الأقباط متحدون - أيها الغرب نحن لسنا بأطفال أو بلهاء
أخر تحديث ٠٤:٥٥ | الأحد ٧ يوليو ٢٠١٣ | ٣٠ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٨٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أيها الغرب نحن لسنا بأطفال أو بلهاء

بقلم: عزت بولس 
فور بيان القوات المسلحة مساء الأربعاء 3 يوليو ،ووسط فرحة المصريين بإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين المدعومة بأمريكا ،خرجت علينا وسط فرحتنا بعودة مصر لنا،وسائل الإعلام الغربية والأمريكية تحديدًا ، بتصورات غير مفهومة تؤكد بأن يوم النصر لمصر 3 يوليو ليس إلا إنقلابًا عسكريًا !!
 
حقيقة لم أندهش من ذلك التصور الغربي عن ثورتنا نحن المصريين – معيشتي داخل أوربا لأكثر من ثلاثين عام ،جعلتني أفهم جيدًا العقلية الغربية – فحرية التعبير للمواطن الأوربي على سبيل المثال،هى قيمة مقدسة لا يجب المساس بها  نعم صحيح ، ولكن تلك الحرية بعقلية الغرب ليست مطلقة ،بمعنى لا يمكن أن تُمارس هناك ما يظنه البعض  حرية  وهو متعارض مع الاتجاهات الأساسية للسياسة بالدولة التي تكونت عبر سنوات من النضال،ويحضرني هنا مثالين أود أن الاسترشاد بهم ،لتوضيح الصورة أكثر ولتأكيد بأن الغرب لا يمكن أن يسمح بحرية تهدد بلاده للخطر.
 
 المثال الأول لا يمكن لأحد أن يجرؤ ويتحدث بإعجاب أو قبول عن الحقبة النازية أو شخصية أدولف هتلر، وإن فعل سيكون مصيره السجن بالإضافة لغرامة مالية كبيرة في أسوء الحالات ،أو إبعاده من عمله في أحسن الظروف ،ومثال على ذلك الكاتب الفرنسي  روجيه جارودي  الذي اصدر كتاب عن الـ هلوكوست تشكك فيه من الأعداد التي قتلها هتلر ،فكان مصيره سريعًا السجن- أنا هنا لا أبرر ما قام به من أعمال إجرامية ضد اليهود – وذلك يعني أن الدولة لا تسمح بتداول أفكار قد تقودها إلى جملة كوارث سياسية ومجتمعية . 
 
المثال الثاني عايشته شخصيًا وأذكره جيدًا عن إحدى المدرسات ذات الفكر الاشتراكي،وكانت تعمل بإحدى المدارس الثانوية بسويسرا ،أثناء قوة الاتحاد السوفيتي والفكر الشيوعي الاشتراكي ،حيث تم فصلها من عملها لمجرد أنها أوضحت توجهها السياسي أمام تلاميذها. 
 إذن فالغرب يعمل بكل السبل للحفاظ على ما وصل له من قيم وإنجازات ،لهذا ينتفض هذا الغرب لحماية مكتسبات الحضارة التي تحققت لهم على مدار سنوات طويلة من النضال ،فلماذا يكون حلال لهم عدم السماح لأي أحد بأن يخترق خطوط حريتهم الحمراء ،وحرام علينا أن يكون لنا مثل ذلك الخط ؟ لما لايسمح لنا هذا الغرب بأن نحمى بلادنا من جماعة فاشية لا تعترف بأن هناك وطن أسمه مصر ؟ 
 
ولنطرح سؤالا إفتراضيًا جدليًا وهو  ماذا سوف يكون موقف أي دولة أوربية ،إذا ظهرت إحدى الجماعات التي تُريد الدفع بذلك البلد لفكر النازية وويلات الحروب ؟ هل سيقف شعب تلك الدولة مكتوف الأيدي أمام استيلاء تلك الجماعة على السلطة  تحت دعوى الديمقراطية ؟ الإجابة بالطبع لا. 
 
منطق الغرب في الحريات وصيحاتهم عن الشرعية والديمقراطية ،يزول عندما يشاهدوا ملايين الشعب المصري العريق يخرج للميادين،دفاعًا عن إستقراره وعن ألا تستأثر جماعة إرهابية على مقاليد الحكم ،والدفع بالحضارة المصرية العريقة لغيبيات العصور الوسطى ،وكما أنت أيها الغرب من حقك الدفاع عن مكتسبات حضارتك ، من حق المصريين أن يجتهدوا للإلحاق بركب الحضارة الحديثة وهو الشعب ذو التاريخ العريق. 
 
كفى صياح يا محدودي الفكر، وكفى تشدق بالديمقراطية يا ساسة الإدارة الأمريكية ، دعوا مصر تقود مسيرة حريتها من العفن الذي زرعتوه أنتم بإيصال جماعة الإخوان المسلمين للسلطة ، يمكنكم استيراد الإخوان والسلفيين ورعايتهم في بلادكم ،ولكننا في مصر تمت إفاقتنا ،ولن تتمكنوا من خداعنا مرة أخري باسم الديمقراطية أن نصل بالعفن الفكري لأعلي سلطة بالبلاد. 
 
 يا ساسة الغرب والإدارة الأمريكية تحديدًا ،دعوا نغمة الانقلاب العسكري جانبًا ،فالانقلاب العسكري هو استيلاء الجيش على السلطة دون موعد مسبق ودون مشاركة الشعب ،ولكن 30 يونيو كان ثورة شباب مصري واعد حددوا يوم خروجهم لعزل العفن جانبًا والانطلاق نحو المستقبل وحمى الجيش تلك الرغبة ،فهل تفهمون ذلك يا أصحاب العقول المنغلقة ؟ هل انتم منفعلون لان ارهابى السلطة السابقة خرجوا قبل ان يحققوا خططكم الجهنمية في تقسيم مصر؟ هيهات نحن أولاد الفراعنة بتاريخنا وحضارتنا ،نصنع التاريخ  رغم مؤامراتكم ،وعليكم أن تتعلموا منا نحن المصريين  قيم جديدة ربما تستفيدون منها بالمستقبل. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter