الخميس ٤ يوليو ٢٠١٣ -
٣١:
١١ ص +02:00 EET
بقلم: عزمي إبراهيم
30. يونيو
أو 3 يوليو
اسمعني يا صاح
بـدء بشـاير خيــر وافـراح
يوم ما الشعب هَبّ وصاح
رَفَع الحق في إيـده سـلاح
وقال الظلم ما عَـدش مُباح
لا حـاكم ظـالم، ولا سـَفاح
كابوس على مصر
يا أبنـــــاء مصر
يا أهـرام مصر
راح وانزاح
***
إلى الأمام يا مصر. اكتبي التاريخ من جديد يا مصر. اكتبيه بفخر يا ابنة النيل الكريم، يا عروس الشرق وسيدته، ويا دُرَّة البحر الأبيض المتوسط، ويا زهرة الدنيا جميعاً. اكتبيه بنفسٍ واثقة ويدٍ ثابتة بحروفٍ من نورٍ وقلمٍ فخور، يُعلِن للعالم عظمة وإرادة أولادك المصريين الأوفياء الأحرار وانتفاضتهم للحق والحرية مهما جثم على أنفاسهم طغاة مستعمرون.
اكتبي التاريخ من جديد يامصر فقد تعود العالم منك أن تكتبيه منذ فجر الوجود. فقد كتبتِ أول صفحاته عندما كان العالم طفلاً يحبو في ظلام الجهالة. وسطرتِه أمجاداً روائعاً قبل أن تعرف شعوب العالم كله، عرباً وعجماً، وشرقاً وغَرباً، كيف تفك الخط. فأنت يا مصر، وأنتِ وحدِكِ، مَن فتحت عيون العالم في عصر الظلام الحضاري، على شعاعات المدنية وعلى النور والحياة والحضارة.
أنتِ من عَلَّمتِ العالم الفن والعلم والطب والفلك والابداع والانتاج والعمارة والصناعة والزراعة والدين والقانون والحكم وفلسفة الحرب والسلام. أنت من بذرتِ بذور النبل والطيبة والسخاء في التربة الخصبة. وأنبتِّ الإيمان والوفاء للوطن قبل كل شيئ في قلوب أبنائك المخلصين. وأنت من دعوتِ الآلهة إلى معابدك ورحابك، واحترمتِ المُقدَّسات، وأقمتِ الاحتفالات الروحية على شطوط النيل الكريم.
يا شعب مصر من كل مهنةٍ، ومن كل جنسٍ، ومن كل لون، ومن كل دينٍ وطائفةٍ وفصيلٍ، أخاطبكم فرداً فردا. لقد ظنَّ جدودَكم الفراعنة العظام، بل اعتقدوا، أنهم سيعيشون إلى الأبد. وقد صَدقوا في ظنِّهم واعتقادهم. فهم الوحيدون من قدماء شعوب العالم أجمع ما زالوا أحياءًا بأثار وجودهم وأمجادهم وأسمائهم ملءَ عيون العالم وآذانه ومتاحفه ومحافله. فآثارهم معالم وعلوم قائمة حتى اليوم بعد آلاف السنين تحكي عنهم وعن تاريخهم المجيد.
ولا توجد أمة على سطح البسيطة يمكنها أن تمتلك مثل هذا الفخر. إنما هي مصر العظيمة، مصر العريقة، مصر العتيقة، أم الدنيـا، منبع النور ومُبدِعة الحضارة، وبادئة الحضارات جميعاً. مصر الحرة لا يملكها غاصب أجنبي، عربي أو غربي. ولا يغتصبها متطرف ديني متخلف. فهي أكرم من أن يملكها غير أولادها المتنورين، أبناء الفراعين العظام.
لا يوجد في العالم كله بلد يفتخر كما تفتخر مصر الأمس واليوم. ويا مصر الحبيبة، لكِ أن تفتخري بحق، بأبنائك الأحرار وبجيشك العظيم وبرجال أمنك وقضائك وإعلامك، وبحملة "تمـرّد" العظيمة التي أيقظت النائمين وجمعت أطراف الشعب المصري الأصيل، وطاردت خفافيش الظلام، وقشعت كابوس الجهالة والتخلف والتدين المفتعل المُتَّخذ ستاراً للاغتصاب والاستغلال والاستيلاء والخديعة والوقيعة والكذب والمكر والظلم والفساد والإفساد.
دعــوة جـــادة...
إلى كل فناني وأدباء مصر...
دَوّنوا وسجِّلوا بدء تاريخ مصر الجديدة. املأوا الأرض والسماء بكتبٍ وقصصٍ وأشعارٍ وأغاني وأفلامٍ وسيمفونيات واستعراضات ومسرحيات ومحاضرات عن حركة "تمـرّد" البيضاء ورجالها ومؤيديها. وأقيموا لها تمثالا يُمثل الحرية البيضاء بميادين الحرية بكل أرجاء مصر بدءاً من ميدان التحرير بالقاهرة، وبعاصمة كل محافظة من محافظات مصر ومدنها الكبرى. فـ "تمرد" هي اليد الذكية الجريئة التي هَبَّت لتنقذ مصر الغريقة من الغرق، وأمتدت لها يد الإنقاذ من جيش مصر العظيم تحت قيادة البطل الحر الفريق أول عبد الفتاح السيسي ورجاله البواسل الأحرار.
اكتبي التاريخ من جديد يا مصر فقد تعودتِ أن تكتبيه منذ فجر الوجود، وتعود العالم منكِ أن تكتبيه... فاكتبيه.