠ ) مرة...حيث جاء إليها الآباء الأولون مثل "إبراهيم" و"يعقوب"،  وأولادها وأحفادها٬ جاءوا يطلبون طعاماً كلما حَلَّتْ مجاعة..

إنها بلد الخير والشبع، وقد قيل عنها أنها كجنة الله في أرضه "جنة الرب كأرض مصر"( تك ۱۳:۱٠)، و"مصر" بحسب الوحي الإلهي بلد البركة، وهي ليست فقط جنة لكنها مخازن الله الحقة عبر الأجيال.

 جاء إليها السيد المسيح ليحقق الوعد الإلهي "مبارك شعبي مصر" (إش ۱٩:۲٥)، هرب إليها وقد صارت له ملجأ فإرتجفت الأوثان وأهتزت عبادة الأصنام، وذاب قلب المصريين في معرفة الله، حتى أن القديس "يوحنا ذهبي الفم" وصف "مصر" بأنها ككواكب السماء وأفضل من كل فردوس.

تلك هي "مصر" التي شُهد لها بالحكمة والحضارة، التي تَهَذَّبَ بها موسى النبي ،"تهذب موسى بكل حكمة المصريين" (أع ٧:۲٠)، وقد باركها السيد المسيح في طول البلاد وعرضها، وكانت كنيستها العريقة بوعد نبوي وإلهي  "يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعامود للرب عند تُخمها" (إش ۱٩:۱٩ )، حيث فيض البركات والمعرفة والسلام.

 فبعد أن تلوثت يد "هيرودس" الطاغية بدماء أطفال "بيت لحم" الأبرياء، ظن أنه قتل المسيح فيمن قتل!، لكن ملاك الله أوحى إلى العائلة المقدسة بالمجيء إلى مصر٬ ولم يكن هذا المجيء أمرًا عشوائيًا لإتقاء شر طارئ٬ بل كان مجيئه إلى مصر أمرًا إلهيًا، إذ ليس عند الله ما هو من قبيل الصدفة٬ فقد تنبأ الأنبياء بمجيء المسيح إلى "مصر" قبل مجيئه بقرون كثيرة "وإذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حُلم قائلاً قم و خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر ، وكُن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه، فقام و أخذ الصبي وأمه ليلاً ، وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس٬ لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دَعَوْتُ إبني ( مت ۲:۱۳ ).

و تنقلت العائلة بين مواقع كثيرة في أرض "مصر" العامرة، فمن "العريش"، إلى "الفرما"، إلى "تل بسطا" إلى "مسطرد"، إلى "بلبيس"، ثم إلى "دقادوس"، و"سمنود"، و"سخا"، ثم إتجهت العائلة نحو وادي النطرون، ومنها إلى "المطرية"، و"عين شمس"، و "بابليون"، متجهة ناحية "المعادي"، ومنها إلى جبل الطير بـ"سمالوط" ثم "الأشمونين وقسقام" بـ"القوصية"، ثم إلى "درنكة" بـ"أسيوط"، والتي يُظن أنها آخر المواضع التي وصلت إليها العائلة المقدسة قبل أن تعود إلى فلسطين.

ولازالت تحظى هذه المواضع التي باركتها العائلة بالآثار، والمزارات القبطية على مدى ألفي عام٬ وقد تختلف المراجع التاريخية حول محطات مسار العائلة المقدسة، غير أن الحقيقة التاريخية المضيئة، هي أن "مصر" العزيزة إستقبلت ضيفها بحفاوة و حب، وهي البلد الوحيدة التي زارها السيد المسيح.

 وبمناسبة تذكار هذه الزيارة، نطلب أن تكون بلادنا موضع العناية والبركة الإلهية، وأن يحفظها من كل سوء٬ فتبقى ليست فقط "مصر" التاريخ، بل الحاضر أيضاً، وكل عام والمصريين ومصر بكل خير.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق

الكاتب

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

عظمة مصر

إحترام العقيدة

عيد العنصرة

القديس "أثناسيوس الرسولى" رسالة كونية

عيد الصعود

جديد الموقع