الأقباط متحدون - شهر رمضان المصري
أخر تحديث ٠٥:٠٨ | الاربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٣ | ١٠ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شهر رمضان المصري

بقلم شريف منصور
شهر رمضان من أجمل شهور السنة في مصر و بدون مبالغة في هذا الشهر أجد المصريين يذوبون في مصريتهم أكثر من أي شهر.
في شهر رمضان اعتدنا أن نشارك أخوتنا المصريين المسلمين مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الكريم وكنت شخصيا أتمتع بروح الجماعة المصرية فيه.

ما أجمل و أمتع أن تذهب إلي حي الحسين في شهر رمضان للإفطار علي الأقل مرة أو مرتين في الأسبوع. و نقضي الليلة في حي الحسين و نحضر احتفالات الطريقة الصوفية بهذه المناسبة. كنت أذهب بصحبه أحفاد الشيخ خلاف احد إعلام شيوخ أعمده الأزهر. 
 
ولا اعتقد أن أحدكم يختلف معي عندما أقول أن شهر رمضان في مصر له طعم وطابع مميز. فحقا هذه هي مصر وهذه روح مصر تصبغ كل شيء بجمال و تحضر رائع يفوق أي مكان أخر في العالم.

أين شهر رمضان المصري في مصر هذا العام؟ أين شهر رمضان بين المغاليين في الكراهية و بين المدافعين عن حرية الوطن ، الوطن الذي صار في محنة و أصبح علي غير ما هو وطن بسبب ضياع طبيعة المصري الأصيل.

حتى روح هذا الشهر الكريم سرقته روح التعصب و الكراهية ليس بين مسلم ومسيحي فقط بل و بين مسلم ومسلم.

المصري المسلم الحق تراه يحمل روح مصر الحضارة في كل شيء يقوم به. فلننظر إلي الميادين فتعرف أين المصري المسلم بروح التحضر و أين المتطرفين الذين لا ينتمون لمصر الحضارة.

كما تعودنا من جريدة الاهرام السلفية الاخونجية الكاذبة يتحفنا فيها المدعو شيخا و دكتورا زغلول النجار في مقال منشور اليوم 17 يوليو 2013
و اختار عنوان المقال اية من آيات القرآن الكريم

...‏ فمن شهد منكم الشهر فليصمه‏...(‏ البقرة‏:185)
يلهث الكاتب المتطرف في مقاله القصير علي غير العادة لكي يصل إلي الخاتمة و هي الهدف منذ البداية ويقول

"وشهر رمضان كما هو شهر القرآن الكريم هو شهر الجهاد بالكلمة الطيبة, والحجة البالغة, والمنطق السوي, وبالقتال إذا لزم الأمر حتي لا يبقي المسلمون مستضعفين في كل مكان كما هو حالنا اليوم. وتكفي في ذلك الإشارة إلي أن أغلب انتصارات المسلمين حدثت في شهر رمضان ابتداء من غزوة بدر الكبري ( عام2 هجري) إلي معركة العاشر من رمضان( عام1393 هجري)."

هذه الخاتمة قلبت المثال القائل بداية القصيدة كفر، و أصبحت البداية إيمان و نهاية المقال كفر.
من قال ان الجهاد الذي تتكلم عنه يتفق مع الكلمة الطيبة فلغة من ولمن يقول الكاتب جاهد بالكلمة . فما هي الكلمات الطيبة التي نسمعها منكم و نحن قاربنا علي نهاية الثلث الأول من الشهر الكريم. لم نسمع من المتأسلمين من أمثالة غير كلمات الكراهية و الوعيد و السباب. فهل الكلمة الطيبة في نظر هذا الكاتب ما يطلقه المتأسلمون علي معارضيهم . من يعتبر المعارضين في السياسة كفار و يستحقون القتل ، اليس الفصيل الاسلامي الذي ينتمي له هذا الكاتب ذو المقالات المسمومة .

ما هي حجتكم البالغة تقنعون بها معارضيكم الحجة ليست حجة ان لم تستطيع أن تدلل عليها من واقع الأعمال و الأفعال و الأقوال. المنطق السوي ؟ ياتري ما هو سوي و ما هو غير سوي في نظركم ؟ تكون الديموقراطية سوية الطاقية طالما أتت بكم و تتشدقون بها لتعودوا مرة أخري تجولون و تعربدون باسم الشرعية . و ان طالبناكم بالحكم بديموقراطية تقولوا ان الديموقراطية رجس من عمل الشيطان لانها مستقدمة من الغرب الكافر؟
ولم تلبث نهاية مقالك تثبت مدي انحدار أفكارك،  فتلوح مثلك مثل أي عدو للديموقراطية بالعنف و الحض علي القتال حتى في شهر رمضان.
أين هذا العدو الذي يتربص بمصر لكي تحث أبناء مصر علي القتال في شهر من الأشهر الحرم ؟ لا تخف وترتعب أيها السماوي فجيش مصر صاحي يحرس حدودها من الخارج و الداخل.

أم لعلك تقول للمصريين المتأسلمين احملوا السلاح ضد أشقاؤكم في الوطن كما فعل المسلمون في غزوة بدر ! فهل غزوة بدر في شهر رمضان كانت للدفاع عن المسلمين ؟ هل ما يملك المعارضون المصريين حلالا علي الإسلاميين ؟
هاهي حقيقة موقعة بدر أو محاولة سرقة مسلحة بالاكراة و شتان الفرق بين حرب أكتوبر 1973 و سرقة بدر بالاكراة . و عليكم الحكم بين مدي انحدار الفكر في المقارنة بين غزوه سببها محاولة سرقة بالإكراه وسلب مال ليس لهم حق فيه و بين استعادة جيش مصر لأرض اغتصبت . 
"  بدأت المعركة بمحاولة المسلمين اعتراضَ عيرٍ لقريشٍ متوجهةٍ من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريشٌ وخرجت لقتال المسلمين. كان عددُ المسلمين في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، وكان تعدادُ جيش قريش ألفَ رجلٍ معهم مائتين فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريباً. وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر سبعين رجلاً وأُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار. تمخَّضت عن غزوة بدر عدة نتائج نافعةٍ بالنسبة للمسلمين، منها أنهم أصبحوا مهابين في المدينة وما جاورها، وأصبح لدولتهم مصدرٌ جديدٌ للدخل وهو غنائم المعارك، وبذلك تحسّن حالُ المسلمين الماديّ والاقتصاديّ والمعنويّ.

مصدر جديد للدخل من السرقة و هل المال الحرام يحسن حال احد ؟ المصريين يقولوا أن كان الحلال بالكاد يكفي فهل الحرام يغني . و ياليها من مصيبة أن ترتفع روح اللصوص المعنوية بسرقة قافلة تحمل بضائع مملوكة لأناس يشقون و يتعبون ويتاجرون . أليست مثل هذه القافلة من القوافل التي كانت تمولها السيدة خديجة و يتاجر في أموالها رسول الإسلام.

هذا المنطق المقلوب المعكوس هو نفس المنطق الذي يتبعه المتأسلمون في مصر. و كما قال احد الأخوان الخونة  علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك
مصر لنا، و رجالها لنا عبيدا ونسائها لنا سبايا و خيراتها لنا غنيمة.

بلد ينشر فيها فكر منحط لشخص مثل هذا الفاشي العنصري النجار الزغلول ويترك ينشر سموم مثل هذا السم لن تقوم لها قائمة. 
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter