CET 00:00:00 - 21/06/2010

مساحة رأي

بقلم : حليم اسكندر
نشرت صحيفة اليوم السابع يوم الثلاثاء الموافق 15 يونيو 2010 مقالاً للكاتب محمد الدسوقي رشدي بعنوان :- 
المعركة الأخيرة للبابا شنودة
وهو مقال يضاف لسلسلة المقالات الهجومية والتي تستهدف الهجوم علي الكنيسة القبطية في شخص قداسة البابا شنودة الثالث ، وقد وجدت تلك الصحف الصفراء ضالتها في موقف البابا شنودة الرافض لتنفيذ حكم المحكمة الادارية العليا بشأن الزام الكنيسة بالتصريح بالزواج الثاني لمن تم تطليقهم داخل جدران المحاكم . 

 اولاً : العنوان " المعركة الاخيرة للبابا شنودة"  عنوان سئ يا استاذ محمد ، قداسة البابا يبلغ من العمر (87) عاماً ولكن الاعمار بيد اللة ولا ايه رايك ؟ ولا دي التانية في يد المحكمة الادارية العليا؟ كان يجب من باب اللياقة اختيار عنوان مناسب وكان من الافضل الا تكتب في امر انت تجهله !!!

† انت تسميها "معركة" لماذا هذا التهويل والتضخيم ، الامر لم يصل الي حد معركة انما هو موقف الكنيسة ورأيها في ضوء شريعتنا ، شريعة الانجيل .

ثانياً : بدأ الكاتب مقالة بقوله " المتابع بكثير من التأمل لطبيعة العلاقة بين البابا شنودة والرئيس مبارك على مدار الثلاثين عاما الماضية، سيدرك بكل سهولة أن الموقف الأخير للبابا شنودة فى قضية طلاق المسيحيين، وإعلانه التحدى الواضح والمباشر للقضاء، وبالتالى للدولة ككيان ومؤسسة وسلطة، ليس مجرد انفعال لحظى، وإنما انقلاب حقيقى على طبيعة تلك العلاقة التى جمعته بالرئيس مبارك و التى ظلت سائرة طوال العقود الماضية فى اتجاه واحد فقط.. هو التأييد الكامل من جانب البابا للرئيس مبارك ونظامه، حتى ولو كان ذلك يتم على عكس رغبة أغلب أبناء الكنيسة الأرثوذكسية، وحتى فى اللحظات التى كان يختلف فيها البابا مع الرئيس مبارك أو يغضب، بسبب تجاوز ما تم فى حق أبناء كنيسته، كان البابا يتجنب دائما أى صدام مباشر مع الرئيس ومع السلطة، ويلجأ إلى الصمت والاعتكاف وأحيانا كان يلجأ إلى تلك الرسائل المبطنة بالكثير من الرجاء."

† يا استاذ محمد تستخدم كلمات رنانة من قبيل " وإعلانه التحدى الواضح والمباشر للقضاء، وبالتالى للدولة ككيان ومؤسسة وسلطة " كلمات تحريضية بحتة ، انه ليس تحدياً انما رفضاً لمخالفة تعاليم الانجيل واحكامة ، وحسب ترتيب القوانين الوضعية من حيث القوة نجد ان الدستور يأتي في المرتبة الاولي ويسبق كل القوانين والاعراف وبالتالي اذا تعارض نص قانوني مع الدستور ، تكون الغلبة للدستور والذي ينبغي أن تتوائم معه كل القوانين والا حكم بعدم دستوريتها !!

ارجو ان تفهم ما اريد ان اقوله : أريد أن اقول ان حكم المحكمة صدر مخالفاً لتعاليم الانجيل " دستورنا السماوي " ومن ثم كان موقف قداسة البابا الرافض لتنفيذ حكم المحكمة لانه يخالف نص الانجيل . وبالمناسبة هذا ليس موقف قداسة البابا فحسب ،بل موقف كل المسيحيين ماعدا ذوي المصلحة الخاصة ممن يريدون الحصول علي تصريح بالزواج الثاني او اولئك الكتاب الذين يطلق عليهم "مفكرين أقباط" ولمصالح شخصية ايضاً !! بل انه موقف جمهور غفير من الاخوة المسلمين الافاضل الذين اعلنوا تأييدهم لموقف قداسة  البابا والاقباط ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر : المذيع المميز عمرو اديب والفنان الكبير عزت ابوعوف والكاتب محمد حماد والكاتب ياسر ايوب والكاتب خالد صلاح والشيخ خالد الجندي غيرهم الكثير .

†  الكنيسة استاذ محمد تنفذ ايضاً وصية الانجيل بشأن الخضوع للحكومة والصلاة لأجل الحكام من اجل ان يرشدهم الرب لفعل الصالح والخير لصالح الوطن ككل :
"فاطلب اول كل شيء ان تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لاجل جميع الناس لاجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار. لان هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله"      تيموثاوس التانية 2: 3:1
اذن فليس بغريب ان يعلن قداسة البابا تأييده للرئيس مبارك !! فما العيب في ذلك؟ وبعدين حيرتونا : مش عاجبكم نصلي من اجل البلد ؟ مش عاجبكم الاصوات اللي بتقول فيه ظلم واقع علي الاقباط ، يعني نفتح الشباك ولا نقفله؟

ثالثاً:  ثم يكمل فيقول " كان البابا يتجنب دائما أى صدام مباشر مع الرئيس ومع السلطة، ويلجأ إلى الصمت والاعتكاف وأحيانا كان يلجأ إلى تلك الرسائل المبطنة بالكثير من الرجاء."

ثم اضاف في نفس السياق " لكن فى أزمة الطلاق اختلف الوضع تماما، لم يصمت البابا ولم يعتكف، بل أعلن التحدى منذ اللحظة الأولى لصدور قرار المحكمة، وقال إن هذا الحكم لا يخص الكنيسة لأنه لا شىء يحكم الكنيسة إلا الكتاب المقدس، ثم عاد البابا فى تصريح آخر فى المؤتمر الصحفى الذى عقده وكأنه يريد أن يقول للدولة، إن الأمر بجد وليس مجرد تصريحات عفوية خرجت فى لحظة حزن عقب قرار المحكمة، وأكد أنه مستعد لمواجهة ما يحدث إلى آخر مدى فى سبيل الحفاظ على العقيدة الأرثوذكسية والتعاليم المسيحية "

† استاذ محمد : أين هو ذلك الصدام المزعوم مع الرئيس مبارك؟ اعتقد انه صدام في مخيلتك فقط !! فلايوجد صدام اساساً لا مع سيادة الرئيس ولا السلطة ، كل ما في الامر ان تنفيذ هذا الحكم يتعارض مع شريعتنا . أليس من حقنا تطبيق احكام انجيلنا في زواجنا ؟ زواجنا سر مقدس يتم بمراسم دينية وصلوات خاصة لا يجوز ان تتم اذا انتفت الشروط الضرورية لانعقاد هذا الزواج .

† موقف البابا الصريح والرافض هذه المرة بسبب ان الامر هنا يخص العقيدة وليس مشكلة اعتداء علي بعض اولادة او ممتلكاتهم او كنائسهم ! فالامر هنا جد مختلف ولايحتمل اللين او التاجيل او التسويف او اتظار وعود قد لاتتحقق !! استاذ محمد لماذا تنكر علينا حقاً اقرته الشريعه الاسلامية واقرة الدستور والقانون؟ لكي تتيقن من ذلك الحق اقرأ السطور التاليه .

- اولاً: موقف الشريعة الاسلامية من هذا الحق :-
1- القرأن الكريم والذي يقول في سورة المائدة والايه 47
"َلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"

2- وكذلك الحديث الشريف :-
"إذا أتاك أهل الذمة فاحكم بينهم بما يدينون"

- ثانياً : موقف القانون المصري 

 نص المادة الثالثة من القانون رقم (1) لسنة 2000
"........................و مع ذلك تصدر الاحكام في المنازعات المتعلقة بالاحوال الشخصية بين المصريين غير المسلمين المتحدي الطائفة والمله الذين كانت لهم جهات قضائية ملية منظمة حتي 31 ديسمبر سنة 1955 طبقا لشريعتهم فيما لا يخالف النظام العام"

رابعاً : ثم اكمل بقوله "
"البابا الذى يعيش مرحلة صحية حرجة، قرر ألا يرحل ويترك الكنيسة دون بصمة واضحة تضعه فى مصاف الأبطال، وتمسح بأستيكة كل الاتهامات التى وجهت له على مدار السنوات الماضية من بعض العلمانيين، بأنه ظل خاضعا لنظام الرئيس مبارك، ولم يدافع عن أبناء الكنيسة الأرثوذكسية فى كل الأزمات والفتن التى يعتبرها أبناء الكنيسة اضطهادا منظما من جانب النظام لهم."

ثم اضاف لاحقاً " إنها تغريدة البجعة.. يطلقها البابا شنودة وكأنه يعوض مافاته من سنوات طويلة، ظل خلالها لا يستعمل من أسلحته سوى الصمت والاعتكاف والرسائل الرقيقة.. واليوم وفى تلك المعركة التى قد تبدو الأخيرة، قرر البابا أن يحول الصمت إلى تصريحات ساخنة، والاعتكاف إلى مؤتمرات صحفية، لكى يكون تحديه واضحا للكل"

† مرة اخري ينتقد الكاتب وبشدة موقف البابا شنودة الشجاع في الدفاع عن امر من صلب العقيدة ويخص المسيحيين فقط ، تنتقدوا صمت البابا وهدوئه ، تنتقدوا اعتكافة ورسائلة الرقيقه ، ثم الان تنتقدون تصريحة وموقفة الشجاع !! فماذا يفعل الرجل ؟ استاذ محمد اكرر مرة اخري واقول "لكل مقام مقال" حين يكون الهدوء هو الحل عليك بالهدوء والصمت ولكن حينما يكون الكلام هو الحل فعليك بالكلام وبالنسبة لهذا الموضوع بما انه شأن مسيحي بحت "عليك بالصمت " هذا ليس من شأنك !!

ولقد ادرك ذلك نبية الوحش المحامي ، فبعد ان سارع بارسال انذار علي يد محضرلقداسة البابا شنودة يحثه فيه علي ضرورة تنفيذ حكم الادارية العليا ، عاد الرجل " والرجوع للحق فضيلة" واعلن انه سيقوم بتقديم اعتذار لقداسة البابا ، فهل ستفعلها ؟ ام انك لاتعرف الرجوع الي الحق !!

† استاذ محمد للاسف انت لم تحسن اختيار كلماتك وانت تتكلم عن رجل بحجم قداسة البابا ومكانته الكبيرة في قلوب المسيحيين في كل العالم بل وفي قلوب الكثير من الاخوة المسلمين الكرام الذين يقدرون ويحترمون قداسة البابا نظراً لمواقفة الوطنية المشرفة وعلمة وكونة رمزاً من رموز مصر الذين نعتز بهم جميعاً ونفخر لانهم مصريون بصرف النظر عن ديانتهم ، فمن منا لايفخر باحمد زويل وفاروق الباز ومجدي يعقوب ونجيب محفوظ وغيرهم ممن شرفوا مصر امام العالم !

† البابا ليس بحاجة الي بطولة يا استاذ محمد ، فتاريخه حافل وملئ بالمواقف المشرفه وكما ذكرت لك سابقاً : ان خضوع البابا والمسيحيين جميعاً للسلطة وللحكام ليس جريمة بل بالعكس لان الولاء وحب الوطن والتغاضي عن بعض المصالح الشخصية من اجل السلام والامان داخل المجتمع واجب علي كل مصري ومصرية ، كما أن قداسة البابا يثق في حكمة السيد الرئيس وقدرتة علي قيادة دفة الامور بحكمتة المعهودة من اجل صالح الجميع ، لانة ليس رئيساً للمسلمين فقط بل هو رئيساً لكل المصريين .

خامساً:  ثم واصل مزاعمه بل بالاحري تحريضه الواضح والصريح ضد قداسة البابا فيختتم مقاله بقوله
" فى هذه المرة كان مباشرا وكأنه يريد أن يضع الرئيس فى «كورنر»، وصرح بقوله أنه يثق فى أن الرئيس مبارك سيتدخل لحل الأزمة، ووقف تنفيذ حكم الزواج الثانى..
 
قالها البابا شنودة وهو يعلم تماما أنه بهذا الشكل يضع رئيس الدولة فى حرج بالغ.. وإحراج الرئيس هنا كان بوضعه أمام طريقين لا ثالث لهما، إما أن يتدخل فى شؤون القضاء، وبذلك يهدم دولة المؤسسات ويهين القضاء، وإما أن يرفض التدخل فى شؤون القضاء وفى تلك الحالة يجب أن يواجه طوفان التهديدات والاتهامات المسيحية فى الخارج والداخل، والتى ستكون فى هذه المرة بلا شك أقوى وأفظع لأنها لن تكون اتهامات عارية كما يحدث فى كل مرة، بل اتهامات تحت غطاء كنسى وشرعية بابوية."

† استاذ محمد : أن تكون مباشراً وصريحاً ، خير من ان تتبع سياسة اللف والدوران وبالطبع لا يستطيع احد أن يضع السيد الرئيس في "كورنر" فلسنا في مباراة كرة قدم !! كلنا يعلم مدي حكمة السيد الرئيس ورجاحة عقلة وخبرته وبصيرتة النافذه ، كلنا يعلم أن الكثير من الامور كان من الممكن أن تسير من سئ لأسوأ بسبب تقصير بعض المسئولين ولكن بسبب حكمة السيد الرئيس وتوجيهاته وتدخلة في الوقت المناسب سرعان ماتعود الامور لنصابها ، وهذا ما حدث في المشكلة الاخيره ، فقد اصدر السيد الرئيس توجيهاتة للسيد وزير العدل بشأن ضرورة سرعة مناقشة واقرار قانون الاحوال الشخصية الموحد للطوائف المسيحية علي ان يتم ذلك في خلال شهرين !
 
لاحظ ان قداسة البابا كان قد تقدم بهذا القانون للسيد صوفي ابو طالب رئيس مجلس الشعب الاسبق عام 1978 !!! وقام بتقديمة مجدداً لوزير العدل السايق المستشار فاروق سيف النصر عام 2008 الا انة ظل حبيس الادراج حتي صدرت توجيهات السيد الرئيس عقب حكم الادارية العليا الاخير بالافراج عنه !! وما كان يمكن ان يخرج هذا القانون من محبسة لولا تدخ وتوجيهات السيد الرئيس !!

هل علمت الان لماذا قال قداسة البابا انه يثق ان السيد الرئيس سيتدخل لحل الازمه ؟ لانه يعلم تماماً ان السيد الرئيس هو الوحيد القادر علي اتخاذ هذا القرار الحكيم وفي الوقت المناسب وبذلك يكون السيد الرئيس بحكمتة المعهودة حل الاشكالية بدون أن يتدخل في احكام القضاء ودون أن يتخلي عن دورة كرئيس لكل المصريين .
† مصرنا الحبيبة حماك الله من دعاة الفتنة وهواة اشعال الحرائق ونشر السموم والاكاذيب .

لنك مقال الكاتب محمد الدسوقي رشدي باليوم السابع أنقر هنا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق