Oliver كتبها
الأحداث تتصاعد بسرعة أسرع من قلم أي كاتب و أسرع من تفكير أي محلل.نحن نلهث وراء الأحداث. أصبحت الكتابة اليوم أشبه بالتعليق علي مباراة تحدث أمامك و تشاهدها.فهذه بإختصار أول ثورة منقولة علي الهواء مباشرة.اللاعبون أمامك.و الهدف واضح.ها هي المباراة تبدأ بلا حكم.فالقانون في أجازة.نسمع عن أحداث شغب.الشرطة مستهلكة في أحداث فرعية.فالخصم يريد أن يلهي الشرطة لكي ينقض علي المعارضة.لهذا نسمع عن سيارة ممتلئة بالأسلحة تدخل من سيناء و القبض علي فلسطيني بالقاهرة و أخبار عن دخول 300 حمساوي من الأنفاق و أخبار عن ضبط زي شرطة و بطاقات رقم قومي مزيفة.الإخوان خصم غير شريف.يضربون في الظلام.يريدون للشرطة أن تنهمك في أمور خارج الملعب الرئيسي لكي تتفرغ الإخوان بأساليبها غير الشرعية في الملعب .
تتقدم المعارضة بهدف.أحرزته بتوحدها رغم محاولات تقسيمها منذ أسبوعين.يشن الإخوان هجوماً بمظاهرة تحت إسم مناصرة سوريا.تفشل الهجمة و تخرج التصويبة بعيداً عن الهدف.
الحكم يفضح لعبة مناصرة سوريا و يعلن أن النقطة تم سحبها من الإخوان لأنها لم تحرز هدفها من هذه المناصرة. الحكم يصدر بياناً للفريقين لكي يتواصلا و يجدا حلاً لهذا الجيم المعقد ماذا و إلا؟؟المشاهدون يتهكمون .بوتين رئيس روسيا يسخر من مرسي .أحدي مذيعات سوريا مسحت بكرامة مرسي الأرض. آن باترسون تصفق وحدها وسط ذهول المشاهدين.يخرج مشاهد من الصندوق الدولي معلناً إنسحابه من المشهد.تشيعه لعنات فرقة المشاغبين حجازي و الزمر و خميس وعاصم و أذنابهم.
تطلب المعارضة أن يبدأ الجيم من أوله.بينما يتحصن مرسي في منطقة الصندوق.يرفض مرسي أن يعيد ضربة البداية.الشعب يزأر و مرسي يعترض لأن فودة و عاشور و واحد في المعادي يجلسون بين الجماهير.يطلب مرسي إستبعاد الجماهير من الملعب.ترفض المعارضة طلب مرسي.الشعب يزأر و يسخر من مرسي و فريقه.
الفريقان يقفا في دائرة السنتر و الحكم يطلق تحذيره لكليهما.إبتعدوا عن اللعب السلبي .يعاود الفريقان اللعب.
مرسي أطاح بالكرة بعيداً.ذهبت حتي إلي الإمارات. ذهب بها أبعد مما تحتمل إمكاناته.ذهب بالكرة إلي باترسون فردتها له قائلة لا يمكن أن أقبل اللعب في صفك إذا إستمر الشعب حاضراً في المشهد.فإتجه مرسي صوب جمهوره في قاعة المؤتمرات متسائلاً .ما رأيكم؟ هل شفيق مع الثورة.صاح جمهوره لا لا.ضحك جمهور المعارضة من حوار مرسي الخيالي.كان الرد سريعاً عند وزارة الدفاع.هتف المحتجون للحكم بأن ينصفهم.
الحَكَم ينتظر إنتهاء المهلة.المشاهدون يمتنعون عن الحلم.يصممون علي الإنجاز قبل أن يصبح خيالاً .
يطلق الحكم صفارته من أجل هدنة بين الشوطين.
الإتحاد الدولي للإخوان و هو الكوتش الحقيقي لهم ومقره واشنطن يأمر المدرب المحلي بأن يقوم بتغيير بعض اللاعبين حفاظاً علي سلامتهم في المباريات القادمة ( سيشترك فريق الإخوان في دورة الخاصة تضم مالي و الصومال و أفغانستان و باكستان و غزة)
فيما بين الشوطين تم إحلال قيادات الصف الأول جميعهم بقيادات شابة في الميدان.و قام المدرب الشاطر بسحب بديع و العريان و حجازي و بقية اللاعبين الرئيسيين من الملعب.و الدفع بشباب الإخوان للمظاهرات كوقود .و رغم أن حزب الوسط لم يتم تسجيله رسمياً في نادي الإخوان إلا أنه تم الدفع به إلي الملعب ليلعب بإسم الإخوان في بورسعيد فألقي أحد لاعبيه قنبلة وسط المتفرجين أدت إلي مقتل أحدهم.مما أدي إلي حرق مقر حزب الوسط في بورسعيد و أصبح ملعب بورسعيد خالياً من الإخوان سواء اللاعبين الأصليين أو الإحتياطيين.
بدأ الشوط الثاني و بدا الإجهاد علي فريق الإخوان .كانوا دائماً يتمارضون و يتساقطون واحداً تلو الآخر.سقط محافظ.ثم سقط وزيران فشلا في إن يجلسا علي كرسيهما.هذا إعلام و ذاك ثقافة.فإضطرت لاعبو الإخوان للنظر إلي المدرجات فلم يجدوا سوي باترسون تلوح لهم أن يتشجعوا.بينما كان صوت جون كيري وزير خارجية أمريكا يصلهم من بعيد و يبدد إطمئنانهم لباترسون السفيرة.فهذه تصفق لهم و ذاك يحذرهم . صاح المذيع بعلو صوته. تاه اللاعبون في الملعب .فإنبري مرسي يهدد كل المذيعين و يشهر بإثنين من أصحاب القنوات الفضائية.بهجت و الأمين.
نظر شباب تمرد عجز اللاعبين جميعهم معارضة و إخوان.فقاموا للتسخين.هنا وجدت المعارضة طوق النجاة.أصبح كل عضو من جبهة الإنقاذ ينتظر أن يلمحه أحد أفراد تمرد لكي يطلب منه أن يحل محله.بدا واضحاً أن المعارضة وإن كانت مؤثرة لكن نفسها قصير و المستقبل حتماً للشباب.
سجلت تمرد أول أهدافها و كسبت الشرطة.خصوصاً بعد أن قام حمساوي إخواني يدعي ممتاز دغمش بقتل أبو شقرة في سيناء. فتخلت الشرطة عن حيادها و أصبحت لأول مرة في فريق المعارضة.
لاحظ الحكم تحركات مريبة لعصابات مسلحة و شخصيات زائفة فأمر الأمن العسكري للتصدي لها و تم القبض علي حمساويين و إخراجهم من الملعب و أستؤنفت المباراة.
باقي من الزمن دقائق و الهزيمة قادمة لا محالة لفريق الإخوان و المثير أن الخاسر سيعود إلي دوري الظلام.علي أية حال فليعد الإخوان إلي أنفسهم إن أمكن و إلا فليذهبوا بعيداً جداً إلي حيث لا نراهم .
رأي الحكم أحد أفراد الإخوان يخفي شيئاً من خلف ظهره فإستدار و طرحه أرضاً.هذه أول مباراة يصبح فيها الحكم خصماً للرئاسة. قرر الحكم أن يحرس المرمي .القوات المسلحة نزلت الشوارع بدون تعليمات من الرئاسة.هذا الرئيس الذي نوي أن يقيل الحكم السيسي كان جزاءه هذه الضربة الأمنية.الغريب أن الحكم ليس هو من رفع الكارت الأحمر بل الذين كنا نظنهم مجرد متفرجون.... لم يعودوا متفرجون بل أصبحوا أصحاب القرار لذا رفعوا الكارت الأحمر.... كان الجميع يحمل كارتاً أحمر أحمر أحمر. كان الإخوان يستهينون بفريق تمرد و يحتقرون اللعب معه.فإذا بالفريق المغمور يتمرد علي كل شيء و يتحدي كل التوقعات و يفوز بالكأس و يخطف النصر و يخطف معه قلوب كل المصريين. و يترك خلفه خصماً لم يكن شريفاً.
صار كل شيء أحمر.الميادين و الشوارع.الأحمر يغمر مصر.إنه لون الخلاص.مبارك شعبي مصر هذا نصيبكم.
الخلاص في مصر
هنا صلب ربنا.هنا في مصر.بدأ صنع الخشبة.بدأ الظلم هنا أيضاً.بدأت العبودية من هنا.و من هنا خرج صوت الحق.من هنا إرتفع صوت موسي. هنا وجد فرعون نداً له. هنا حيث ذاق فرعون ضربات الله الذي شاء أن ينقذ شعبه.
في مصر تمتلئ القلوب بخبرة عشرة الله.في مصر تنسكب القلوب تذللاً.ترتفع الأكف بالضراعة.في مصر يسطر المصريون تاريخاً في كتاب المحبة.يسجلون فصولاً في كتب القداسة.يزرعون البراري بالدموع.يحصدون في المغاير بالإبتهاج.صوت ترنيمات الله تملأ الأراضي الخاوية.
مصر أضحت قبلة للمحبين.يأتيها الباحثون عن معرفة الروح.السقماء يطلبون من مصر الدواء.مصر ينبوع حب مثل سيدها.طوبي لشعب أحبه الرب و باركه.طوبي لشعب أسس له كنيسة بنفسه.طوبي لأرض داسها السيد و أطعمته.طوبي لنهرها الذي إرتوي منه الطفل يسوع.مصر ليست متروكة بل هي مدللة عند سيدها.غمرها بالقديسين.كللها بظهورات عجيبة لأمه.ليست مصر كبقية البلدان.في مصر شيء لا يمكن وصفه في هذه البقعة المباركة.كأنما هي تاج للبدان.كأنما هي في مقدمة موكب.في مصر بركة لا يمكن وصفها.فيها يد الله.فيها عمل النعمة.هذا هو نتاج عمل الله في البلدان.كل من يتكل علي الرب ينقذه.لا يدع التجربة تفوق طاقة الشعب.هو ينزل و يخلص.هذا عمله و مشيئته و محبته.