السبت ٦ يوليو ٢٠١٣ -
٢٥:
٠٤ م +02:00 EET
بقلم: ماريان جرجس
فى بداية الخليقة كانت الكاروبيم والتى هى اعلى رتبه فى الملائكة ترعى شجرة الحياة ولكن عندما سقطت صارت من العالم الاسفل صارت ابليس ..هكذا هى طبيعة الحال منذ الخلق هكذا هو حال البشرية..عندما تنهزم امة عريقة عظيمة تسقط الى العالم الاسفل هكذا حقا كانت امريكا الكاروب الساقط عندما تحطم قلبها بحطام مركزى التجارة العالمى وذهب 2000 روح لاذنب لها سوى انها كانت فى مملكة الكاروب الساقط..حزن العالم على تلك الارواح وحزنت امريكا بل قهُرت على رتبتها التى فقدتها وعلى هزيمة نكراء كادت ان تودى بمكانتها العظمى كأعظم ممكلة على وجه الارض .
فنقمت على شعوب العالم الثالث وبالاخص العالم العربى ولم تحضر سُما خارجيا لتقتلهم به بل اكاد ارى بداخل البنتاجون والبيت الابيض اوراقا سياسية جديدة للشرق الاوسط منذ ذلك الوقت فنقمت على تلك الشعوب ودرست سيكولوجياتها وتيارتها السياسية واطماح كل تيار وسيكولوجية الحروب اللاهلية وسياسة الانقسام ..فما أصعب ان يُمسك المرء من اشد طموحاته واكثرها منُى ...وما ادنى من انك تتدعى انك تساعد شعبا وتمد له اليد بالارتقاء وفى الحقيقة انك تغرر به وبأناسه وتتدنى به ...كانت تلك السياسة التى ادرتكها واسميتها .
Let them eat each other by their own ُselves
وعندما نقرع باب المحروسة نجد التيارات المدنية والدينية والاخوانية والليبرالية ولكن التيار الذى ظل يحلم بحكم مصر اربع وثمانون عاما وهو-ليس اثما او ذنبا- هو التيار الاخوانى بلا شك واشهد انه قد عمل جاهدا وبمنتهى الدقة والتنظيم والجهد للوصول لذلك وقد عانى ذلك التيار الكثير والكثير من تحديات وقمع من قبل الحزب الحاكم الحزب الوطنى السابق ..نعم اعترف بذلك حتى وجد المساعدة من قبل الكاروب الساقط فحقق منُيته ...ولكن هيهات فالحزب الوطنى لم يكن حزبا حاكما فقط لم يكن حزبا متسلطا بل كان حياة المصريين فى مجتمع حكمته الخواطر والمحسوبية والرشوة والفساد .
لم نكن ضد الاخوان ابدا وانا ممن بادروا بتهنئة الرئيس لضحض اى فوبيا من قبل الاقباط ولمد يد العون معهم ولكن اختلفنا معهم عندما كانت السلطة والحكم اهم من كل الاولوليات الاخرى ولن انطق ببنت شفه فى امر ان اختلافنا معهم ليس بامر دينى فالبديهات لاتفُصل.
فما اعجبنى فى الثمانى دقائق و25 ثانية فى فيديو سيادة الفريق عندما شاهدته عده مرات بعد المرة الاولى الذى انعطف بمصير مصر تماما و حقا كان تصويرا محترفا فى ابراز الكاميرا لرموز الوطن والتى لم يقدرها الدكتور بديع ناكرا اياها وكما لو كان بيدى لوددت ان اقول له اذا كان الدكتور احمد الطيب يمثل مصريتى فكيف البابا لايمثلنى انا وكل قبطى وكل مسلم على تلك الارض.
كما استشعرت من الفريق السيسى الارتياح الذى يسبقه التوتر العصبى والذى ظهر فى نطقه للبيان المصيرى وهكذا تكون البيانات المصيرية والخطابات ولا ادرك مسمى لخطابات رئاسية كنت ارى بها تهكم وسخرية وانحياز واسماء بعينها وتوعدات سوى مادة جيدة لبرامج الكوميديا
ومنذ ذلك البيان المصيرى وانا لايهمنى اعمال العنف القائمة اوا اصرار لايعرف طريقا للذكاء على الاستمرار فى العند ..بل يهمنى شباب الاخوان ولو انى قيادية بمكتب الارشاد لأمليت عليهم خطة سحرية عبقرية للاستقواء السياسى مرة اخرى واحميهم من ذلك الانتحار السياسى واملى عليهم كيفية بناء فصيل سياسى قوى للمستقبل فاضحة لهم مغيبات قيادتهم التى استغلت عبقريتهم وقدرتهم على التنظيم وبراعتهم فى الانتخابات الاليكترونية الانتخابية
هذا الموقف الذى نشهده جميعا جعلنى اتذكر شيئين بل ثلاثة.
اذكر كلمات عزيزة على قلبى جدا ولا اعلم ان كانت مازالت قائمة حتى الان ام لا سمعتها ممن اجلهم ( بتشديد اللام) وهى ان طريق الحرية طويل واذا كانت الثورة الاولى مرفوضة من قبل قيادات الشرطة والجيش لكن الثورة الثانية ستكون بمساندتهم وبحمياتهم وهو ما حدث فعلا ولو كان غير الرئيس مرسى الان لما شهدنا اليوم الذى تكون الشرطة والجيش حامية للثوار لا قناصة ! لا موقعه جمل ؟ لا تهديدات من الداخلية؟
كما تذكرت العبقرى وحيد حامد فى المشهد الاخير من طيور الظلام الذى رأى المشهد الان والمشهد الاخير من مسلسل الجماعة الجزء الاول الذى ندم فيه حسن البنا على تركة رسالة تعليم الدين وتمنى ان عاد الوقت ليكتفى بتعليم مائة رجل تعاليم الدين القويم يقابل بهم الله فى اخرته ولم يدخل فى السياسة ابدا
ان العدوان على مصر الان لا يكمن فى تيارتها الداخلية ومهما اتفقتنا او اختلفتنا العدوان على مصر هو الكاروب الساقط فلتسقط ماما امريكا ..
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع