CET 00:00:00 - 18/06/2010

المصري افندي

بقلم: هند مختار
"إنجي وعلي".. بطلي أشهر قصة حب في الأدب المعاصر والسينما، معظمنا أكيد قرأ الرواية التي حملت قصة حبهما وهي "رد قلبي"، ومن المؤكد أن جميعنا شاهد الفيلم، وجميعنا رجالاً ونساءًا تمنينا أن نحيا في قصة حب تحمل كل هذه الرومانسية التي وُجدت بين "إنجي وعلي"...
 انتهت الرواية والفيلم على اجتماع شمل "إنجي وعلي" بعدما زالت الفوارق الطبقية بينهما..
 وأتساءل معكما: هل من الممكن أن يستمر زواج "إنجي وعلي" ويعيشا سويًا بنفس القدر من الرومانسية؟؟

 مَنْ هي "إنجي" ومَنْ هو "علي"؟
 "إنجي" كانت أميرة وابنة أمير، هوايتها الزهور وركوب الخيل وقراءة الروايات الرومانسية، المتعلمة في مدارس الطبقة الراقية في تلك الفترة، والتي تجيد التعامل والتصرف في الحفلات العامة والمناسبات الاجتماعية، والتي لديها ملابس للصباح وبعد الظهر وفترتي المساء والسهرة، هذا بالطبع غير ملابس النوم...
"إنجي" أيضًا كانت لديها اهتمامات بالجمعيات الخيرية ولم تبرعات للفقراء، صديقاتها من نوادي الجزيرة والفروسية، وقد تتواضع ويكون لها صديقات في نادي الصيد..
الصيف تقضيه في الإسكندرية في "سان ستيفانو"، والشتاء في أسوان في "أنس الوجود"، ولا يوجد ما يمنع من ذهابها لأوروبا..
"إنجي" تتعامل مع أدوات المائدة الشوكة والسكينة ومعالق السلاطة وبروتكول تناول الطعام، باختصار.. كان كل شيىء في حياتها له طقس ولا وجود للفوضى في حياتها.

مَنْ هو "علي"؟
 "علي" هو ابن الجنايني، كانت هوايته القراءة؛ لأنها في تلك الفترة كانت ولعب الكرة -كأخيه "حسين"- هي هوايات الفقراء، ودخول السينما إذا كانت الظروف المالية مواتية، لا يمتلك إلا بذلتين، واحدة للمدرسة -زمان كانوا بيروحوا المدرسة ببدل- وبذله أخرى للنزهة للمناسبات الخطيرة، وملابس النوم هي ملابس المنزل، والأصدقاء
من المدرسة وأولاد الجيران، حلمه وطموحه أن يرتقي بنفسه عن طريق التعليم ويدخل الكلية الحربية، ليكون جدير بالمحبوبة..
المصايف وزيارات المعالم السياحية لا تتحقق إلا في رحلات المدرسة إذا كانت هناك مصاريف زائدة، بالإضافة للحلم الخالد في التفوق للحصول على المجانية آنذاك، والتي كانت من نصيب المتفوق؛ لأن التعليم كان بجد، وكان مكلف، وكان لا بد أن يكون للمجتهد نصيب، وكان النصيب المجانية.
أما أدوات المائدة، وطقوس اليوم فكانت عادية، وإن كان هناك محاولة للتشبه بالطبقة الأعلى مثلاً في طقس تقديم الشاي، فمثلاً هناك إبريق الشاي، والسُكرية والأكواب وخلافه..

فإذا تزوجت "إنجي" من "علي" كانت ستوجد نقاط كثيرة سوف تجمعهما غير الحب، قد تجعل من حياتهما معًا حياة لطيفة مملؤة بالود، فـ "علي" ابن التعليم الحكومي كان يجيد الإنجليزية والفرنسية -كعادة أهل المدارس وقتها- مثله مثل "إنجي"، فلن يكون هناك خلاف لأنه لم يفهما إذا تكلمت بكلمة بلغة أجنبية إن لجأت لإحداها، بالإضافة لأن حضرة الضابط كان يجيد ركوب الخيل؛ لأنه من سلاح الفرسان، فلن تكون هناك مشكلة، بالإضافة لأنهما قارئان سابقان، حتى ولو كانت قراءات "إنجي" باللغات الأجنبية، كان سوف يستغرب بعض التصرفات، ولكنه كان سوف يستوعبها، وهي أيضًا كانت ستستغرب بعض تصرفاته، ولكنها كانت سوف تستوعبها..
أما الآن.. لو قامت ثورة لإلغاء الفروق بين الطبقات للمرة الثانية بعد خمسين عامًا، فمَنْ هو "علي" نسخة 2010م؟ ومَنْ هي "إنجي" نسخة2010م؟
"علي" الجديد ابن التعليم الحكومي لا يستطيع أن يكتب سطرًا واحدًا بدون خطأ إملائي في كل كلمة، هذا إن كتب أصلاً، ولا يقرأ إن قرأ إلا صفحات الرياضة التي تكتب عن كرة القدم فقط، علاقته باللغات (إنجليزي ده يا مرسي؟)، بالإضافة إلا أنه شاب بـ (كرش) من "الفاست فوود"، وعدم ممارسته للرياضة حتى ولو كانت الكرة الشراب (هيمارسها فين؟؟ في الشقق الستين متر لإسكان الشباب؟ ولا وسط العربيات؟ ده طبعًا غير إن المدرسة مافيهاش مكان للوقوف، مش للرياضة).

 لايوجد لـ "علي" الجديد أي طقس مهذب لممارسة أي شيء في الحياة، وتعمده أن يكون "وقح" من باب أن الرجولة وقاحة في نظره..
أما "إنجي" الجديدة.. فهي بنت "هبلة" بتتكلم لغات من باب التناكة، وإنها بنت ناس عارفة لها كلمتين، ولا تكتب إلا بالحروف الأجنبية، حتى لو كان الكلام عربي؛ لأن الكتابة بالعربي (بيئة)، تسير في الشارع شبه عارية؛ لأنها فتاة (ستايل وروشة)، لا تقرأ إلا مجلات الأزياء والموضة الأجنبية، طعامها المفضل الشيبسي والبيبسي؛ لأنها بنت ناس، هذا غير طقس شرب الشيشة في النادي، وعلى البحر، وصوتها العالي دليل على التحرر، حياتها ما بين الساحل الشمالي من باب الروشنة، والكافيهات.

 لا توجد لديها اهتمامات بأي شيىء؛ لأنها لا تعرف أي شيء، وهدية الورد ليست لديها بذات قيمة؛ لأن الرجل أهم شيىء فيه هو المال وليست المشاعر، (ومين أصلاً "علي" ده اللي هي تبصله؟)..
زمان كان من الممكن أن ترتبط "إنجي" بـ "علي"، وتسير الحياة هانئة، بها تقاليد وعادات وقيم، والمشاكل بيننا فقط؛ لأنه عيب أن تظهر أمام الناس إن وجدت، والست (مالهاش إلا بيت جوزها)، أما الآن.. فأطول زواج لا يستمر إلا سنتين، (وأعيش ليه مع واحد زي ده؟؟ أخلعه وأستريح)، وشكرا للتعليم الراقي.
سؤال أخير.. هو فعلاً كان ممكن بجد "إنجي" و"علي" يتجوزوا ويعيشوا سعداء؟؟؟
   صوتوا الآن...

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق