الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
أخر تحديث ٠٥:٠٤ | الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ | ٢٣ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٧٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حديث آخر الشهر

بقلم: مينا ملاك عازر

أكتب لك عزيزي القارئ عن كأس العالم للشباب، وليس هذا تهرباً من السياسة ولا قفز من فوق أسوارها، فأنا لست متواطئ أو جاسوس أو خائن أو عميل أو متخابر مع جهات أجنبية أو تعاونت مع جماعات الإرهاب الرياضي لاقتحام أسوار السياسة وتحرير المساجين وأنا من بينهم خلف أسوارها - واليعوذ بالله- فأنت تعرفني كمْ أنا مهتم بالسياسة ومعني بها، وأكتب عنها طول الشهر ولكن عاهدتك وأحاول أن أوفي بعهدي دائماً وهو أن أأخذ أجازة في نهاية كل شهر من السياسة مهما كان، وأكتب عن شيء آخر غيرها من باب راحة الأعصاب وليس من باب السجن.

وكتابتي عن كأس العالم للشباب ليس تحيزاً للشباب المصري فقط وإنما لأنه الحدث الذي لا يفرض نفسه على الساحة فلا يهتم به أحد، ولا يعره أحد اهتماماً كما كان المعتاد في مثل هذه الأوقات، فقد كان الشعب المصري مهتماً دائماً بالرياضة ومتابعاً لكأس العالم للصغار ليعرف المواهب القادمة والجواهر الفذة الصاعدة، فالشباب طالما كانوا يقدمون الجديد من مستودع الموهبة يقدموا ما هو خارج عن توقعات الجميع والطبيعي والمتعارف عليه فتجدهم دائماً متمردين على كل القواعد والثوابت البائدة، متمردين على كل فاشل وطاغي وباغي، يقدمون أفضل ما في قريحة الشباب من مواهب ليسقطوا الطواغيط وسيسقطوهم، صحيح شباب مصر فشلوا في الرياضة في تقديم مستواهم الطبيعي لكن الشباب المصري سيبقى يقدم الجديد دائماً وغير المُعلب أي الطازج دائماً الذي لا يتوقعه أحد، فتجد الكل مفاجئ بتمردهم وثورتهم على كل فاشي وفاشل، على كل كهل تحجرت أفكاره وتأخرت قراراته، وجاءت مُعلبة وبعيدة عن أرض الواقع .
 
الشباب يلعب ويقفز كالفراش بين الزهور لا يتقيد بشيء فهو ثوري يعيش ثائراً، يثور قلبه بحب الوطن فتجده يحمل أحلام الحرية بين مآقيه، يراها ولا يراها أحد غيره، ويرنو لتحقيقها، ويجعل من الحلم واقع، فتجده يجري نحو هدف لا تراه أنت، ويحقق هدف لم تكن تفكر فيه، وفي الوقت الذي ترى في الفاسدين رموزا وطنية يسقطهم هو، فتراهم أنت فاسدين فيراك على حقيقتك، بأنك فاشل وقاصر وعاجز فيتجه بالكرة لمرماك ويسدد هدفاً متمرداً فيصفر الحكم ويحتسبه هدفاً، وإزاء عدم احترامك للقانون ولثوريته فتخرج ما بداخلك من عنف وأذى ودموية ووحشية، فيخرج لك الكارت الأحمر ويطردك خارج الملعب، ويعاقبك ويحاكمك فيحرمك من لمس الكرة ما حييت، فاحترم الشباب وإلا فعل ما يجبرك على أن تعض على نواجزك ندماً.
 
في الختام، إن كان بقاءك بالبيت سيجعلك تموت إما جوعاً أو عطشاً أو غيظاً مما يحدث أو قهراً وأنت ترى مصر تباع بالقطعة، وهي مدينة مذلولة مقهورة، وإن كان في نزولك  احتمال أن تموت قتلاً على ايدي دمويين، فانزل لعلك تحيا وتحيى مصر.
 
المختصر المفيد إن لم يكن من الموت بداً، فمن العار أن تموت جباناً.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter