الأقباط متحدون - مصر تحتفل بسقوط دولة الإخوان
أخر تحديث ٠٨:٢٧ | الخميس ٤ يوليو ٢٠١٣ | ٢٧ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٧٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مصر تحتفل بسقوط دولة الإخوان

بقلم إسماعيل حسني
في حشد لم تعرف البشرية له مثيل في تاريخها المكتوب، خرج الشعب المصري عن بكرة أبيه ليسقط دولة الإخوان المسلمين، ويعزل الرئيس الإخواني الذي خان الأمانة، وانقلب على الثورة، وعمل على تحويل مصر إلى إقطاعية إخوانية.
 
وعلى أنغام السمسمية والأهازيج الشعبية رقص ملايين المصريين رجالا ونساء وأطفال في الشوارع ابتهاجا بتحرير بلدهم من الإحتلال الإخواني الغاشم الذي أراد سلخ مصر من هويتها الحضارية، وتمزيق نسيجها الوطني، وإعادتها قرونا إلى الوراء. 
 
عاد الإخوان المسلمين إلى السجون التي سكنوها طويلا نتيجة لمحاولاتهم الدائمة للقفز على السلطة، والتي تربوا فيها على قيم القهر والإستعباد، وانصبغت فيها أنفسهم وأفكارهم بالسواد والعداء للحرية والقيم الإنسانية.
 
لقد أثبت الشعب المصري العظيم أن مخزونه الحضاري الكبير قادر دائما على إيقاظ الشعور الوطني، وتوحيد صفوف المصريين في مواجهة الملمات والمصائب والنوائب، فانتفض الشعب المصري على قلب رجل واحد لإسقاط حكم الإخوان، الذين عاثوا في الأرض فسادا، وكذبا، وإرهابا، وأفسدوا على الناس دينهم ودنياهم.
 
كما أثبت الشعب المصري أنه كان ولا يزال أحد صناع الحضارة الإنسانية وحراسها الأوفياء، فكما قدم للبشرية حضارتها الأولى فإته رغم الأزمات المعيشية الخانقة التي تطحنه لم يفقد حيويته وقدرته على التصدي لقوى الظلام، فهو اليوم يدحر الهجمة البدوية التى استهدفت حضارته باسم الدين، كما دحر بالأمس أعداء الحضارة من هكسوس وتتار وصليبيين ومستعمرين. 
 
ولم يخرج الشعب المصري فقط من أجل إسقاط رئيسا مشعوذا فاشلا ومشوش الفكر والدين والضمير، وإنما خرج ليسقط منظومة أفكار قروأوسطية معادية للمدنية الحديثة وغير قادرة على استيعاب قيمها أو الحياة في ظلها. لقد اكتشف المصريون خلال عام من حكم الإخوان أنهم ليسوا سوى عصابة من الأشقياء قامت بمسخ عقيدته وتشويهها من أجل تحويلها إلى أيديولوجية يطلبون بها السلطة طمعا في الثروة والنفوذ. 
 
إن سقوط الإخوان المسلمين في مصر يعني ببساطة سقوط فكر الإسلام السياسي بجميع تياراته وفصائله وجماعاته في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي، وتخليص الشعوب العربية والإسلامية من عصابات تبتذ مشاعرها الدينية من أجل الوثوب على السلطة، وإنقاذ العالم بأسره من فكر إرهابي متطرف يعيق حركته ويزرع الخوف والفزع في كل مكان.
 
لقد ذهب الإخوان المسلمون إلى غير رجعة وعادت مصر إلى أهلها حرة أبية لكي يتعهدها أبناءها جميعا بالرعاية، ويسهرون على رفعتها ونهضتها حتى تأخذ مكانها الطبيعي في مصاف الأمم المتقدمة.
 
ورغم فرحتنا بل وشماتتنا التي لا نخفيها في سقوط الإخوان، وفرحتنا باختفاء الوجوه الكريهة من الإرهابيين وأرباب السوابق التي لوثت حياتنا الفكرية والسياسية طيلة العامين المنصرمين، إلا أننا نطالب الجميع بفتح صدروهم وأبوابهم لشباب الإخوان ممن لم تتلوث أيديهم بدماء شعبنا، وإعادة تأهيلهم للمشاركة في بناء مجتمع الحرية والعدل والمساواة الذي نصبوا إليه.
 
الدولة المدنية الحديثة هي الحل والحلم والأمل.
 
 
   
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter