CET 00:00:00 - 06/08/2010

في دائرة الضوء

بقلم : عماد توماس
يذكرني الاعلامى والكاتب الطبيب خالد منتصر، بقصيدة نزار قباني "كلمات ليست كالكلمات" ، فما أكثر الكلمات التي تملأ صفحات الصحف والمجلات والكتب، الفرق أن خالد منتصر يخرج مغردا خارج السرب، ويعزف كلمات لا يسمعها إلا الفاهمون أو من يحاولون الفهم، فعموده "خارج النص" بصحيفة "المصري اليوم" خلال الأيام الماضية ، اسمعنا فيه "كلمات ليست كالكلمات"  التي يعتاد القراء على قراءتها من معظم الكتاب.

ورغم انه معتاد على الشتائم والانتقادات من بعض قراءه، إلا انه خلال الأسبوع الماضي تيقن تماما انه يسير على الطريق الصحيح، فبعد سلسلة مقالاته عن "حديث الذبابة"  يقول انه صار متأكداً أكثر، من قوة موقفه ومنطقه وحجته، وأن اللغة الهستيرية التي يكتب بها من يدعون الإيمان والسلفية هي ترجمة لضعف الحجة وغياب المنطق، الذي يجعلهم عدوانيين في هجومهم.

غياب فضيلة الحوار
يُشخص منتصر، عيوب المسلمين بافتقاد فضيلة وفن الحوار قائلا : نحن لا نرد على الحوار ولكننا نرد على المحاور، نترك موضوع الحوار لنجرح شخصه بدلاً من أن نفند حججه، نستخدم مطواة التجريس والسباب والشتائم لتشريحه واغتياله معنوياً بدلاً من استخدام سلاح المنطق المفحم.

يتهمه احدهم بأنه "ابن القمنى" رغم انه لم يلتقي بالدكتور سيد القمنى من قبل، وقارئ آخر يدعو عليه أن يحاربه الله في ماله وصحته وأبنائه ويسخر من ملامح وجه...ويبدو انه هذا القارئ يعتقد أن "الله" اله ملاكي يستمع له مهما كان الدعاء!!

وقارئ آخر تمنى له " موتاً شبيهاً بموت المفكر الراحل نصر أبو زيد" ...فحتى طريقة الموت يتم توزيعها مثلما كانت توزع صكوك الغفران !!

•    وصفه  احد الكتاب السلفيين بأنه –اى خالد  منتصر- " نصراني مصري أرثوذكسي ، ولد مسلماً ثم تنصر .. لكنه لا يمتلك شجاعة " مجدي علام " الصحافي المصري الذي عمّده بابا الفاتيكان على الهواء مباشرة في العام 2008م" .!!
ولعل هذا الوصف أو قل الاتهام جعل كاتبنا خالد منتصر أن يستخدم لغة الجمع في مقالاته الأخيرة عندما يقول "نحن المسلمين" !!

عقدة النقص
على خلفية شائعة إشهار إسلام  الكاتب الألماني "هنريك برودر"، الذي احتفت به المواقع الالكترونية والصحف وتشبيه بعض  الكتاب قول برودر "لقد تخلصت من الضياع وعرفت الحقيقة وعدت لفطرتي"، بأنه "صفعة على وجه الألمان" يقول منتصر، في مقاله المعنون بــ "مقلب برودر وعقدة النقص" أن المسلمين مصابون بعقدة نقص وإحساس رهيب بالدونية وبأن الدين الإسلامي يحتاج دائماً وبشكل شبه يومي إلى من يقتنع به من الأوروبيين والأمريكان فيشهر إسلامه، والفرحة العارمة التي تنتابنا حين يشهر مواطن أوروبي أو أمريكي إسلامه لهى دليل على أننا دائماً في حالة خوف وفزع وانتظار مزمن لتوقيع غربي أو تصريح أمريكي بأن ديننا «كويس»،  ويتساءل لماذا لا  يقيم البوذيون حفلات الزار التي نقيمها لمن يشهر بوذيته؟، ومنهم من هو أشهر من برودر نفسه، مستشهدا بريتشارد جير وستيفن سيجال وهاريسون فورد، أشهر ممثلي هوليود، الذين اعتنقوا البوذية؟، فلم يرقص ويهلل البوذيين ولم يخرجوا في مظاهرات بل اعتبروا دخولهم في البوذية مجرد حرية اعتقاد.

السبت من أجل الإنسان
على خلفية أزمة "الزواج الثاني للمسيحيين" يطالب منتصر، أقباط مصر بالحفاظ على الدولة المدنية، مؤكدا أنها السبيل لحل مشاكلهم المزمنة. ويَعتبر  أن الأقباط الذين صفقوا للبابا في معركته مع القضاء المصري حول حكم الطلاق هو استدعاء للدولة الدينية المسيحية، موضحا أن هناك فرق شاسع بين الإنجيل وبين تفسير رجل الدين للإنجيل، حتى في نص الطلاق والزواج الذي يرفض الأقباط  تأويله أو الاقتراب منه أو مجرد مناقشة تفسير البابا له. معتقدا بأن النص خلق من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل النص.

إنذارات من الله
مثلما انتقد الكاتب خالد منتصر بعض الدعاة الإسلاميين عندما وصفوا تسونامى بأنها عقاب إلهي، يعود وينتقد البابا شنودة  عن  مقاله بعدد "الأهرام ٢٧ يونيو  تحت عنوان "إنذارات من الله" فقال البابا في مقاله عن الإنذارات الإلهية "هناك إنذارات عامة يقدمها الله للبشرية عن طريق الأمراض المستعصية، مثل الإيدز الذي عجز الأطباء عن علاجه وصار إنذاراً للمنحرفين خلقياً، ومثل فيروس سى والفشل الكبدي وأمراض خاصة بالمخ"  ويضيف البابا إلى هذه الإنذارات المرضية وباء الكوليرا، الذي حدث سنة ١٩٤٨ في مصر وقاد المصريين إلى التوبة خوفاً من الوباء!!

ويعلق منتصر قائلا : مع احترامي الشديد لقداسة البابا ومكانته إلا أنني أختلف معه تماماً في مفهوم الإنذارات الإلهية، فهذا الفهم يرسخ من معاني التربص والانتقام الإلهي ويتنافى مع العدل، الذي يعد معنى ومبنى أي دين أو عقيدة في الدنيا، فكيف يسحق الله ملايين الأبرياء لمجرد أن يدق جرس إنذار، هل لابد أن تكون دقات هذا الجرس دماء وجثثاً وأشلاء؟!، هذا مفهوم في منتهى الخطورة، لأنه يشيع الإحباط وبدلاً من أن يرسخ الدين فإنه يحرض على الفرار منه وكراهيته، فحين يصبح المتدين مجرد شخص خائف ومرعوب حتماً سيفقد الثقة والبوصلة والأمان.

•    اتهمه البعض بأنه ساهم بقدر كبير في الترويج للجنس في الفضائيات، ويرد انه مقتنع أن الثقافة الجنسية لابد أن تكون موجودة في المناهج المدرسية والفضائيات، كونها لا تدعو إلى الإباحية .

•    يشغل خالد منتصر منصب رئيس قسم الجلدية والتناسلية بهيئة قناة السويس، والمسئول عن قسم الثقافة الجنسية بموقع إيلاف، ويقدم برنامج " دريم كلينك " على قناة "دريم" الذي فيه يحاول استعادة المنهج العلمي في التفكير ومواجهة المشكلات الطبية في مجتمع أصبح يلجأ للخرافات والدجل والوهم في معظم سلوكياته خاصة الطبية، يحتوى البرنامج على عدة فقرات منها: فقرة بعنوان "خدعوك فقالوا" وهي تتحدث عن الأقوال المغلوطة التي تعود المجتمع على سماعها رغم أنها ليس لها أي أساس من الصحة بالإضافة إلى  فقرتي " أرقام طبية"  و"حكيم دريم".

•    له في المكتبة العربية عدة كتب منها: فربيا العلم، وهم الإعجاز العلمي،  الختان والعنف ضد المرأة، حقائق وأوهام عن الجنس،  النكتة الشبابية في عصر الانترنت،  الحب والجسد، الجنس تواصل لا تناسل،  بورتريهات بألوان الشجن، أبو بكر عزت.....مكان في القلب،  العلم بين المعمل والمسجد.

•    له موقع شخصي على الانترنت يحتوى على مقالاته اليومية المنشورة بالصحف، وبعض من كتبه للتحميل المجاني، وأهم الحلقات التلفزيونية التي قدمها.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٤ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق