CET 00:00:00 - 05/05/2010

المصري افندي

بقلم : ميرفت عياد
إن إعلان السيدة سوزان مبارك محافظة أسوان أول محافظة فى مصر مناهضة لختان الإناث يُعد بُشرة أمل تؤكّد على أنه يمكننا القضاء على تلك الممارسة المريرة،كما يؤكد،بعكس ماهو شائع،أن أهل الصعيد لديهم من الوعى والدراية ما يوفّر لهم القضاء على  هذه الممارسة التى تمثل أسوأ أشكال العنف التى تتعرض لها الفتاة .
ففى هذه الممارسة تُذبح براءة الطفلة،وتُنتهك آدميتها،مخلّفة ورائها المزيد من عدم التوازن النفسى ،والوجدانى،والبدنى ،ومؤثّرة سلبًا على دورها الإجتماعى كأم ومربية وشريكة للرجل فى تحمل مسئوليات العمل والحياة.

وعلى الرغم من أن هذه القضية هى قضية إجتماعية شائكة تتسم بالحساسية والخصوصية الشديدة؛  وإعتقاد قاعدة عريضة من المجتمع بأن بتر هذه الأعضاء يجنّب الفتاة- فيما بعد- الوقوع فى براثن الإثم والخطيئة،غير مدركين أن الشهوة تنبع من الفكر والقلب معًا ، وليس من الجسد ، كان من الأفضل  أن نحصّن بناتنا بالقيم والفضيلة والعفة والطهارة ، لا أن نقوم بذبح برائتهن وإنتهاك آدميتهن وإفقادهن جزءا من أجسادهن قد خلقهن الله به لتوازنهن الجسدى والنفسى معًا . 

وإنه لمن المؤسِف أن الإحصائيات تقدّر أعداد  السيدات اللواتى خضعن للختان حول العالم،بمئة  مليون سيدة ، وتخضع ثلاثة ملايين ،فى العالم،من الفتيات تحت سن العاشرة من العمر،للختان سنويًا ،وهذه الجرائم تُرتكب ضد الفتيات فى ثمانية وعشرين دولة إفريقية بدون إدراك مخاطر ما يقومون به على صحتهن وخاصة بعد الزواج والولادة،حيث أثبتت الدراسات التى قام بها العلماء أن عمليات الولادة لدى من تم ختانهن أكثر خطورةً وتعقيدًا من غيرهن ، كما أن 65 % من أطفالهن يحتاجون إلى عناية مركّزة بعد الولادة ، بينما 55% من هؤلاء الاطفال يموتون بعد الولادة .

و يتضّح من هذه الأرقام والدراسات والإحصائيات المُرعبة، أن من يدفع ثمن تلك الجريمة ليس الفتاة وحدها ، بل تدفعها الأسرة بأكملها، ولهذا أناشد جميع المؤسسات الدينية،والهيئات المعنية ،وجميع منظمات المجتمع المدنى، وجميع الجهات المسئولة عن المرأة والأسرة، والطفل،فى جميع انحاء العالم أن يقاوموا تلك العادة القبيحة ، ويُجرموا ممارستها ،ليس فقط فى قوانينهم إنما بالأحرى فى متابعة تنفيذ تلك القوانين على أرض الواقع ، ومحاولة تغيير مفاهيم العقول المتحجرة وإقناعهم بأن ترك هذه الممارسة هو من أجل سعينا الدائم  نحو مستقبل أفضل لأبنائنا ،فلذات أكبادنا.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق