الخميس ١١ يوليو ٢٠١٣ -
١٧:
٠٩ ص +02:00 EET
مرسي الرئيس المعزول
بقلم: د. رأفت فهيم جندى
مخطئ من يظن ان السيسى تحرك فقط بسبب خروج المصريين للمطالبة باقالة مرسى، ولكن هذا كان هو الغطاء الشرعى الذى اراده السيسى لكى يقيل الخائن للوطن مرسى وجماعته، ولقد اعطى السيسى قبلها الأمان للشعب فى كلمته الشهيرة "لما شعب مصر يتهدد ومانقدرش نحميه، نموت احنا أحسن" وكانت هذه اشارة ورغبة منه ايضا لخروج ملايين المصريين بعد ان استنفروهم ابطال شباب حركة تمرد.
ولقد اشار السيسى لخيانه مرسى وعصابته بكلمات واضحة، أن الجيش يرى ويراقب ولكنه لايتدخل حتى رأى الامن القومى مهددا، مشيرا لصفقات الاخوان للتفريط فى سيناء وقناة السويس وحلايب.
كلنا نحس ونخمن ونسنتنج ولكن المخابرات الحربية تراقب وتسجل وتعرف علم اليقين عن صفقات الاخوان للتفريط فى الوطن الذى قالوا عنه صراحة "طز فى مصر" ولقد ساندت الارادة الالهية شعب مصر وجيشها بقوة، ولا ننسى ان المخابرات المصرية قد خدعت العالم باسره فى حرب 73 والتى استرددنا بها سيناء التى اراد الأخوان بيعها، ووسط كل الفساد الأدارى لمبارك نذكر له انه خاض حربا قانونية طويلة فى محكمة العدل الدولية لكى يسترد قطعة "طابا" الصغيرة جدا لمصر.
ولقد لعقت السياسية الأمريكية وسفيرتها فى مصر جراحها بعد فترة ترنح وتخبط من التصريحات وتعاملت سريعا مع الواقع الذى فرضه عليها المصريون، ويحاول الأمريكيون الأن استبدال الأخوان بالسلفيين، ويقال أن الادارة الامريكية كانت ستدفع او دفعت جزء من 8 بلايين دولار للأخون مقابل اقتطاع منطقة كبيرة من سيناء لحماس لحل مشكلتها مع اسرائيل، ولو عرف دافع الضرائب الامريكى هذا الامر و ثبت صحته ربما تكون نهاية اوباما السياسية كتبها الشعب المصرى.
نشكر الأدارة الامريكية التى كانت السبب الرئيسى فى تصلف الغباء الأخوانى احساسا منهم بأنهم مسنودين جدا، كما نشكر التركى اردوغان على نصيحته الثمينة لمرسى بالا يتنازل قيد انمله، لأنه لو تنازل مرسى بعض الشئ لأضعف خروج هذه الملايين بانخداع البعض بتنازلاته، وكم يشبه هذا "وساقسى قلب فرعون لكى اظهر فيه عجائبى" كما نشكر مرسى نفسه على اقالته لطنطاوى لأن طنطاوى ربما كان لن يفعلها بدون موافقة امريكية.
ليست المشكلة فى ان تعترف امريكا بان اقصاء مرسى انقلابا او ثورة شعبية، فهم يتغابون لحفظ ماء وجههم وكظم غيضهم. وحان الأن الوقت لكى نسمى الاشياء باسمائها فكلمة "معونة" مهينة وهى فى واقع الأمر مقابل لخدمات تؤديها مصر للأدارة الامريكية، فعندما تحتاج سفنهم الحربية ان تمر فى قناة السويس فهذا له مقابل، وان ارادت طائراتهم العبور فى الأجواء المصرية فهذا له رسوم ايضا وغيره الكثير، وكيف اذهب لشراء اى خدمات واقول ان ما ادفعه للبائع هو معونة؟ّ ومصر اثمن واعظم من ان نهينها بكلمة معونة.
والسلفيون هذه المرة يقدمون انفسهم كبديل عن الأخوان وبفرضون عدم الغاء الدستور ولكن فقط تعطيله بالرغم من عدم مشاركتهم فى الثورة، والاعلان الدستورى الجديد لا يفرق كثيرا عن دستور الأخوان الذى ثار عليه الشعب المصرى!
معركة استقلال مصر ومدنيتها ما زالت مستمرة، والشعب المصرى العظيم الذى ابهر العالم كله فى خروج تاريخى لم تشهده البشرية من قبل لن يسمح مرة أخرى لمتاجرى الدين من ارباب الجلابيب والقباقيب أن يمثلوه فى برلمان او يحكموه فى رئاسة، واستعير لأخوتى المسلمين المثل الذى يقولونه "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين" وللمسيحيين اقول أن الشعب المصرى بعد ان افلت من فرعون ميارك فى طريقه للخروج للحريه تغلب بعدها على شعب عماليق "الأخوان" ، والمعركة القادمة هى الأنتصار على شعب الاموريين.