بقلم : د عصام عبدالله | الخميس ١١ يوليو ٢٠١٣ -
١٥:
٠٣ م +02:00 EET
أتصور ان أحداث العنف الدموي في محيط الحرس الجمهوري فجر أمس هي بداية حرب استنزاف قد تطول من قبل جماعات العنف المسلح وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين ضد الوطن كله وليس فقط ضد الشرطة والجيش٠ فالهدف الأول هو إقحام الجيش في الصراع السياسي بحيث يبدو في صورة المتهم بالافراط في استخدام العنف وقتل المتظاهرين والمعارضين العزل ناهيك عن إجهاض كل المحاولات الحثيثة الان لتشكيل حكومة وحدة وطنية في هذه المرحلة الانتقالية مما يشيع الفوضي ويشوه ثورة ٣٠ يونيو المجيدة التي خاضتها الملايين من الشعب المصري وحماها الجيش الوطني٠
أما الهدف الثاني والذي يبدو واضحا مع قطع خطوط الغاز الطبيعي المتجه الي الأردن للمرةالاولي بعد عزل مرسي وتصاعد الهجمات الإرهابية الإجرامية ضد جنودنا وأماكن تمركز الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء مع تأكيد محمد البلتاجي العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين بان العنف لن يهدأ في سيناء إلا بعد عودة المعزول للحكم من جديد فضلا عن التحريض الفج من صفوت حجازي وابن المعزول علي استخدام الجهاد ضد المصريين لإحراق الوطن كله فهو محاولة مفضوحة لان تصبح مصر مثل الجزائر عام ١٩٩٢ أو ان تنجر للحرب الأهلية مثلما هو الحال في سوريا اليوم٠
السبب الحقيقي لما يحدث وما سوف يحدث ٠٠ وهذا للتاريخ ٠٠ هو ان فشل الإخوان المسلمين بعد وصولهم الي الحكم في مصر وتونس وليبيا أضر بالإسلام السياسي ضررا بالغا في الشرق الأوسط وأمام العالم كله بل أقول ان نهاية حكم المعزول كتبت نعي الإسلام السياسي ولا سبيل أمام جماعة الإخوان المسلمين التي ألهمت كل الحركات الإسلامية العنف الدموي تنظيما وممارسة الي كسب تعاطف الناس البسطاء مرة أخري مثلما حدث عام ١٩٥٤ لأنهم باختصار كانوا في خانة المعارضة وقتئذ وليس السلطة التي أكتوي بنارها وظلمها وظلامها وعطشها المصريون لمدة عام كامل لم يروا مثله في التاريخ الحديث كله!
الإطاحة الشعبية بالمعزول تمثل نقطة تحول في الشرق الأوسط خاصة بلدان ما يعرف بالربيع العربي عام ٢٠١١ لانها تسمح للقوي المدنية العلمانية بأخذ زمام المبادرة من جديد فما حدث في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ اثبت ان معظم الشعب المصري وليس الشباب فقط في الريف والمدن لا يريد الحكم الثيوقراطي ويرفض الدولة الدينية وشعاراتها المعسولة٠
الأحداث المأساوية المفتعلة من قبل جماعات الاسلام السياسي في نطاق الحرس الجمهوري لن تخيل علي احد فهي تحاول مستميتة ان تبرر عنفها ضد جنودنا وكأنها في حالة حرب مقدسة وجهاد ديني ضد المحتل الأجنبي وكأن الحرس الجمهوري هو الذي اعتصم حولها وهددها واستفزها, وفات هذه الجماعات ان السلطة وحدها هي التي تحتكر العنف في الداخل والخارج ٠٠٠٠الشرطة والجيش فقط وان السلطة لا تحتاج الي تبرير في ممارسة العنف ضد الخارجين عليها وإنما هي تستند الي المشروعية ومن ثم يصبح استخدامها للعنف ضد كل من يروع أمن مصر القومي هو العنف المشروع دون سواه٠
نقلا عن : إيلاف
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع