دعا الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، مكتب الإرشاد جماعة الإخوان المسلمين، إلى تقديم استقالته لمجلس شورى «الجماعة»، منتقدًا القنوات الدينية، مشيرًا إلى أنها «مسماة بالإسلامية» وأن «الكذب» صار السلاح الأول المستعمل لتشويه الحقائق، كما انتقد ظهور «السلاح» فى مظاهرات الإسلاميين فى محافظات كثيرة، حسب قوله.
وقال «برهامى» إن دعوته لمكتب إرشاد «الإخوان» بالاستقالة، يأتى: «استنقاذًا للجماعة التى نريد أن تظل عاملة وبقوة فى الشارع المصرى مقبولة من الجماهير، وقبل ذلك حفاظاً على ما بقى من العمل الإسلامى ومصلحة الإسلام والمسلمين، ومصلحة هذا الوطن وهذه الأمة فى مشارقها ومغاربها».
كما دعا «برهامي»، فى مقال له بجريدة «الفتح» المنتمية للدعوة السلفية، فى عددها اليوم الجمعة، مجلس إدارة الدعوة السلفية أن يضعوا استقالاتهم بيد مجلس الشورى العام بعد أن قدموا كشف حساب عن المرحلة السابقة.
وأوضح أن «حزب النور لم يشارك فى انقلاب على الدكتور محمد مرسى، وإنما تعامل مع واقع مفروض كان موجودًا قبل ذلك للناظرين بعين الحقيقة، وأصبح معلنًا بالبيان الذى تم فيه عزل الرئيس بعد أن سيطر الجيش على مقاليد البلاد خلال المهلة تحت سمع وبصر الجميع، وسيطر على وسائل الإعلام ووضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية».
وأشار إلى أن «الجيش والشرطة والمخابرات، ثم أجهزة الإعلام، وأهل المال والاقتصاد، والقضاء والدولة العميقة وأتباع النظام السابق كان يخالفون الرئيس المعزول مرسي»، مضيفًا: «هؤلاء وُجِد لهم الظهير الشعبى المتضرر مِن فقْد أساسيات حياته فى مظاهرات 30 يونيو، ومرسى كان عاجزًا عن قيادة البلاد دنيا أو دينًا وسط هذه الصراعات».
وتابع: «نحن تعاملنا مع الواقع الجديد كما كنتم أنتم- يقصد جماعة الإخوان المسلمين- تتعاملون معه طيلة سنة ونصف حكم فيها المجلس العسكرى، فلم تكن هذه خيانة لله وللرسول- صلى الله عليه وسلم- وللأمة، بل كانت- كما كانت من قبل- درءًا للمفاسد وجلبًا للمصالح، وأهمها: تجنب أن نضع التيارات الإسلامية جميعًا فى بوتقة واحدة ضد الشعب تقاتله وتهدده بأنهم سيسحقونه فى (30/6)، وأنه: (مَن رش الرئيس بالماء سنرشه بالدم)، و(أن هناك 100 ألف قد بايعوا على الهجوم لا الدفاع)، مع إظهار السلاح واستعماله علنًا فى محافظات كثيرة، ثم كانت الطامة الأشد فى إعلان البعض صراحة أن عمليات سيناء تتوقف فورًا إذا عاد مرسى إلى الكرسى، وإلا فستستمر؛ فقائل هذا يحمِّل الجماعة علنًا مسؤولية كل العمليات التى تجرى فى سيناء».
وأوضح أن «الذين شاركوا فى 30 يونيو لم يكونوا كلهم من العلمانيين والنصارى والفلول وأطفال الشوارع، بل كانت ملايين حقيقية تطالب بلقمة عيشها التى حرمت منها بمؤامرات أو غير مؤامرات، فالمطلوب من القيادة أن تقود رغم المؤامرات وإلا فإذا عجزت فلترحل».
وأكد أن «الخطاب الكارثى المستعمل باسم الإسلام المبنى على العنف الدموى فى سيناء وغيرها، والتكفير للمخالف إسلامى وغيره يقتضى وقفة صادقة مع النفس لهذا الاتجاه بأسره».
وانتقد «برهامي» القنوات الدينية، وقال إنها «مسماة بالإسلامية» وأن «الكذب» صار السلاح الأول المستعمل لتشويه الحقائق، وتابع: «عذرًا لمن هم خارج البلاد من المشايخ والدعاة: لم يكن لكم أن تتورطوا فى الإفتاء على واقع لا تعلمونه اعتمادًا على نقل من توالونه ولم تسمعوا ممن خالفه، فعسى أن تعيدوا النظر»، متسائلًا: «هل يكفى الاعتماد على وسائل الإعلام المسماة بالإسلامية التى صار الكذب، هو السلاح الأول المستعمل لتشويه الحقائق، ولى الوقائع لتصل فى النهاية إلى استخراج البيانات بهذه الصورة».