الأقباط متحدون - الشرعيه .. الشرعيه, والصندوق ... الصندوق
أخر تحديث ١٩:٢٦ | الاربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣ | ١٠ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الشرعيه .. الشرعيه, والصندوق ... الصندوق

بقلم :  حنا حنا المحامى


الكاذب عادة ما يكرر كذبه حتى يصدق نفسه فيعتقد أن الكذب هو الحقيقه.  والكذب هو أشر البلايا التى يبلى بها إنسان.  ذلك أنه يدفع كل من يتعامل معه ألا يصدقه فيفقد بذلك أدنى أساس من أسس التعامل مع الناس.   ببساطه لان كل شخص يفقد الثقه فيه أى فى الكاذب.

ومن صور الكذب الغش والتدليس.  ولما كان الكذب هو بهتان الحقيقه وتحريفها بل وإنكارها فيكون الغش والتدليس متوازيين مع الكذب.

وفى كل الاحوال يفقد الكاذب والغاش والمدلس ثقة الناس.  وهى فى حقيقة الامر سموم أخلاقيه

لذلك فإنى أتعجب أشد العجب من الاخوان المسلمين بلا أى استثناء الذين يتشدقون بالشرعيه وصندوق الانتخاب.  وهم للاسف الشديد يستخفون بعقول الشعب المصرى كافة.  فالرئيس مرسى العياط لم يكن يتوقف عن أن يتشدق بالشرعيه لان الشرعيه أى شرعية الصندوق هى التى أتت به ألى كرسى رئاسة الجمهوريه.

ومن هنا يمكننا أن نقول إن كل القيم قد انهارت وتهاوت.  فإذا كان مرسى وعملاؤه ومعاونوه ومن دفعوا به إلى كرسى الرئاسه .. رئاسة مصر العريقه وشعبها العريق يتشدقون بالشرعيه فيجب على كل مصرى وكل كاتب وكل موظف وكل عامل أن يوقفهم حتى لا يتمادوا فى التشدق بالشرعيه على النحو الذى يتبعونه حاليا.

إن الاصوات الانتخابيه يتعين أن تكون حره مجرده عن الهوى أو أى تأثير غير شرعى قد يؤثر على حرية التصويت أو حرية الاختيار.  وجميعنا دون استثناء يعلم أن الرشوه فى عملية التصويت غير مشروعه بل هى جريمه أخلاقيه بل وجريمه جنائيه.  ذلك أن الرشوه فى عملية التصويت الانتخابى لأى مجلس أيا كان أو أى لجنه أو هيئه يتعين أن تكون خاليه من أى مؤثرغير شرغى حتى يكون التمثيل سليما ومعبرا عن الاراده الحقيقيه للناخبين.  وبسبب سكوت الشعب عن موضوع الشرعيه صدقوا أنفسهم وكأن مرسى قد أتى بالشرعيه.

ولكن يبدو أن الاخوان المسلمين قد غيروا القواعد المتعارف عليها.  فنجد أنهم بكل جساره  وبجاحه يتشدقون بالشرعيه فنجد مثلا أن مرسى قد كرر عبارة الشرعيه عشرات المرات فى خطابة الاخير.  وليس هذا فحسب فإننا نجد أن ابنه أسامه ومعاونوه  ورؤساؤه فى التنظيم سواء الشاطر او الخايب أو بديع أو ... يتشدقون بعبارة الشرعيه

وانكبتاه!  إن كل كائن حى سواء فى مصر أو فى غير مصر يعرف تمام المعرفه بموضوع الزيت والسكر واللحوم التى كان الاخوان المسلمون يوزعونها على المعدمين كى ينتخبوهم.  كذلك كانت هناك عمليات تزوير معروفه ومفضوحه فى صناديق الانتخاب ومنها على سبيل المثال لا الحصر المليونى بطاقه المطبوعه خصيصا للتزوير.  كذلك تهديدهم لاقباط الصعيد خاصة القرى حتى لا ينتخبوا.  لانه معروف طبعا أن الاقباط لن ينتخبوا من يناصبهم العداء مقدما تحت دعوى أن الاسلام الجنيف أوصاهم بذلك, والدين بل كل الاديان منهم براء.

على ذلك يكون سبب نجاحهم –أو نجاح مرسى- عوامل ثلاثه: تزوير البطاقات, رشوة البسطاء, المنع بالقوه للمسيحيين من التصويت. 

مع ذلك حين يتكلم مرسى عن الشرعيه, لا أسمع ما يكفيه من نقد وتقريع.  وكأن فعلا هناك شئ من الشرعيه.  لم أسمع من يقول له إن جلوسك على هذا الكرسى باطل وليس به ذره من الشرعيه.  لم أسمع من يقول للشاطر والخايب وبديع وخلافه أنكم خصلتم الآن على ما كان يجب أن تخصلوا عليه منذ عام مضى.  لم أسمع من يمسح بمرسى الارض حين يتشدق بالشرعيه.   لم أسمع من يرد على باترسون أو أوباما ليقول له إن وضع مرسى الراهن لم يكن إلا تصحيحا لما هو باطل لان انتخابه باطل بطلانا مطلقا.   وكأن مرسى قد تبوأ الكرسى الذى لم يكن يحلم به فى يوم من الايام عن حق وعن جداره وكأن فشله فى الاداره وإ لحكم وما قام به من أعمال خيانه لوطنه وأبناء وطنه هى فقط السبب فى عزله من منصبه.  ذلك العزل الذى أصرت عليه أفواج وأمواج الشعب المصرى الهادر.

يا حضرات الساده, يا سيد مرسى, يا حضرات الاخوان وقادة الاخوان ومرشد الاخوان.  يتعين ألا يعلو صوتكم لان رئيسكم لم يكن يستحق ليتبوأ الكرسى الذى انتزعه بلا وجه حق.  لم أجد من يقول إن عزل مرسى لم يكن إلا تصحيحا لوضع باطل باطل باطل.

على ذلك على الاخوان المسلمين (إن صح الاسم لان الاسلام دين حنيف) وبصرف النظر عن خيبة مرسى العياط فى إذارة شئون الملاد وما أبداه لكل العالم من كذب وغش وبهتان, أن يدركوا أن عزله لم يكن إلا تصحيحا لوضع خاطئ تم بالتزوير وبكل الاساليب غير المشروعه.

لذلك يتعين أن يدرك مرسى وبطانته وحاشيته وقادة الاخوان المسلمين أنه حتى لو كان من الممكن لاى سبب من الاسباب عودة مرسى إلى مقر الرئاسه, فهذا لن يحدث ولا يجوز أن يحدث لان وضعه الحالى لم يكن إلا تصحيحا لوضع تم بالتزوير والغش والبهتان بالاضافه إلى فشله وخيانته.

وأرجو خالصا من مرسى وإعوان مرسى ومن الاخوان المسلمين كافة ألا يطالبوا أو يتشدقوا بعودة مرسى لانه حتى لو أمكن ذلك نطريا أو عمليا  فهو لا يجوز قانونا.  إنه مزوّر وإنهم مزوّرون ولذا فإن انتخابه باطلا بطلانا مطلقا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter