Oliverكتبها
مصر أعظم ما فينا.لذلك تستحق كل ما هو عظيم.نهنئ بعضنا بعضاً.تزغرد النساء كمن يحتفل بعرس إبنه.ترقص الأطفال في عرس مصر.تدمع الأعين و ترتفع الأكف لله شكراً.كنا ممتلئون غيظاً و ضجراً علي ما يحدث .كنا نستيقظ علي يوم جديد و نحن نتوقع إنحداراً جديداً أو كارثة جديدة تسوق مصر كالذبيح إلي القرون الوسطي.
أما اليوم فهو مختلف.فيه رجاء.فيه بسمات أمل كثيرة.فيه إطمئنان بأن مصر في أيدي رجال شرفاء تطمئن لهم القلوب.لا نتوقع منهم مؤامرات علينا.بل نتكاتف معهم لنزيل التشوهات من كل جسد مصر في كل المجالات.مصر عادت شمسك الذهب .
هل إنتهت الثورة؟
بالقطع لا... لقد حققت الثورة هدفها لكن المباراة لم تنته بعد.سيطرت الثورة علي الخصم.حققت الأهداف.لكن هناك خصوم أخر لا تصلح المظاهرات وحدها لهزيمته.لدينا دولة كبري كانت قد تعاقدت مع الجاسوس الإخواني مرسي لكي يمكنها من تقسيم مصر في عهده و بمساعدته و بقرارات منه.و ها هي أمريكا تخسر عميلها الأول في مصر فهل تسكت؟ بالقطع لن تسكت لكنها أيضاً لن تستطع أن تتجاهل الشعب في مصر.
يقول ألم يكفي أمريكا و لديها ألف موظف مخابراتي في مصر لكي ينقل لأدارتها أن الشعب المصري هو الذي أسقط النظام و أنه ليس إنقلاباً عسكرياً كما تسميه الإدارة الأمريكية؟
نعم يا عزيزي أمريكا تعلم أنه ليس إنقلاباً .لكنها تنتحب علي صيد ثمين كان في يدها بمنتهي الإستسلام ثم فجأة وجدته محاصراً في قفص.و خسرت صيدها و لم تعد مصر للبيع لمن يدفع للجماعة.عادت مصر أعلي من كل الأثمان و أرفع من كل الكنوز.و ضاعت علي أمريكا فرصة عمرها التي لن تتكرر و لو بعد مئات السنين.ضاع مرسي و جماعته الخائنة و ضاعت مصر من يد أمريكا فهذا الذي تراه هو لوعة الخسارة.مرة أخري تفعلها القوات المسلحة الباسلة.تضع ساعة الصفر دون أن يستطيع أحد أن يعرفها رغم أن الثورة كانت مذاعة علي البث المباشر.خدعتها قواتنا المسلحة فلم تستطع أمريكا أن تحمي عميلها الساكن في الإتحادية.و دقت ساعة الصفر بعد أن تم التحكم في كل طرق و شرايين مصر في ثلاث ساعات .في ثلاث ساعات كانت القوات المسلحة تتحكم في مداخل 4673 قرية في 29 محافظة و كل الطرق الكبري و الرئيسية في كل أرجاء مصر و كل المطارات ال29 في كل مصر
كل الكباري كل الممرات الملاحية كل الموانئ البرية و البحرية و الجوية.كل الحدود.
فوق هذا كله سبق الأمر تحرير رفح التي ما كانت مصرية.و تم غلق الأنفاق تمهيدها لدكها الذي بدأ حالياً.و تم تأمين سيناء التي لم تتحكم فيها إدارة مصرية منذ عام 2011.
لقد كان القيام بعمل واسع النطاق كهذا العمل العظيم يستلزم الكثير من التدريب و التخطيط و الجهد و فوق هذا كله يلزمه التمويه و الخداع لأن أعداء الوطن كانوا يسكنون قصر الرئاسة .لقد كانت ملحمة عسكرية بارعة.و نجحت في خداع خصومها في الداخل و الخارج.
لقد كان التمهيد لإعلان إسقاط الإخوان أصعب من حرب أكتوبر بمراحل.و كما كان نصر أكتوبر مخيباً لأعداء مصر كان نصر يوليو له نفس النتيجة علي أعداء مصر.
أمريكا تعلم أنه ليس إنقلاباً.لقد كانت حرباً بكل مفاهيمها .حرباً قضي فيها علي عملاء خونة كانوا سعاة بريد للسفيرة الأمريكية.و لاعقي أحذية للإدارة الأمريكية.فهل تتوقع أن أمريكا يسهل عليها الإعتراف بهزيمتها مخابراتياً بهذه السرعة؟ لا يمكن لعاقل أن يتوقع هذا.سوف تماطل و تماطل و تماطل ثم ترضي بالأمر الواقع بعد مساومات و موائمات.مصر مقبلة علي معركة سياسية مع أمريكا.
ماذا يحدث الآن؟
1- تحدث ضربة تاريخية تصيب البنيان الرئيسي للجماعة :
كانت خطة الإخوان أن يقوموا بعملية كبيرة لتعويض سقوطهم المدوي في سوريا بعد معركة القصير هناك.لكن الضربات توالت من أخبار سيئة للإخوان قادمة من تركيا.فإذا بالإخوان يتساءلون كيف سقط هؤلاء رغم كمية الدعم المتاحة لهم.و فيما هم ينهارون ايدلوجياً إذا بهم يتفاجئون بضربة الشعب المصري و جيشه العظيم الذي قضي علي سرايينهم الإرهابية بتفاصيل سوف يأتي سردها في نقاط تالية.النتيجة الواضحة لنا أن الإخوان فقدوا أكبر قلعة لهم هي في أفريقيا أي مصر و أكبر قلعة لهم في أوروبا أي تركيا.و سيعودوا شراذم مهمشة مزعجة في كثير من الدول لكنهم لن يصلوا إلي الحكم في أي دولة.
1- 2- تحدث حرب مخابراتية و يتم تنفيذ خطط بديلة.هل سمعتم كلمة نفير التي قالها بديع؟ هذه كلمة سر الإخوان لتنفيذ الخطط البديلة و التي تشمل :
- حرق المستندات التي تدين الإخوان ( لم يتمكنوا من ذلك لسرعة ضبط هذه المستندات في قصر الرئاسة و مكتب هشام قنديل و مقر الإرشاد في المقطم و غيرها)كذلك كان القبض علي الرؤوس المدمرة للإخوان أي بديع و الشاطر و أبو إسماعيل هي ضربة أفقدتهم توازنهم فوراً.
- بدء حرب شوارع لإلهاء الجيش و إظهار الثورة أنها حرب أهلية و ليست مطلباً شعبياً متفق عليه.بدأت هذه الحرب قرب جامعة القاهرة في بين السراياتفما كان من القوات المسلحة إلا أنها أرسلت فرقة 777 قتال و هذه الفرقة هي فرقة الأشباح. لا تتفاهم و لا تقبض علي أحد.هي تسحق خصمها بسهولة و تصرعه بضربة واحدة مهما كان مسلحاً و تمضي في طريقها كأنه لم يحدث شيء.تحتاج عشر دقائق للسيطرة علي مدينة بأكملها.هذه أعظم قوة بشرية في القوات المسلحة و هي مدربة تدريباً فائقاً للغاية و مكلفة جداً.و إرسالها أدي إلي مصرع جميع أعضاء الإخوان الذين كانوا يحملون الأسلحة.تم هذا في أربع دقائق فقط بقوة 777 .و كان هذا إنذاراً شديد اللهجة للإخوان أسكتهم في بقية المحافظات .هذا هو السبب الأقوي الذي منع حدوث حرب شوارع.و سحبت الإخوان عناصرها بعدها إلا من كان يعمل بدوافع شخصية من نفسه و تم التعامل مع هؤلاء بسهولة بواسطة قوات الداخلية و خصوصاً فرقة مكافحة الإرهاب .و هذا لن يمنع من محاولات خسيسة من الإخوان للقيام بأي أعمال شغب و عنف يستغلونها في تصدير الأمر علي أنه إقتتال داخلي و لن يهدأ لهم بال إلا بعد أن ينجزوا من وجهة نظرهم عملاً عدائياً يخلف عدداً كبيراً من القتلي لكن هذا المشهد سيضع نهايتهم علي أرض الواقع.و سيتم إبادتهم من الحياة السياسية برمتها.
- بدء حملة دعائية لتقديم الثورة للعالم علي أنها إنقلاب عسكري و هذه أيضاً تم إجهاضها بالسيطرة علي جميع القنوات الإخوانية الفضائية.و إيقاف البث للجزيرة مباشر .ففشلت هذه الخطوة .قام بعدها عصام الحداد بالولولة لسيده الأمريكي بنداءات من خلال قناة بي بي سي العربية التي هي مخابراتية بريطانية أن أرسلوا لنا قوات دولية نحن في خطر و مصر في حرب أهلية.و تم التعامل مع هذه النداءات بطريقة سريعة و ذكية ببيانات من شخصيات مسموعة دولياً كالبرادعي و البابا تواضروس و آخرين.و هذه النقطة بالذات تحتاج إلي مزيد من الجهود الكفيلة بتقديم رؤية صحيحة للرأي العام في دول مؤثرة أربعة هي ألمانيا و فرنسا و إنجلترا مع أمريكا طبعاً
- إذ يتم الآن تشفير بعض رسائل من أفراد كامنة.من ضمنها أيمن نور و ابو ماضي إلي قيادة الجماعة الدولية في واشنطن لبدء حرب سياسية مضادة.هذه الإتصالات تحتاج إلي تعيين سفراء ذوي كفاءات خاصة في الدول المستهدفة في البند 3 هنا.كذلك تعيين وزير خارجية له علاقات سابقة علي تعيينه مع أمريكا.و بدء سياسة إرسال وفود ترسم الصورة بوضوح في هذه الدول.وفود رسمية و وفود شعبية.أحزاب سياسية و شخصيات عامة.العمل المقبل مضني لن يستطيع وزير خارجية مهما كانت كفاءته أن ينجزه بمفرده.
المطلوب من كل مصري ألا يترك الجيش يحارب في المعتركات السياسية فهو غير مؤهل لها.لقد قام الجيش و ثائده السيسي بعمله خير قيام و هو بطل تاريخي سيذكره التاريخ.ينبغي أن نسند الجيش .نقدم ما صنعه لجميع الجهات الدولية علي أنه تلبية لمطالب شعبه بإزاحة نظام خائن مستبد عميل.مطلوب أن نصبر علي وطننا كي يسترد وعيه .يكفينا أنه يسير علي الدرب الصحيح.لكن النتائج الملموسة لن تحدث بنفس سرعة إسقاط النظام.
مطلوب أن نستوعب الإخوان السلميين كرفقاء و مواطنين لهم نفس ما لنا من حقوق و عليهم ما علينا من واجبات.أليس هذا ما كنا نطالب به قبل الثورة لأنفسنا؟
مطلوب أن يتحرك كل أصحاب رؤوس الأموال إلي مصر يستثمرها هناك مطمئناً علي نفسه و علي ماله.
مطلوب أن يعود كل منا بكل نشاط إلي ميدانه يبذل و ينتج لتستعيد مصر عافيتها.
مطلوب أن نضع فرقاً بين المعرفة الوطنية التي بالتأكيد تسكننا جميعاً و المعرفة السياسية و لها معاييرها و دهاليزها التي لا يعرفها الجميع فلنتركها ليقوم بها أهلها وحدهم. لا يدعي غير المتخصص أنه يفهمها.لعبة السياسة هي حرب معلومات و مخابرات و أموال و سلاح و توازنات. الأمر جد معقد في السياسة بشأن مصر.نحن نحتاج إلي أن نبني سياسة من الصفر في الوقت الذي كان يجب فيه أن نقود القارة بأكملها.الوطنية شيء و السياسة أمر آخر .
صلاة الثورة
ها هي يدك يا الله تصنع العجائب.تقدسوا تقدسوا كان نداءك لكي تنزل وسط شعبك .تجتاز في مصر فتقيمها من موتها.هو أنت يا الله الذي أنصت لنداء الملايين.كان كل واحد يتكلم بلغته و أنت سمعت الجميع.حتي الذين لا يعرفون كيف يطلبونك أنت إستجبت لهم.
أنت يا الله صنعت هذا اليوم لنفرح و نبتهج فيه في مصر.أنت الذي في الشدائد تقف منقذاً.في الضيقات تظهر مخلصاً.في الأوجاع تنزل معزياً.أنت الشمس الساطعة حين تكون الغيمة أقوي من طاقتنا.أنت سمحت لشعبك أن يذوق التَرك لحيظة لكي يعرف معني الإلتصاق بك إلي الأبد.
يا إلهي أإلي هذا الحد تحب مصر.أإلي هذا الإتساع تحتضنها في ضيقتها.تستجب سريعاً ؟ما أعجبك.لم تتأخر علينا.لنا الحق أن نفتخر بك.نفتخر بحبك لهذا الشعب و هذا الوطن.نقولها بثقة أن إلهنا يحب بلدنا مصر .
أيها الرب العظيم بصماتك في هذه الفرحة واضحة لكل ذي عين.يدك إمتدت أمام الجميع.اليوم أخذنا منك شهادة حية بأنك تحب مصر و شعبها.اليوم تأتي إلي مصر ليس هارباً من هيرودس بل مخلصاً لها من أعداء شعبك فيها.ستظل هذه الصفحة مزموراً نرنمه.ستظل هذه الأيام شهادة حية تفتخر بك.سيبقي هذا التاريخ صفحة مضيئة تروي عجائبك.حين مددت يدك لم نجد خطئاً أو تقصيراً.أنت ألهبت الجميع فإتحدوا علي طلب الحرية بك و منك. أنت الذي وضع الحكمة في قلوب رؤساء شعبك فتكلموا بلغة واحدة.أنت جمعت الفرقاء.أنت أنهضت الشباب.أنت شجعت الثكالي و الضعفاء.
أنت ثورتنا الحقيقية ضد كل ما هو ظلم و ما هو خطية.بك نفتخر و نحب و ننمو.أنت بدأت معنا أنت تكمل.و ما دمت مع مصر فحتماً ستجعلها فخر الأمم.نحن ننتظر لها مجداً منك.إصنع اليوم عجائب و غير قلبها فتجري وراءك.مصر تسقط قشورها و تبصرك.قل لها كلمة.قل لها سلاماً.قل لها أنا هو الرب شافيكِ.يا من زلزل قصورها نؤمن أنك تهز قلوب الغافلين فتقوم مصر بثورة روحية.تنفتح علي حبك.تنصاع لشخصك.تأتمر بأمرك.فتكون مصر شعبك.