CET 00:00:00 - 20/02/2010

مساحة رأي

بقلم: مارجريت خشويان
أذا أردنا تعريف الصوم بصورة عامة فهو انقطاع النفس البشرية المادية عن الماديات وتهيئتها لممارسة الحياة الروحية في العائلة والمجتمع. أما الصوم الرهباني والمفروض قانونًا فهو الانقطاع والتخلي التام عن الماديات الحسية بأنواعها، وبمعنى آخر التجرد الكامل من كل الانفعالات والموروثات والماديات وهذه كلها نجمعها بجملة "احمل صليبك كل يوم واتبعني"، والتي تنطلق من الآية: "اترك كل شيء واتبعني".
كما أن المسيح أخلى ذاته لأجلنا، هكذا يجب نحن أن نتخلى عن كل ما يشعرنا بالرغبة واللذة، يعني التجرد عن كل شيء أرضي بما فيه الملبس والمآكل الفاخرة والملذات على أنواعها.

يبتدأ الصوم في المسيحية انطلاقًا من سؤال الفريسيين ليسوع لماذا تلاميذك لا يصومون كما يصوم تلاميذ يوحنا؟، فأجابهم أن أهل العريس لا يصومون ما دام العريس معهم، وبهذا نفهم ان يسوع كان عريسًا بين التلاميذ وكان الفرح يشملهم كل يوم ولكن بعد ارتفاعه عنهم شعروا بالفراغ فأحبوا ان يملؤوه بالصوم أي الاستعداد لاستقباله ثانية.
والصوم واحد من الأمور المتعددة التي -كلها مجتمعة- تجعلنا نعيش مع يسوع ونتهيأ لملكوته، فالصوم والصلاة والتوبة والندامة ومراجعة الحياة التي تتوجها المحبة كلها لاستقبال العريس ثانية.
نحن نصوم تشبهًا بالمسيح حيث رسم لنا طريق الصوم بصيامه أربعين يومًا وأربعين ليلة، وأصبح لنا مثالاً أعلى نقتدي به للتهيؤ لرسالة أعظم. الصلاة والصوم واحد لا يمكن أن نقوم بفعل الصوم دون الصلاة، ولا يمكن لأي رسالة مسيحية أن تبتدأ إلا بعد الصوم. فهو فترة انتظار وتهيئة لنيل النعم السماوية.

أهداف الصوم ونتائجه
لا يوجد فعل إلا وله نتائجه، وأهم نتيجة للصوم -التي هي بواقع الفعل هدف أيضًا- هو تكميل وصية يسوع والاقتداء به، فكما هو صام قبلنا لتكميل رسالته التبشيرية والصلب هكذا نحن أيضًا نصوم لتكميل رسالة الخلاص.
النتيجة الثانية: في فترة الصوم نمر بمرحلة التفكير في الحياة الأبدية بتكميل واجباتنا الروحية والإنسانية بممارسة الفضائل المسيحية المتمثلة بوصايا الانجيل
النتيجة الثالثة: من خلال الصيام قد نصبح مثالاً للآخرين، فكما يشع منا نور المسيح للآخرين هكذا يشع من الآخرين إلى الآخرين، لأننا كما قال يسوع: "أنتم نور العالم وأنتم ملح الأرض."
والنتيجة الرابعة والأخيرة: في الصوم نصبح مؤمنين فعّالين، تحركنا يقظة الضمير لعمل الرسالة المطلوبة منا مهما كانت صغيرة، على حدَ قول يسوع: "من سقى كأس ماء بارد باسمي فإن أجره لا يضيع في السماء".
صوم مبارك للجميع.

مديرة موقع طيباين الصادر عن الرابطة السريانية

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق