الأقباط متحدون - فصيل وطني
أخر تحديث ٠١:٠٤ | الاربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣ | ١٠ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

فصيل وطني

بقلم: مينا ملاك عازر
كلما قرأت لأحد أولائك مدعي الحفاظ على حقوق الإنسان والتسامح وفتح القلب للآخرين وهو يدعو للتصالح والتسامح، تنتابني حالة من الاستفزاز غير العادي،كما استثارني في الآونة الأخيرة الخبر القائل أن القوى السياسية قدمت مبادرة للمصالحة السياسية، طبعاً حضرتك حاتتهمني بإني إقصائي، ومتطرف وثوري زيادة عن اللزوم مع أنني لست هكذا، كما أنني أكثر من يدعو للتصالح لكن التصالح مع من يستحقون التصالح وليس مع الخونة والجواسيس، حضرتك حاتقول لي ما هما تابوا وعادوا عما فعلوا، سأقول لك أنا لا أصدق تلك المزاعم، وها هي تصريحاتهم أمامك تنضح بكل أنواع رعاية العنف وليس نبذه، تفيض دموية وكره للآخر، فكيف أتصالح مع أولائك؟
 
كما أنني أود أن ألفت انتباه حضرتك لأمرين هامين أن جريمة أولائك ليست الجاسوسية وخيانة الأوطان وبيع أرض البلاد والمتاجرة بأحلام العباد واستغلال الدين واستعداء القوى الأجنبية الخارجية على بلادهم، والعمل على تنفيذ مصالح القوى الخارجية فحسب، وإنما جريمتهم الحقيقية تكمن بداخلهم بداخل عقولهم وهي أفكار لا تستطيع أن تبترها منهم بسهولة، وخاصة وأنهم يتبعون مبدأ إخفاء ما يبطنون، فيظهرون خلاف قناعاتهم.
 
وهو الشيء الذي يقودني للأمر الثاني، وهو أن أذكرك أن بعض أقرانهم من الإرهابيين أدعوا في زمن سابق أنهم راجعوا أنفسهم وتابوا عما فعلوه من قتل لرجال الشرطة في أسيوط واغتيال السادات، وما إلى ذلك من أعمال دموية وذبح وقتل وترويع السائحين ثم ما أن وصلوا للنور وخرجوا من السجون وتملكوا السلطة بين أيديهم إلا وعادوا عن مراجعاتهم الفكرية هذه، وكشفوا عن وجههم ليس القبيح وإنما الوحشي الدموي، كشروا عن أنيابهم ونشبوا مخالبهم في صدر المجتمع وجسد مصر، وهاتك يا توزيع تكفير وتهديد بسفك الدماء.
 
فكيف نأمن لأمثال أولائك المتغلغل داخل قلوبهم وأفكارهم الفكر الإرهابي الإجرامي الظلامي الذي كاد أن يودي بالبلاد إلى هوة النهاية لولا شباب هذه البلاد، كيف لنا أن نتصالح مع أولائك؟ كيف نضمنهم ونضمن ولاءهم ووطنيتهم؟ كيف نشاركهم في حكم البلاد؟ وهم اللذين سبق لنا أن استأمناهم فخانوا الأمانة، فهل نعيد خطأنا وجرمنا في حق أنفسنا وحق بلادنا ثانيةً ونأمن لمن لا أمان لهم؟  ونعطيهم فرصة أخرى ليتمموا ما عجزوا عنه ومنعهم عن تنفيذه شباب مصر الأحرار.
 
لا تقل لي أن الصلح خير لو نتصالح، فالصلح وارد مع أي إنسان إلا من اعتاد الكذب والنفاق والمواربة والملاوعة والخداع، فكيف أطمئن أنه نبذ العنف حقاً وتاب عما فعله؟ كيف أتصالح مع من يستنجد بقوى خارجية ويحتمي بأمريكا وبغيرها؟ كيف أتصالح مع من لا زال يهددني ويروعني ويسفك الدماء للآن؟ ولذا أرجوكم أن تتخلوا عن ادعاءاتكم الباطلة أن من يغفل كل هذه الجرائم الواردة في السطور السابقة هو فصيل وطني.
المختصر المفيد الإقصاء ومحاكمتهم هو الحل الوحيد لإقامة بلادنا من عثرتها والاطمئنان على مستقبلها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter