CET 00:00:00 - 04/08/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

هل يحتاج "مبارك" إلى حساب على "تويتر"؟

كتب: عوض بسيط– خاص الأقباط متحدون
 يسجل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" تحركاته وأفكاره السياسية بنفسه على الشبكة الاجتماعية "تويتر"، والتي تدعم التدوين القصير (140 حرفـًا)، بينما في مصر يستطيع متتبعوا المرشح المحتمل للرئاسة د."محمد البرادعي" معرفة أخباره وتعليقاته على الأحداث من خلال "التويتات" الخاصة به، في حين يبقى للمدونين المصريين، ونشطاء اليسار الحظ الأوفر في النشر على "تويتر"، الذي بات يكتسب شعبية كبيرة في مصر بين النشطاء بعد استخدامه في تنظيم التظاهرات والاعتصامات بطول مصر وعرضها، خاصة بعد حادث "خالد سعيد"، لسرعته في نقل المعلومات وسهولة نشرها بين مجموعة كبيرة من المستخدمين.

 كل هذا يطرح أسئلة: هل يستطيع النظام المصري مجاراة الشباب الناشطين على الإنترنت؟ هل نحن في مرحلة يتحول فيها المجتمع الافتراضي إلى واقع عملي فاعل؟ وهل يكون "النضال الإليكتروني" أو "طرقعة الكيبورد" صاحب اليد العليا في التغيير في المرحلة القادمة؟ وللإجابة نعود للبداية..

إنترنت حُر مستقل!
 في عام 1996، كتب أحد نشطاء الإنترنت -وهو "جون بيري بارلو"- إلى "منتدى دافوس" الاقتصادي خطابـًا أسماه "وثيقة إعلان استقلال الفضاء التخيّلي" قال فيه: "يا حكومات العالم الصناعي.. يا عمالقة اللحم والحديد المملين.. أنا من الفضاء التخيّلي، بيت العقل الجديد.. نيابة عن المستقبل، أسألكم أنتم يا أصحاب الماضي أن تتركونا وشأننا.. غير مُرحب بكم بيننا.. لا توجد لديكم أية سيادة في أماكن تجمعنا.. ليست لدينا حكومة منتخبة، ومن غير المحتمل أن تكون لدينا واحدة.. لذلك، لا أخاطبكم بسلطة اكبر من تلك التي تتحدث بها الحرية دائمًا.. أعلن أن المساحة الاجتماعية الكونية التي نقوم ببنائها مستقلة بطبيعتها عن الطغيان الذي تسعون إلى فرضه علينا.. ليس لديكم الحق المعنوي لحكمنا.. ولا تملكون أي وسائل نجدها مخيفة لإجبارنا على ذلك".

 إلا أن هذه الوثيقة تبدو خيالية إلى حد كبير إذا ما حاولنا مقارنة محتواها بما يحدث في مصر، فبينما تجري أحداث محاكمة النشطاء "جمال عيد"، و"أحمد سيف"، و"عمرو غربية"؛ في دعوى السب والقذف التي أقامها ضدهم المستشار "عبد الفتاح مراد"، بعد اتهام "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" له بنقل أجزاء من تقرير صادر عن الشبكة عنه، وتضمينها في كتاب له بعنوان "الأصول العلمية والقانونية للمدونات على الانترنت" دون ذكر المصدر.

 بينما تجري المحاكمة؛ ما زال المدّون "كريم عابر" يقضي عقوبة السجن بتهمتي إزدراء الدين الإسلامي، وإهانة رئيس الجمهورية، في الوقت الذي تم الإفراج فيه عن المدّون السيناوي "مسعد أبو فجر" المعتقل منذ 26 ديسمبر 2007، بتهمة إثارة الشغب، على الرغم من تبرئة المحكمة له، كذلك تم الإفراج عن المدّون القبطي "هاني نظير"، الذي تم اعتقاله بدون محاكمة!

المدونون لفضائح النظام بالمرصاد!
 على الرغم من نشاط حركة التدوين في مصر مع بداية الألفية الثالثة، إلا أن عام 2005 شكل علامة فارقة في تاريخ التدوين المصري وعلاقته بكشف الفساد، فمع ما عُرف إعلاميـًا بـ"يوم الأربعاء الأسود"، وقيام رجال الداخلية بالاعتداء على نشطاء حقوقيين، والتحرش بصحفيات وحقوقيات، كانت كاميرات المدونين وتدويناتهم لها الكلمة الفاصلة في فضح تلك الممارسات.

 كذلك نقلت الصحافة المصرية والأجنبية عن مدونين مصريين أخبار حوادث التحرش الجنسي التي انتشرت بشوارع القاهرة في الأعوام التالية، وكان النصيب الأكبر من فضائح رجال وزارة الداخلية خاص بحوادث التعذيب داخل أقسام الشرطة، والتي كان للمدون الأشهر "وائل عباس" نصيب الأسد في نشرها على مدونته "الوعي المصري"، وأشهرها حادثة "عماد الكبير" الذي تم الاعتداء عليه جنسيـًا في يناير 2006، وتم تصوير ذلك الاعتداء بالفيديو، والذي وصل ليد "عباس" الذي اختارته مجلة"Arabian Business"  كواحد من أكثر مائة شخصية عربية قوة وتأثيرًا في دولهم في 2010، والذي لم يتوان في نشره.

 كما نشر العديد من الفيديوهات الأخرى التي تناقلتها عنه مختلف وسائل الإعلام ووصل بعضها إلى المحكمة، مما دفع سلطات المطار إلى احتجازه في كل مرة يسافر فيها خارج البلاد، وقيامهم بتفتيش جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بعناية، في مشهد متكرر في كل مرة، يجعلك تكرر السؤال: هل يمكن أن تغير تدوينة وجه مصر؟

موسوعة الجلادين!

 شكل آخر من النضال الإليكتروني ابتكره "حسام الحملاوي"، عن طريق نشر صور التظاهرات وضباط أمن الدولة على موقع "flikr"، كما يقوم موقع "التعذيب في مصر" بنشر سيرة ذاتية لضباط التعذيب المصريين، وعلى رأسهم وزير الداخلية "حبيب العادلي".

 ومن الضباط المنشور عنهم "هيثم كيلاني هاشم"، قام عام 1999 أثناء خدمته في قسم شرطة "الرمل" بتعذيب المواطن "فريد شوقي عبد العال" حتى الموت، وحركت النيابة العامة الدعوى ضده بتهمة القبض على مواطن  بدون وجه حق، وتعذيبه بالتعذيبات البدنية، غير أنه بعد تداول القضية أخذ حكمًا بالبراءة.

 وأيضًا: "محمد المبارك" قام أثناء خدمته في مباحث قسم "السيدة زينب" عام 2003 بتعذيب المواطن "محمود جبر" حتى الموت"، و "أحمد محمد هدهود" قام أثناء خدمته كملازم أول بمباحث قسم "الرمل" بالاعتداء البدني الشديد على المواطن "حسين محمد مرسي" عام 2001، مما أدى لوفاة المواطن المذكور، ورغم أن التقارير الطبية أكدت تعرض المجني عليه إلى تعذيب شديد، قررت النيابة العامة حفظ التحقيق.

ارفع رأسك يا أخي أنت على الفيس بوك!

 هل كان يتصور طالب "هارفارد" النابه "مايك زوكربرج" قبل ست سنوات أن شبكته الاجتماعية ستتحول إلى أحد أهم الأدوات السياسية الحديثة على مستوى العالم؟! إن دولاً مثل "سوريا"، و"إيران"، و"بنجلاديش"، ستحجب الموقع لخطورته على أمنها القومي؟!

 أما في "مصر" فقبل العام 2006 كان يُنظر للفيسبوك على أنه مجرد محاولة جديدة للهروب من العالم الواقعي إلى عالم افتراضي، يحقق فيه الشباب أحلامهم الافتراضية.. مجرد واحة من الوهم يلقي الشباب بأنفسهم فيها، ربما يكون مكان آخر للتعارف مع الجنس الآخر، وربما لممارسة الألعاب الخفيفة، أو حتى التعبير عن النفس من خلال الاختراع العبقري المسمى "الحالة" Status.

 ولكن في 2008 تغير الوضع كثيرًا، فمن بعد انتخابات الرئاسة 2005 والوعي الجماهيري والشعبي يزداد، ومشاركة الشباب في الحوار السياسي تتواصل بشكل أكبر، وتحولت "الحالة"  status بالنسبة للبعض إلى حالة البلد كلها.

 لم تتنبه الحكومة المصرية إلى مجموعة الشباب الذين يدعون للإضراب على "الفيسبوك" يوم 6 أبريل 2008 إلا بعد نجاح الإضراب، وتحول الدعوات الافتراضية إلى أمر واقع يحدث في كل مصر؛ لتقوم بحملة اعتقالات ومحاكمات للعديد منهم.

 يقول شباب "6 أبريل" عن أنفسهم: "نحن مجموعة من الشباب المصري من مختلف الأعمار والاتجاهات، تجمعنا على مدار عام كامل منذ أن تجدد الأمل يوم 6 أبريل 2008، في إمكانية حدوث عمل جماعي في مصر يساهم فيه الشباب مع كافة فئات وطبقات المجتمع في كافة أنحاء الوطن، من أجل الخروج به من أزمته والوصول به لمستقبل ديمقراطي، يتجاوز حالة انسداد الآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يقف عندها الوطن الآن.

 لم يأتِ أغلبنا من خلفية سياسية ما، ولم يمارس أغلبنا العمل السياسي أو العمل العام قبل 6 أبريل 2008، ولكننا استطعنا ضبط بوصلتنا وتحديد اتجاهنا من خلال الممارسة أثناء ذلك العام".

كلنا "خالد سعيد"
 الحالة الأكثر قوة هذا العام في استخدام الفيسبوك كشبكة تواصل تعكس اهتمامات الناس، والأكثر كشبكة إعلامية تنقل أحداث وحوادث أسرع من أية وسيلة أخرى، كانت حادثة مقتل "خالد سعيد" في "الإسكندرية"، والتي تناقل تفاصيلها أعضاء الفيسبوك بسرعة البرق، حتى أن الصفحة التي حملت اسم "خالد سعيد" كانت تزداد عضويتها بمعدل ألفي مشترك كل ساعة، ووصلت حتى كتابة هذه السطور إلى أكثر من 27 ألفـًا.

اليسار يغرد على "تويتر"
 الأحدث في مجال النضال الإليكتروني في مصر كان استخدام الشبكة الاجتماعية حديثة العهد "تويتر"، الذي أطلقته شركةObvious" " الأمريكية في أوائل عام 2006، ويعتمد على فكرة التدوين القصير (140 حرفـًا)، تمامًا كالرسائل القصيرة، ويدعم الموقع إرسال تدوينات مَن تقوم بتتبعهم إلى هاتفك المحمول، إلا أن هذه الخدمة غير مسموح بها في مصر!

 ونظرة سريعة على استخدام "تويتر" سياسيًا تجد للمعارضة المصرية الحظ الأوفر من المشاركة والتتبع، ويحظى تيار اليسار  بنصيب لا بأس به من التدوينات.

 كان لمستخدمي "تويتر" السبق في نقل أحداث الإضرابات والتظاهرات بسرعة البرق إلى متتبعيهم، وكذلك أحداث المحاكمات الهامة مثل قضية "خالد سعيد"، وفي التظاهرات كان العديد يستخدمه في توجيه المشاركين إلى أماكن التظاهر أو شرح موقف الأمن من المتظاهرين، كذلك نشر أسماء المعتقلين، وكذلك الصور الحصرية من التظاهرات، مما جعل "تويتر" مصدرًا هامًا للصحفيين لمتابعة الأخبار.

عينة من "تويتات" التظاهرات الاحتجاجية:
-    قوات أمن مركزي بأعداد مهولة للسيطرة على أعداد مهولة من المحتجين على الكورنيش.
-    الوقفة اليوم صرخة قوية في وجه النظام: لن يقبل الشعب ممارسات التعذيب بعد اليوم.
-    الناس واقفه فى "كليوباترا" حالاً.
-    قدام "سان ستيفانو" أعداد معقولة جدًا.
-    5 آلاف متظاهر أمام مسجد "سيدي جابر" اليوم، وحشود أمنية كثيفة من عدة محافظات.
-    كل بتوع "الغد" كانوا هنا من أول "أيمن" و"جميلة" و"إيهاب" و"الغطريفي" و"نوارة" و"بسيوني" و"حسام" والشباب كان ناقص "رجب" و"موسى".
-    الأمن يشتبك مع آلاف المشاركين في الوقفة الاحتجاجية بالأسكندرية، وينجح المشاركون في العبور للجهة المقابلة من الشارع.

الحكومة الذكية!

 في مقابل كل هذا الكم من "المعارضة الكيبوردية" على الإنترنت، وتحول المجتمعات الافتراضية إلى حالة من الحراك المجتمعي الواعي، بدأت الحكومة المصرية مؤخرًا المشاركة، ولكن بشكل ضعيف جدًا –مقارنة بالمعارضة- على الشبكات الاجتماعية، من خلال الرد على حملات المعارضة عن طريق شباب الحزب الوطني، الذين أسسوا مجموعات على الفيسبوك مثل "محبي جمال مبارك"، "أنا عاوز جمال مبارك"، و"عايزينك".

 ولكنها تبقى محاولات يائسة لتجميل وجه نظام انعزل بعيدًا عن شعبه..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق