CET 00:00:00 - 27/05/2010

مساحة رأي

بقلم : السيد موسى
سؤال هام مطروح خاصة فى تلك الساعات الحاسمة فى تاريخ الوفد، والتى تسبق انتخابات قيادته خلال الأربع سنوات القادمة .. تلك الانتخابات التى ستحدد نتيجتها مصير الوفد بصفة خاصة و مصير الحياة السياسية فى مصر بصفة عامة.. ذلك أن الاصلاح السياسى فى مصر يحتاج إلى عودة الوفد و بقوة إلى التلاحم بالشارع المصرى و الالتصاق بالمواطنين و الاشتباك مع النظام من أجلهم ..

لم يعد من المقبول أن يستمر الوفد على سياسته الراهنة من الاستكانة و الملاينة فى معارضة نظام فاقد للشعبية و القبول بموقع لا يليق بالوفد الذى كان يقود النضال من أجل حقوق وكرامة الانسان المصرى الذى يستحق التضحية من أجله بكل شيئ . و الوفد يحتاج إلى التغيير الداخلى بالطريق الديمقراطى و من خلال نموذج ليبرالى رائع قدمه خلال الأيام القليلة الماضية .. يوضح أن المصريين يستطيعون أن يبرهنوا من خلال التجربة و النموذج المصغر الحادث الآن فى الوفد على قدرتهم على التداول السلمى للسلطة إذا توافرت الأدوات الديمقراطية للتغيير من خلال الصندوق الشفاف الذى يحدد من خلاله الناخبين - بحرية كاملة - من هو الأفضل ..

و إذا نجحت التجربة فى داخل الوفد و إختارت الهيئة الوفدية الدكتور السيد البدوى رئيساً للوفد للأربعة سنوات القادمة فسوف يكون ذلك بمثابة عودة جديدة و إحياء جديد لأهم حزب ليبرالى فى مصر و العالم العربى و العالم الثالث أيضاً . خاصة و أن السنوات القليلة الماضية قد شهدت إنسحاب الوفد من المشهد السياسى تدريجياً بعد إنهاكه فى معارك و صراعات داخلية إنتهت بإطلاق نار و بحريق المقر الرئيسى و تبديد أربع سنوات - كان يجب أن يعاد بناء الوفد خلالها - فى القضايا المتبادلة بين الاصلاحيين و نعمان جمعة الرئيس السابق و هو نوع من تخريب الوفد من داخل الوفد و نجح النظام فيه حتى يوهم المصريين أن البديل الذى طالما إلتفوا حول رايته ليس جاهزاً لتحمل مسؤلية إدارة شؤون البلاد..

و لأن الدكتور السيد البدوى هو من قيادات الوفد التاريخية التى تتلمذت على يد عظماء الوفد الذين شاء القدر أن يخرج معظمهم من محافظة الغربية حالياً أو من مديرية الغربية سابقاً .. فصحيح أن \" البدوى \" ولد فى طنطا و لكن جذوره فى بيلا فى كفر الشيخ و قد كانت جزءاً من الغربية فى السابق وولد فى مطوبس مؤسس الوفد سعد باشا زغلول و فى سمنود ولد خلفه الرئيس الجليل مصطفى باشا النحاس و الدكتور أحمد أبو إسماعيل و فى الجرايدة

ولد فؤاد باشا سراج الدين الذى رفعت سيارته على الأعناق فى ميدان الساعة بطنطا مع تقاطع شارع زعيم و شهيد الشباب الدكتور عزيز فهمى و من طنطا أيضاً جاء عبدالسلام باشا جمعة رئيس مجلس النواب و والد شهيد الشباب و من بسيون جاء عبد الفتاح باشا حسن و زعيم الطلبة محمد عيد و حكيم الوفد الدكتور محمد على شتا و الصحفى و المؤرخ جمال بدوى و من زفتى يوسف الجندى مؤسس جمهورية زفتى و شيخ المحامين مصطفى البرادعى والد الدكتور محمد البرادعى ..

هؤلاء بعض من أنجبتهم الغربية التى أنجبت الدكتور \" البدوى \" و غيره من الشخصيات المصرية التى صنعت تاريخاً و أمجاداً لمصرنا العزيزة بصفة عامة و للوفد بصفة خاصة و لأننى أعلم أن الدكتور \" البدوى \" يؤمن إيماناً لا يلين أن الوفد لا يجب أن يقبل بما هو كائن بل عليه السعى بكل الوسائل لتغيير سلمى ديمقراطى من أجل ما يجب أن يكون و ذلك هو الفارق الجوهرى الذى يميز \" البدوى \" عن أي مرشح آخر .

و يحتاج الوفد إلى هذا التغيير فى قمة الهرم الوفدى حيث عانى الوفد من خلل تنظيمى و أزمة إدارة مؤسسية يحتاجها الوفد حتى ينطلق و حتى يستطيع قيادة التغيير السلمى الذى تتعطش له الأمة المصرية و تبحث عنه فى كل إتجاه و يحتاج الوفد ايضاً إلى جهود كل أبناؤه المخلصين شبابه و قياداته ونساؤه و رجاله و لعل فى الاستقبالات التى حظى بها مرشح التغيير أمل الوفد الدكتور البدوى فى كافة المحافظات التى زارها و جموع الوفديين التى أيدته فى هذه المرحلة الهامة فى تاريخنا رسالة واضحة أن الوفد مازال حياً و لم و لن يموت و يحتاج فقط إلى شخصية قادرة على لم الشمل و ايقاظ ذلك المارد النائم فى رحم الأمة

و من هنا تأتى أهمية عودة الوفد الجديدة التى تعنى عودته ضميراً حياً لهذه الأمة و مناضلا من أجل تخفيف آلامها و تحقيق آمالها و مدافعاً عن حقوق الأمة بقوة الحق ضد جبروت الديكتاتورية و التسلط الذى لم يستطع أن يحكم يوماً واحداً بدون الاحكام العرفية أو قانون الطوارئ . و ليكن يوم الثامن و العشرين من مايو 2010 هو يوم عبور الوفد إلى مرحلة جديدة من مراحل النضال من أجل التغيير الذى تطالب به الأمة التى طالما كان الوفد ترجمانها و المعبر عن طموحاتها .. و لدى الهيئة الوفدية - وحدها - فرصة تاريخية لتصحيح مسار الوفد و إعادته إلى الصدارة التى هى المكان اللائق به و بعراقته و تاريخه الناصع لمواجهة السيناريوهات المستقبلية التى تعدها تلك العصبة المتسلطة على مصر و شعبها و عاش الوفد ضميراً للأمة . السيد موسى عضو الوفد

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

الكاتب

السيد موسى

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

لماذا يحتاج الوفد إلى التغيير ؟

جديد الموقع