الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٣ -
١٧:
٠٥ م +02:00 EET
إن مفهوم الحرية من المفاهيم والقضايا الهامة التى تعبر عن وعى الانسان وقدرته على الاختيار فى الوقت المناسب؛ فالناس إما أن يختارون بمحض ارادتتهم أو بسلطة خارجة عن ذواتهم، وهذا ما حدث بعد 25 يناير وقبل 30 يونيو؛ اذ سيطرت سلطة الإخوان السياسية ذات البعد الدينى على إرداة البعض من الشعب فيما عرف بالإرادة المزيفة عن طريق تزييف الوعى وكأن هذه الإرادة المزيفة هى إرادة الشعب وفى الحقيقة قد انتخب مرسى من قبل البعض لانه أحسن الخيارات السيئة ،ولكن الوعى الفردى الذى تكتل فى الضمير الجمعى للشعب استطاع ان يفرز فى مدة وجيزة الصالح من الطالح فى عهد مرسى وجماعته.
استطاع الوعى الشعبى أن يدرك مدى خطورة هذا النظام الإخوانى ليس فقط على القوت اليومى للمواطن المصرى ولكن ادرك تهديد مفهوم الوطن جغرافيًّا وتاريخيًّا؛ فقد ادرك المواطن العادى وهو ليس سياسيا محنكا ولا باحثا فى شئون البلاد وشؤون الثورات ان هذ النظام الفاشى يهدد مصر سواء على المستوى الجغرافى والخريطة الوطنية، وهذا التهديد تمثل وهدف الى تقسيم الوطن بداية من مشروع اقليم قناة السويس الذى طرحه، او عدم القدرة على حل مشكلة سد
اثيوبيا، او تفكير الإخوان ورئيسهم فى التفريط فى حلايب وشلاتين؛ ومن ثم ادرك المواطن المصرى الاصيل هذا التهديد الجغرافى الذى يؤثر تأثيرا خطيرا على الامن الوطنى والخريطة المصرية ، بل وادرك المواطن المصرى التهديد التاريخى الذى انتهجه الإخوان خلال عام واحد فقط حينما اراد هذا النظام الفاشى اخونة مؤسسات الدولة وتغيير وحذف بعض الموضوعات من كتب التاريخ الدراسية والتى تحكى فترة هامة من تاريخ مصر، بل حرموا بعض الفنون والثقافات ومن هنا عرف المصريون ان ثقافتهم تتبدل بثقافة وهابية صحرواية لا تعرف معنى الوطن وانما تعرف معنى المشروع الإخوانى
فحدد المصرى احكامه التى صدرت عن عقله الذى هو بمثابة الإرادة القوية التى سعت الى تحقيق الحرية بارادة شعبية، وكأنه مجرد اداة يقين على تحقيق الفعل الانسانى المصرى وجمع ارادته لتحقيق حريته حينما خرج الشعب فى منظر ابهر كل العالم بكلمة واحدة (ارحل) وجعل من حريته منبرا لاختيار الوطن الذى يعلو كل اختيار معطيا فى لحظة بعينها يوم 30 يونية مشهدا عالميا يحمل فى طياته تجديد فى فكر الشعب المصرى يجمع بين اصالة التاريخ وبين وعيه
بخطورة حكم الإخوان على الهوية المصرية فقرر هذا الشعب المبدع ان يحصل على حريته بارادة شعبية تحمى هذا الوطن من الخيانة العظمى ومن الافكار الزائفة التى تمثل نوعا من ارهاب خفافيش الظلام . واذ كنا نفخر بحرب اكتوبر ونصره فى ايامنا الحاضرة فمن واجبنا فى مستقبل حياتنا الاستفادة والفخر بنصرنا يوم 30 يونية وحتى الان، ومن القيم الفكرية المبدعة للثورة الشعبية ومساندة جيش مصر العظيم لثورة مبهرة فلتحيا الإرادة الشعبية التى اقسمت ان تحافظ على الوطن وليسقط من ينادى بمفهوم الانقلاب العسكرى .