لم أكن ممن أيدوك فى انتخابات الرئاسة بجولتيها، كما لم أؤيد منافسك، فأنا ممن رأوا أن الثورة لا تختار بين أعدائها. ورأيت فيك ـ وفيمن نافسك ـ جزءًا من النظام الذى خرج المصريون لإسقاطه. فلم يكن النظام سلطة فقط؛ بل سلطة ومعارضة اعتادت على أن تعقد المواءامات مع سلطة مستبدة تفقر وتقتل شعبها، وتسقط بلادها فى دوامة التبعية.
لكننى، ولا أخفيك سرًا كنت أعتقد أن لديك ولدى جماعتك، فرصة تاريخية لتدشين اصطفاف وطنى مع جميع القوى الوطنية لبناء وطن حر، عادل، وقوى؛ وبعد بنائه ـ بشكل ديمقراطى سليم ـ نتنافس، طبقًا لاختلاف توجهاتنا ـ للحصول على ثقة المواطنين، من أجل الوصول للسلطة، وتطبيق برامجنا.
والآن، بعد عام من حكمك، وبعد سلسلة من الأخطاء السياسية التى يمكن تداركها، ومئات من الجرائم الجنائية التى ارتكبتها أنت وقيادات جماعتك، تستلزم محاسبتكم عليها؛ أجزم بأنك وقيادات جماعتك لم يعد لكم مكان فى بلادنا، وسأكون بين ملايين المصريين الذين سيخرجون للشوارع فى ٣٠ يونيو مطالبين بإسقاطك، ومحاكمتك.
سأكون بين جماهير شعبنا من أجل أصدقائى مينا دانيال، محمد محسن، بهاء السنوسى، علاء عبدالهادى، محمد مصطفى، مايكل مسعد، أبوالحسن إبراهيم، عاطف الجوهرى؛ وآلاف ممن وعدت بمحاكمة قاتليهم ـ ونكصت كالعادة بعهدك! ومن أجل الحسينى أبوضيف، ومحمد الجندى، وكريستى، وجابر صلاح؛ وغيرهم مئات ممن قتلوا على أيدى نظامك!
سأكون ضمن جماهير شعبنا فى ٣٠ / ٦، من أجل ٦٠% من أبناء الشعب المصرى الذين صاروا تحت خط الفقر؛ بينما تتفرغ أنت وجماعتك للسيطرة على السلطة والثروة غير عابئين بمعاناتهم.
سأكون وسط رفاقى من أبناء شعبنا فى ٣٠ / ٦؛ من أجل حسن مصطفى وأحمد دومة، وناهد شريف، وما يزيد على ثلاثة آلاف ثائر؛ ممن كان لهم الفضل سببًا فى خروجك من السجن ووصولك لسدة الحكم، ولكنهم يمضون أيامهم بالسجون الآن، بينما تعقد ـ وجماعتك ـ الصفقات مع رجال نظام مبارك.
سأكون بين إخوتى من أبناء شعبنا فى ٦/٣٠، من أجل دستور حقيقى للثورة؛ يحفظ كرامة المصريين، ويحقق حلم ثورتهم فى الحرية والديمقراطية، ويضمن العدالة الاجتماعية للفقراء من أبناء وطننا.
سأكون مع أبناء وطننا فى ٦/٣٠، لأن شعبنا يستحق نائبًا عامًا يمثل المصريين؛ لا يمثل أهلك وعشيرتك ويتستر على جرائمهم، ويحيل معارضيهم السلميين للمحاكمة دون اتهامات حقيقية!
سنخرج فى ٦/٣٠ من أجل ٢٠ شابًا، بين ١٨ و٢٥ سنة، تم اغتصابهم جنسيًا فى سجونك، وقدموا بلاغًا لنائبك العام؛ فتم التستر على مرتكب تلك الجريمة.
سأكون بين أبناء وطننا فى ٦/٣٠، لأننى لا أقبل أن يحكم بلادى من هو على استعداد لأن يدفع مؤيديه لقتل معارضيه، من أجل الاحتفاظ بالسلطة!
سأكون بين أبناء شعبنا فى ٦/٣٠، لأنى أريد بلادى وطنًا للجميع على اختلاف انتماءاتهم، لا وطنًا للأهل والعشيرة على حساب المصريين.
سأكون بين أبناء شعبنا فى ٦/٣٠ لأننى أريد أن يدير بلادى مصريون، لا ممثلون تابعون لمصالح دول أخرى!
سأكون بين أبناء شعبنا فى ٦/٣٠، لأن الصمت لم يحم أطفالنا من الموت فى حادث قطار، ولم يحم مصريين من الموت حرقًا فى منازلهم لأسباب طائفية!
سأكون بين أبناء شعبنا فى ٦/٣٠ لأنك تدعى الإيمان أنت وأنصارك الذين اقتحموا الأزهر الشريف والكاتدرائية.
بلادنا لم تعد مكانًا لأمثالك؛ فالاستبداد فى بلادنا مكانه الوحيد السجن، لا قصور الرئاسة! وسيخرج ملايين المصريين الأحد القادم لاستكمال ثورتهم. «نازلين نجيب الفجر» ـ الذى تأخر ـ لأبنائنا حتى يعيشوا حياة حرة كريمة، مؤمنين بحقنا فيها، متسلحين بقوة شعبنا وملايين المطالبين بالتغيير. ونعلم أن أيامك باتت قليلة فى الحكم، وأن ساعة الحساب قد حانت!
نقلا عن المصري اليوم