الأقباط متحدون - من كل الأمم و اتحدى
أخر تحديث ١٣:٠٧ | الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣ |   ١٨ بؤونة ١٧٢٩ ش   |   العدد ٣١٦٨ السنة الثامنة  
إغلاق تصغير

من كل الأمم و اتحدى

من كل الأمم و اتحدى
من كل الأمم و اتحدى

  ماجد سوس
                                       

 هالني ما حدث مع ابنتي في مدارس الأحد حينما قال لهم الخادم انه ليس الأرثوذكس فحسب من يدخلون الى السماء بل الأقباط فقط    اعترضتت ابنتي ذات السبعة عشر ربيعا على كلام الخادم و احتد النقاش فقالت له و لكن ابي علمني غير ذلك فقال لها و انا اختلف مع ابيكِ .

 وجدتها حزينة فقلت لها لا تحزني يا ابنتي دعينا نبحث هذا الموضوع بهدوء شديد فالتمسك بالإيمان و العقيدة اللتان تسلمناهما من آبائنا و حبنا لهما و فخرنا بهما و تمسكنا بهما امام كل الناس  واجب علينا و ضرورة  لأنه في جهاد عظيم و تعب و سهر و حروب كثيرة استطاع آباؤنا الكرام ان يحتفظوا لنا بإيمان نحسبه صحيحا لاعيب فيه .

على ان هذا الإيمان وهذه العقيدة لايعطيان  لنا الحق في الحكم على الآخرين و على من سيهبه الله ملكوته و من سيغلقه امامه فقد اشار الرب يسوع في مثل الوزنات على اهمية ان ينظر الانسان لنفسه و لاينظر لغيره وبان هذا في اشارة السيد المسيح لنا بعدم التذمر عل صاحب الوزنات الذي اعطى اصحاب الساعة الحادية عشر كأصحاب الساعة الأولى مؤكدا على مبدأ هام جدا وهو لله الحكم و القضاء و قد أعطى للأبن الدينونة وحده و كما قال الرسول بولس لاهل رومية عندما ظهر بينهما أناس يحكمون على اليهود المتنصرين قائلا من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟ ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا أم ليس للخزاف سلطان على الطين، أن يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان .

  و تبدأ القصة من عند يسوع له كل المجد حين رجع التلاميذ له يوما مهللين و فرحين ان الشياطين تخضع لهم لكن تحولت فرحتهم الى ادانة ولم ينسوا ان يحكموا على الآخرين ، فقالوا ليسوع "يا معلم رأينا إنسانا يخرج الشياطين باسمك فمنعناه لأنه لم يتبعنا". فقد تصوروا ان يسوع سيثنيهم على هذا التصرف و يقول لهم نعم لقد بعت لكم الملكوت فتحكموا فيه كما تشاؤن ، لكن التلاميذ قد خاب ظنهم حيث إنتهرهم محب البشر قائلا لما منعتموه فمن ليس علينا فهو معنا ثم قال لهم لا تفرحوا بأن الشيطان تخضع لكم و لكن افرحوا بأن اسماءكم كتبت في ملكوت السموات.فأراد ان يوجه نظرهم الى خلاص نفوسهم فقط .

 و في موضع اخر يؤكد يسوع على نفس الفكرة قائلا ان لي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان اتي بتلك ايضا فتسمع صوتي و تكون رعية واحدة و راع واحد .

ولأن الله هو هو أمس و اليوم والى الأبد فحبه ثابت لايتغير فهو يبحث عن خلاص العالم كله و ليس عن فئة معينة  لذا يجب ايضا ان اعود بك يا ابنتي لتنظري مراحم الله حتى الى ما قبل الصليب  حينما سمح الله للأمميين ان يدخلوا في الإيمان في الوقت الذي تصور اليهود حينها انهم فقط شعب الله المختار و انهم من يحتكرون حبه ، لكن الله اراد ان يعلمهم ان الباب مفتوح للجميع ليصيروا هم ايضا محور حبه واهتمامه  لذا قبل توبة اهل نينوى الأمميين و قبل دخول راعوث الأممية في شعبه بل جعلها جدته و جاء من نسلها.

 هذا رأي الله في الموضوع يا ابنتي اما رأي اباء الكنيسة المستنيرين فهو واضح و معلن ويكفي ان اسجل قول مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة في حديثة مع قدس ابونا داود لمعي في فبراير 2011 حينما سئل سؤال مباشر ، هل الأرثوذكس فقط يدخلون السماء فأجاب بالحرف الواحد : "... نختلف معهم في العقيد ولكن ليس من حقنا ان نأخذ حق الله في الحكم الإلهي ومع ذلك نتمسك بعقيدتنا ليس لنا شأن في ارسال احد الى الجحيم ".

      نعم – كما اسلفت -  نتمسك بتعاليمنا و عقيدتنا نعم نعلم ابنائنا السلوك و السير على آثار الغنم ، السير في طريق انطونيوس و مقاريوس و اثناسيوس ، طريق دميانه و مارينا و ماريا القبطية ، طريق البابا كيرلس و البابا شنوده و حبيب جرجس . كما ان لأخوانا الكاثوليك قديسين عظماء ككترينا و ريتا قديسة الحالات المستعصية والقديسة برناديت التى كان لها كرامة ان ترى السيدة العذراء وتتحدث معها بل يوجد اكثر من 250 قديس و شهيد كاثوليكي لم تر اجسادهم فسادا. لذا فنحن نستطيع ان نحكم على ايماننا ونقارنه بإيمان الآخرين و هو حق اصيل لنا شريطة ان لا يتعدى الحكم على نتائج ما بعد الانتقال من العالم.

 عزيزي الخادم كيف ستذهب من المنظر المبهج الموجود في سفر الرؤيا حيث شعب الله سيأتي ليسكن مع الله  من كل الأمم و القبائل و الشعوب  انت ذكرتني بخادمة كانت تقول للأطفال نحن نتعلم اللغة القبطية لأنها اللغة التي تكلم بها الطفل يسوع حينما جاء الى مصر صغيرا ولم نعد نفرق كثيرا على من يدعون ان لغة السماء ستكون العربية اعزائي المتعصبين من الخدام رفقا بنا و ابنائنا ..

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter