الأقباط متحدون - كلمة سر
أخر تحديث ٠٥:٢٨ | الاربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٣ | ٣ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٨٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

كلمة سر

بقلم : نشأت فول 
 
على الرغم من انى امر بحالة نفسية سيئة جدا لاسباب ما احتفظ بها ، ولكنى سعدت سعادة فائقة لانتصار الشعب فى يوم 30/6 .
- ذهبت الى منطقة القائد ابراهيم ثم سيدى جابر فى مسيرات مع باقى الثوار ومعى الكثير من زملائى واصدقائى ، وعلى الرغم من ان طبيعة شخصيتى تبتعد عن المظاهرات والهُتاف واميل اكثر للفكر والرؤية والسكينة الانقلابية .
 
- اذن ماهى كلمة السر التى دفعتنى للمشاركة ؟! وماهى كلمة السر فى نجاح هذه الثورة ؟ دعونا نعرف .... 
- وجدت نفسي مدفوعا تلقائيا الى تلك المسيرات الحاشدة ، ايماناً منى بحق الدماء الذى اسال من شباب ابرياء قدموا ارواحهم فداءاً لهذا الوطن ، فكان إلزاما علىّ النزول والمشاركة لكى لا اشعر بالخيانة نحو هؤلاء الشهداء الذين اقدرهم وانحنى لهم وادعو لهم بالرحمة .
 
- لذلك كانت كلمة (الشهيد) هى كلمة السر التى اثارت نفسي ، لانه قدم حياته لكى نحن نعيش ، وانه قٌتل من اجل مبدأ بطلقة غادرة من جبانٌ حقيرٌ ، ولكن ما يدعونى الى عدم الآسي هو قناعتى بإنه بين يدى ملك السماء الله العادل الرحوم وهو فى تلك السماء التى لا تعرف ظلم وغدر ، بل موطن العدل والسعادة الالهية ، والحقيقة ان الشهيد لم يمت ولكن من مات هو من قتله .
 
- اعزائى ... اجمل مافى الكون هو كلمة (الفداء) ، وانى اقف عند هذا المعنى وادرك معناه ، كم هو جميل ان يقدم انسان حياته فداءاً لأخرين ، واننى صادق بإننى تمنيته لنفسي كثيراً ، ولكن الله يختار من يشاء ومن يستحق ، ربنا يمنحنا هذا الاستحقاق لانه عظيم ان تكون غائباً حاضراً خير من ان تكون حاضراً غائباً 
- فى يوم 30/6 شاهدت حشود من الجماهير اذهلت عقلى ، وعند ذلك ادركت ان الامر قد حُسم انها ارادة شعب .. واذا بالسؤال عن كل هذه الحشود التى ادت الى نجاح هذه الثورة ، هل المعارضة قوية وقادرة ام النظام المنحل الواهن المتخبط ؟
- والاجابة ... بالرغم من ضعف النظام المنحل ولكن ليس ذلك ولا ذاك ، والامر يكمن فى كلمة السر (العولمة) ،، وماهى العولمة ؟؟ العلم الذى يشمل الكثير من التكنولوجيا الحديثة ، الفضائيات ، الثورة الالكترونية وخلافه ... 
 
- عندما قامت ثورة يناير لولا العولمة ما كانت قد قامت ، وما اهمية قتل خالد سعيد على يد رجال الشرطة ، كم من المواطنين قُتلوا فى اقسام الشرطة والسجون ولا احد كان يشعر وكأن لم يكن شئ ، اما اليوم فالأمر اختلف تماما فأننا نعيش فى عصر العولمة، كان الحاكم الديكتاتور مستبد داخل دولته المغلقة ولا احد يشعر ،وكانت هناك حجرات مجاورة لبعضها ولكن كل منها منغلق على نفسها ، اما فى عصر العولمة كل الحجرات اصبحت حجرة واحدة كبيرة والعالم انفتح على ذاته – الانفتاح – اصبح بين المقهورين داخل الحجرة الواحدة وبين باقى الحجرات ، فبدون ذلك هل كانت قد تنجح هذه الثورة ؟ 
- كم شخص يوقع على استمارة تمرد بدون الصخب الاعلامى الكبير ؟؟
 
فمنذ تمكنت جماعة الاخوان من السيطرة على مقاليد الحكم ، كان الشعب يشعر بالخوف ، ولكن دائما كنت اطمئن الجميع بأنه لا يستطيع احد ان يستبد بفضل (العولمة) وان لم تكن تلك كلمة السر ، فإنى لا ابالغ إذا قُلت انه كان من الممكن ان يقبعونا عشرات السنين بل المئات 
" تحية للعقل البشرى الذى ابدع فى العلم بل التحية والشكر لله العظيم الذى منحنا اياه "

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter