وكما وقف الزعيم الثائر "أحـــمد عرابى" فى وجه السلطة الحاكمة فى عام (1881م) قائلاً" لقد خــــلقنا الله أحــــراراً،ولم يخــلقنا تراثًا، أوعقارًا:فوالله الذى لا إله إلآ هــو،لا نورث،ولا نستعبد بعد اليوم".
 

         هذا هي المقولة الأشهر في خطبة الزعيم الثــــائر أمام الخديوي: توفيق"(1879-1892م) عند قـــــصر عابدين في 9 سبتمبر 1881،وذلك بعدما رفض الخديوى توفيــق طلبات تقدم بها عُــــرابي مع مجموعة من زمـلائه بترقية الضباط المــــصريين، وعزل "رياض باشا" رئيس مجلس النظار، وزيادة عـــدد الجيش المصري وقــــــال الخديوي: توفـــيق: "كل هذه الطلبات لا حــــــق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هــــذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساننا"..
 

          وبذلك تعد أول ثــــــــورة وطـــــنية في تاريخ مصر الحديث والتي سميت آنذاك باسم( هُوجة عُرابي)، ولـقد رضخ الخديوي" توفيق" لمــطالب الجيش حين رأى التـفاف الشعب حـــــول عُرابى، وعــــزل رياض باشا من رئاسة النـــــظار، وعـهد إلى" محمد شريف باشا" بتشــــتـكيل الوزارة ، فـــــألف وزارتــه في (19 شوال 1298 هـ/ سبتمبر 1881م)، وتم تعيين "محمود سامي البـارودي" ناظراً للجهادية وهو أول مصري يتولي هذا المنصب.

       واليوم الأثنين الموافق 1يوليو 2013م،أصدرت القوات المسلحة المصرية(المجلس العسكرى) فى تمام الساعة الرابعــــة بعد ظهر ذات اليوم بياناً أكدت فيه على وحـــــدة البلاد،وأنها لا تسعى للسلطة،ولكنها دائما وأبـد تنحاز نحو الشــــــــعب ومصالح الوطن، وأكـدت على متابعــة الأحداث،ولذلك أمهلت الرئاسة 48 ساعة؛ لتحيق مطـــالب الشعب المصرى. 
 

       وهذا البيان جاء كرد فعل للقوات المسلحة المصرية، التى تابعت مظاهرات الشعب المصرى العريق فى( 30 يونيو 2013م)،وهى المظاهرات التى خرجت فيها جــــــميع طوائف الشعب المصرى، وملئت شوارع و مدن وقرى مصر من شمالها لجنوبها،معبرة عن رفضه للرئيس "محمد مرسى وعـــشيرته" بعد مضى عام على حكمـــــه،وبنأ عليه أنحـاز الجيش للشعب المصرى العريق، الذى ناده فى المظاهرات "الجيش والشعب أيــد وحده" أو "أنزل يا سيسى (الفريق السيسى وزير الدفــــاع فى ذات الوقت) مرسى مش رئيسى) لحمايته من السلطة الحاكمة، وهذا ما سوف توجب عنه الساعات القادمة.