الأقباط متحدون - أخيــرًا يا بلــد.. جالِك الولــد... لكن!
أخر تحديث ٠٧:١٠ | الاثنين ٨ يوليو ٢٠١٣ | ١ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٨١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أخيــرًا يا بلــد.. جالِك الولــد... لكن!

بقلم: نبيل المقدس

لا شك وبدون أي زعزعة فكر أو حتي مغالطة واقع .. فقد جاء الولـــد الذي كنا ننتظره علي شكل حركة شباب  تمـــرد لكي يخلصنا من هذه الأيام التي تلت بعد ثورة  يُقال عنها ثورة 25 يناير , جاء بعد صبــر وبعد رفع دعوات إلي حافظ مصر من أعدائها كما ذكر في كتبه .. فقد خط الوحي في العهد القديم يطمئن شعب مصر بالآية التي لم يلقيها علي اي شعب آخر إلاّ شعب مصر ... " مبارك شعبي مصـــر " .. أيضا ما أوصي بها رسول الإسلام حيث قال عنها "أوصيكم بشعب مصر خيرا فأن لكم فيه نسبا وصهرا" .. فعلا لم تقوم ثورة 30 يونيو بواسطة عواجيز السياسة .. أو شيوخ و اولياء عرسان الفرح .. بل قامت بالعرسان الشباب أنفسهم , والذين لم يجدوا راحة البال من بعد إستفتاء 19 مارس .. لم يلمسوا الآمان بإختيارهم " نعم لإنتخابات مؤسستي نواب الشعب والشوري .. لم ترتسم علي شفاههم اي إبتسامة أو فرحة بعد ما أخطأوا وتركوا " لأ " التي تجعل الدستور اولا .. !
 
وحشتنا مصر من بعد إختيار رئيسها المخلوع الثاني .. لم نعد نحن الكبار نسمع زغاريد وضحكات بناتنا البريئة.. وأصوات اولادنا وهم يداعبون بعضهم البعض في الحواري بمداعبات طاهرة نظيفة .. فقد إمتلأت الشوارع والحواري والأزقه في السنتين الأخيرتين بالصراخ والتشجنات والقتل والضرب والسب بأقذر الكلمات .. وكلما تزداد هذه المجموعة تمكينا بمفاصل دولة مصر يزداد العنف بين الشباب .. حتي وصلنا إلي حافة الإنشطار . 
 
لم يتعود شعب مصر أن يجد نفسه فصائل أو اقاليم أو طوائف .. فليس من المعقول بعد ما كانوا يجلسون حول " طبلية" واحدة في وقت العصاري يتحادثون عن مشاكلهم وأحوالهم , فلو كانت مفرحة نجد أن الكل يفرح ويقوم يرقص رقصة البهجة  , وإن كانت سيئة نجد الكل  يشارك ويعزي .. بعد كل هذه القرون من الزمان لم نعد نجد هذه  الطبلية الواحدة بل أصبحت طبالي عديدة .. يلتف حولها انواع غريبة من البشر  لم نتعود عليهم من قبل .. مجموعات ليست لها صلة بالهوية المصرية . مجموعات هطلت علينا من كوكب آخر .. وطلت علينا من جحورها. 
 
تحمل الشعب المصري الأصيل هذه التفرقة .. إلي أن جاء الولــــد الذي تمـــــرد علي هذه المجموعات وأسقطها في ثلاثة ايام . 
كانت ثورة 30 يونيو والتي فاض عددها أكثر من 30 مليون نسمة من أعظم الثورات الشعبية التي يذكرها التاريخ ..  لكن من سوء حظ هذا المولــــــود جاء في بيئة قد تكون غير مهيأة له . هو مولود حقيقي مصري .. نعم , هذا المولود أجبر بل وجعل المؤسسة الشرطية والعسكرية تنظران له بكل فخر وإعتزاز .. ولما لا ؟؟ فهما جزء من هذا الشعب الأصيل .. أي عليهما ان يتبنيا هذا المولود ... فقد أجمع الشعب كله بأن هذا المولود هو من لحمهم ودمهم .. وطالما هذا المولود من لحمنا فعلينا أن نعترف به بأنه هو الإبن الشرعي لنا .. وان نلقي المولود السابق " الصندوق "  والذي جاء نتيجة زواج باطل آثم في أعماق البحــار .. فهذا الصندوق ليس إبننا الشرعي .. دعونا نلتف حول ولدنــــــــا الشرعي والذي جاء بعد أن ضحي الكثيرون من شبابنا بدمائهم وبحرياتهم .. دعونــــــا نحتفل بيوم سبوعه اليوم .. !
 
لكن مايزال الأعداء والحاقدين " حماة شرعية الصندوق "و الذين لا يريدون أن تتقدم مصر ولو خطوة واحدة إلي الأمام.. يمارسون اعمالهم الشرعية من وجهة نظرهم .. والتي تركزت في القوة والعنف .. اوامر جاءتهم بأن يزيحوا  الشرعية الشعبية وهذا من رابع المستحيلات , ويمسكون بصندوق وهمي غير شرعي , كان اصلا نتاج زيت وسكر وأموال وإختيار بين الجنة والنار . 
 
لم تتحمل امريكـــا هذا القلم الذي نزل علي خدها والتي تذوقته لأول مرة في تاريخها ... لم تعي الفرق بين الثورة الشعبية والإنقلاب العسكري ضد نظام حكم فاشل .. لذلك بدأت كعادتها تخبط في الكل , وتنظر فقط ما تحت رجليها .. بدأت تركز علي مصالحها ومصالح اسرائيل .. لم تهتم بمطالب شعب كامل بالرغم انها تدعي بحرية مطاب الشعوب .. اتمني من هذا الولـــــــــد الذى صفع هذا القلم علي خد أمريكـــــــــا أن يحول يده علي خدها الآخر ويصفعها الصفعة الثانية وأن يُعلن من يوم استلامه الرئاسة المؤقتة " قطع العلاقات الدبلوماسية معها " .. مصر تستطيع أن تعيش بإمكانياتها الخاصة .. لكن علينـــــــــــــــا أن نرعي ونهتم بمولودنـــــــــا الشرعي الأصيل حتي يتقوي ويزداد خبرة .. فنحن اصحاب ديانات , والله وعدنـــــــــــــا بن مصــــــــــــر سوف تصبح مباركـــــــة ومن أخير أجناد الأرض . 
 
أقدم شديد الأسف إلي إخوتي المسلمين المتطرفين والذي تعودنا عليهم بأن يشاركوننا مواضيعنا .. وصدقوني هذه الثورة ليست مطلب فئة معينة لا يزيد تعدادها عن مليون نسمة بل هو مطلب أكثر من 90 % من شعبكم الأصيل ... نحن نريدكم معنا لكي نصل بمصر إلي زمانها القديم .. ونصير احباء وأصدقاء .. لكي نعوض هذه السنوات التي أكلهـــــــــــــا الجــــــراد ...!!!      

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter