بقلم: ليديا يؤانس
الشعب المصري بأكمله كان مُنتظراً خِطاب الرئيس مُرسى يوم الأربعاء 26 يونيو!
أنا شخصياً لم أنتظره! لأنني أعلم أنه سوف يكون تحصيل حاصِلْ!
الرئيس مُرسى ليس عِندهُ ما يقوله، فَهُوّ مُتمركِز حول نفسه الفارِغه مِنْ أى رؤية مُستقبلية للِبلد الذي أخذ وكِالتها بِِلعبةٍ الصناديق المُزوره وسط تهليل أهله وعشيرته وإرادة أمريكا.
مرسى ما هُوّ إلا قطعة شطرنج في أيدي أصحاب المصالح الخارجية الذين يُريدون تدمير مصر وتقسيمها بغض النظر عن مصلحة مصر الفِعلية وكرامة شعبها وأمنُه وأمانُهْ.
وأيضاً أهلهُ وعشيرته بالداخل وعلى رأسهم الإخوان الذين وآتتهُم الفُرصة لتحقيق حِلمهُم التاريخي بالوصول إلى الحُكم لتنفيذ أفكارهُم وأيدولوجياتِهم التى ليس لها أساس ديني أو وطني أو إنساني.
الشعب يئن تحت نير الظلم والطغيان والبيروقراطية والديكتاتورية.
الشعب يئن مِنْ الإضطهاد والتفرقة الطائفية وإستباحة القتل والتعذيب والإزدراء وتلفيق التُهمْ.
الشعب يئن مِنْ ضياع بلده وكرامته وإهانته في الداخل والخارج.
الشعب يئن مِنْ الفقر والجوع والإحتياج والمرض وضياع الأمن والأمان.
الشعب يئن مِنْ تَردي وتَدهور الخدمات الأساسية التى مِنْ حق أى مواطن حتى ولو كان بسيطاً أن يحصُل عليها مثل الكهرباء والمياه والمواصلات والبنزين والخبز.
الشعب يئن مِنْ عدم الإستقرار وعدم التفاؤل بمستقبل مُفرِحْ وسط هذا الظلام الدامي.
الشعب يعيش حالة فزع وكأنهُ يُشاهد فيلماً مُرعباُ!
كُلما إقتربت ساعة الصِفر أى 30 يونيو كُلما زاد أنين الشعب أصحاب البلد الحقيقيين الثوار والوطنيين وطبقات الشعب البسيط الذين كان ضررهم أفدح بكثير من الآخرين. ولكن مع صرخات الأنين والألم أشعر بالفخر والسعادة من أجل صحوة الشعب وإيمانهم بقضيتهم ورفضهم لِكُل ما هُوّ ضد مصالحهم وكرامتهم.
أجد أمامي شعب مُصمِمْ على ألا يضيع حقه ولو إستلزم الأمر تحدي العالم كُله بِما فِيهُم أكبر الدول سطوةً وقوةً.
أجد نفسي أسمع خلجات نفوسهم تقول: "على جُثثنا!"
المارد خرج مِنْ القُمقُم ليُعلن أحقيته ويفرض إرادته في وجه المُعتدين على إنسانيته أولاً ووطنيته ثانياً.
وفي المُقابل جماعات كُلْ مؤهلاتها وصفاتها الكِذب والخِداع والتلاعُب بالألفاظ والتلاعُب بمقادير شعب، وذلك فقط لتحقيق مصالحهم التى لا تَمُتْ بِصلة لا للوطن ولا للشعب ولا للإنسانية.
يوم 30 يونيو سوف لا يكون هيناً والتوقعات كثيرة مُعظمها يدعو إلى القلق، ولكن لابُد مِنْ الإستمرار وعدم التخاذُلْ تحت أى ظرف مِنْ الظروف لإنهُ مُشْ حيكون أسوأ مِما هُوّ عليه الآن.
قصة على ما أعتقد أن الكثيرين مِنكُم قد سمعها أو قرأها تقول: أنه قديماً في عهد شاول بن قيس أول ملك لشعب بني إسرائيل، جمع الفلسطينيون جيوشهم وأسلحتهم لمحاربة شعب بني إسرائيل، وخرج من الفلسطينيين رَجُلْ مُبارِزْ ضخم الجُثة طوله كان ستة أذرع وشبر. وبرغم ضخامته إلا أنهُ كان يحتمي في التكنولوجيا التى كانت موجودة على أيامه لكي يحمي نفسه مِنْ أى طعنة مُباغتة أو سهم طائش، فكان يضع على رأسه خوذة مِنْ نحاس ولابِساً دِرعاً حرشفياً ووزن الدرع خمسة الآف شَاقِلْ نحاس. وجرموقاً نحاس على رجليهِ ومزراق نحاس بين كتفيه. وقناة رمحه كنول النساجين وسنان رمحه سته مئه شاقل حديد وحامل الترس كان يمشي أمامه. هذا الرَجُلْ كان إسمهُ "جليات."
وقف هذا الجُلياتْ المُتجليط يُهددْ شعب الله ويطلب مَنْ يتقدم مِنْ شعب بني إسرائيل لكي يُبارزهُ وإلا ستكون العاقبة وخيمة ويصبح كل شعب بني إسرائيل عبيداً للفلسطينيين.
ونحن أيضاً طِلْع لنا واحد "جُليات مُتجَليِطْ" وأيضاً مُتحَمِسْ بالحماسيين والفلسطينيين وأهله وعشيرته، وببجاحة بيقول مَنْ يستطيع أن يقف أمامي!
إنتوا عارفين إيه إللى حصل؟
خرج ولد مِنْ بني إسرائيل وهُوّ داود النبي وهُوّ آنذاك شاب صغير في بداية سن المُراهقة، أخذتهُ الغيرة على أهله وشعب الله وقال لِجُليات أنا الذى ساأقف أمامك وأُبارزك.
وقف داود الصغير السن والبنيه ولكن المملوء إيماناً وثقة في أن الله هو الذى يعمل، وحمل سلاحه الذى سَيُحارِبْ به هذا العِملاق الجُليات. سلاح داود كان عِباره عن عَصَاه وخمسة حِجارة مُلسْ.
وقف أمام جُليات والفلسطينيين بمفردهِ ليِحارب هذا المُفتري وعشيرته.
وقف ليس معتمداً على ذاته أو العصاه أو الحجارة.
ولكن إسمعوا ما قاله داود لهذا الجُليات المُفتري المُتجَبِرْ والمُتكَبِرْ، "أنت تأتي إليّ بسيف وبرمح وبترس وأنا آتي إليك باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذين عيرتهم" (1 صموئيل 45:17).
وقتل داود جُليات الجبار وتشتت عشيرته الفلسطينيين باسم رب الجنود.
الذى دافع عن بني إسرائيل إلههُم، ونحن أيضاً الذى سَيُدافِع عَنَا بالرغم مِنْ ضَراوة وغَباوة المعركة هو إلهنا الذى لا يغفل ولا ينام، الذى يسمع أنين شعبه.
المشهد يوم 30 يونيو سوف لا يكون قوتان تتصارعان على المصالح ومَنْ مِنهُم الذى يكسب الجولة، بل سيكون هُناك قوة أعلي وأهم وأقوي مِنْ القوتين. قوة هي التى سَتُحرِكْ الأمور لِصالح الحق حتي ولو كانت هُناك متاعب وآلام لإن فوق العالي عالي وفوقهما الأعلي.
صُراخ الشعب وأنينه بالتأكيد مَسمُوع وبالتأكيد فيه إستجابة سَنعرِفها في حينها.
واحداً فقط هو الذى يسمع الأنين والألم المذبوح بين الضُلوع وهُوّ الذى يحسم الأُمور بطريقتهِ هُوّ وفي وقتهِ هُوّ.
حتى لو مَرْ الشعب بمحنة فلابُد مِنْ نور بعد الظُلمة لأنهُ يجرح ويعصب، ويضرب فيشفي.
هو على مَرْ الزمان كان يُرسل مَنْ يُخلص شعبهُ مِنْ يد أعداءهم لأنهُ يَئِنْ مِنْ أجل أنينهُم بسبب مضايقيهم.
أنه قالها ولم ولن يرجع فيما قاله: "مُبارك شَعبي مصر."
أحبائي مهما إن حصل لا تنسوا أنكُم شعبهُ المُبارك كما قال عن بني إسرائيل شعبي وميراثي.
ظل شعب بني إسرائيل حوالى 400 سنه في مصر ذاقوا فيها المُرْ والمَرارْ، إستعبدهُم المصريون (الفراعنه) بعُنف ومَرَرَوا حياتهم بعبودية قاسية ولكن الكتاب يقول عبارة جميلة جداُ "ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نَموا وامتدوا" (خروج 12:1).
أنا واثقة ان كُل المِحنْ والذُل والهَوان الذى تَمُر به مصر الآن ما هُوّ إلا دعائم صلابة وتقوية وإستنارة لهذا الشعب العظيم.
صرخ بنو إسرائيل في الزمن القديم وصعد صراخهم إلى الله مِنْ أجل العبودية.
شعب مصر أيضاً يصرُخون الآن وصعد صُراخهم إلى الله مِنْ أجل الظُلم وإسترداد وطنهم وكرامتهم.
سمع الله في القديم أنين بني إسرائيل، وهو نفسه بذاته الآن سمع أنين شعب مصر.
قال الرب لموسى النبي "قل لبني إسرائيل أنا الرب وأنا أُخرجكم مِنْ تحت أثقال المصريين وأنقذكم مِنْ عبوديتهم وأخلصكم بذراع مَمدودة وبأحكام عظيمة" (خروج 6:6).
يا شعب مصر ثقوا بأن الله لا يُكيِلْ بِمكيالين، كما خلص بني إسرائيل في الماضي وأنقذهم بذراع ممدودة وأحكام عظيمة سَيُعامِلكُم بالمثل لأنهُ سمعَ أنينكُمْ. أنه يقول لكُم "لقد رأيت مشقة شعبي الذين في مصر وسًمِعتُ أنينهُم ونزلتُ لأفتقدهم" (أعمال 34:7).
واحِداً وقع على إستمارة "تمرد" مِنْ قبل أن تُفكِروا أنتُم في تصميمها وطبعها وتوقيعها، وهو بذاته سيكون أول مَنْ ينزل مَعكُم في يوم 30 يونيو لِيُعلِنْ مجده بصورة أو بأخرى... وإلى اللقاء في 30 يونيو.