الأقباط متحدون - احذروا أفخاخ الإدارة الأمريكية لتقويض الديموقراطية في مصر
أخر تحديث ٠١:٤٣ | الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٣ | ١٨ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٩٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

احذروا أفخاخ الإدارة الأمريكية لتقويض الديموقراطية في مصر

بقلم: شريف منصور 
بدئ ذي بدأ أود أن أسجل حبي و اعتزازي للشعب الأمريكي و مدي احترامي لهذا الشعب العظيم.  اليوم وصلت إلي تحليل لسياسة الإدارة الأمريكية الحالية لتغيير طبيعة السياسة في أمريكا و في الشرق الأوسط. 
 
هناك مصادفات و إحداث تكاد تكون مماثلة و متطابقة بين ما تقوم بها الإدارة الأمريكية الحالية في الشرق الأوسط و ما تقوم به في الولايات المتحدة الأمريكية. 
 
الإدارة الأمريكية الحالية تنتهج تقسيم الشعب الأمريكي في عدة قواعد مسلم بها في الدستور الأمريكي . 
ومن أهمها و التي عرفنا بها مؤخرا. تقسيم الشعب بين غني وفقير بفرض ضرائب اعلي علي الأغنياء. فأصبحت ارض الأحلام و النجاح فيها شعب يكره الناجحين بل يعاقب النظام من ينجح بفرض ضرائب اعلي عليهم . و الطريقة التي قدمت بها توحي للشعب الأمريكي أن أغنياء أمريكا أعداء لبقية الشعب بل هم السبب في فقرهم. 
 
تقديم الرئيس الأمريكي لما يسمي برنامج العلاج المجاني و أيضا طريقة التقديم جاءت بمثابة wedge إسفين بين أبناء الشعب الأمريكي. و فيه خروج عن خط النظام الاجتماعي التي أرسيت عليه قواعد الحياة الاجتماعية في الولايات المتحدة و التي أوصلتها أن تكون اكبر اقتصاد في العالم. 
الإدارة الأمريكية قامت أيضا بمهاجمة المحكمة الدستورية بطريقة لم نشهدها في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل. وهناك بعض الإشاعات الدائرة في واشنطن ألان أن الإدارة الأمريكية تتعمد هذا لكي تغطي علي بعض المخالفات الدستورية التي قامت بها الإدارة الأمريكية الحالية.
 
الرئيس الأمريكي قام بالتعليق مرتين علي حادث مقتل الشاب الأسود علي يد الأمريكي الأسباني الأصل جورج زيمرمان . و علي الرغم من أن جورج زيمرمان برئته المحكمة ألا أن الرئيس الأمريكي في تعليقه الغير معهود من رئيس أمريكا أن يعلق علي حكم المحكمة قام بوضع wedge إسفين جديد بين أبناء الشعب الأمريكي. و لأول مرة يتدخل رئيس أمريكي بالتعليق علي حكم محكمة. لا أؤمن بنظرية المؤامرة ولا اعتقد أن هناك مؤامرة بالمعني ولكن هناك تخطيط سياسي وراء كل هذه التصرفات. بدليل أن الأعلام اليساري الأمريكي شوه حقيقة كل الإحداث السابق الإشارة إليها بصورة مطابقة للطريقة التي يشوه بها صورة ثورة 30 يونيو المصرية. 
 
وفي هذا استخدمت الإدارة الأمريكية شبكة سي أن أن التي لم تغطي الإحداث سواء الداخلية في أمريكا او الخارجية في مصر بحيادية او بمجرد نقل الخبر دون ان يكون خبر تحريري مخلوط ومغلوط بآراء وليست حقائق إخبارية. 
 
هل تري عزيزي القارئ التشابه بين تصرفات الادارة الامريكية في الولايات المتحدة و تصرفات جماعة الأخوان المسلمين . 
من وجه نظري أري شبه  تطابق بينهم و كأن اليد المحركة داخل أمريكا هي نفس اليد المحركة لما يحدث في الشرق الأوسط. 
اعتداء الأخوان علي المؤسسات القضائية وأولها المحكمة الدستورية و المدعي العام وبهذا وضعت wedge إسفين بين أبناء الوطن بصور متعددة، إخوان وغير إخوان فلول و غير فلول ،بين  قضاة و بين الدولة و بين الجيش وبين  الدولة . بين مسلم ومسيحي، وبين مسلم مؤمن ومسلم كافر. وبين مسيحي لا يحق له أن يكون بمركز وزاري او قيادي بل دعمت الكراهية بنشر افتراءات أن الكنيسة هي التي كانت وراء ثورة 30 يونيو و ان المتظاهرين التي أحصتهم وسائل الأعلام العالمية بالثلاثة وثلاثين مليون قيل انهم مسيحيين ضد النظام الإسلامي. 
 
تزوير الإرادة الشعبية عن طريق انتخابات عاجلة حتي لا تستطيع بقية قوي المعارضة تنظيم نفسها. بل دعمت الإدارة الأمريكية جماعة الأخوان المسلمين ماديا بطريقة مريبة لم تتقدم بها للكونجرس الأمريكي و أصبحت محل تساؤل رسمي ألان. 
نعود مرة أخري للفخاخ و الألغام . 
 
الفخ الأول هو تحييد الجيش و منعه من تأدية واجبة لحماية الشعب المصري ضد الإرهاب المنظم . علي أساس أن نفس السيناريو الذي استخدمته الادارة الامريكية في سوريا واوقعت فيه الجيش السوري النظامي كان بمثابة انذار للجيش المصري . فان حاول الجيش المصري التصدي للارهابيين مستخدما اسلحته التقليدية سيسقط الألوف من المدنيين وبهذا يجرم الجيش المصري و يكون الضوء الأخضر لتسليح مليشيات الأخوان لمقاومة ما أسموه بالانقلاب علي الشرعية الديموقراطية. و بهذا عندما يخرج إرهابيين الأخوان و السلفيين يقتلون المتظاهرين ضد نظام الأخوان لا تستطيع قوات الجيش او الشرطة التصدي لهم حتى لا يقال أنهم يقتلون المواطنين لأنهم إخوان او مؤيدين للإخوان.  وبهذا يرهب الأخوان المتظاهرين ضدهم و تخلوا الميادين من ثورا الثورة الحقيقية. ويصبح الأغلبية في الشارع للإخوان و المتطرفين وبهذا تقول الإدارة الأمريكية أن ما استند عليه الجيش لإقالة مرسي هو باطل فلابد من إعادة مرسي الرئيس الشرعي المنتخب لان الشعب يطالب برجوعه. 
 
الفخ الثاني وهو فخ من صنع إبليس الإدارة الأمريكية هو إرساء فكر أن القضاء المصري منحاز ضد الرئيس المنتخب. فمهما أصدر القضاء من إحكام ضد النظام، يكون رد إبليس السياسة الأمريكية أن القضاء متحيز ضد مؤسسة الرياسة. 
و بالتالي لم تنشر اله الأعلام الأمريكي أو ذراعها في الشرق الأوسط قناة الجزيرة حكم محكمة الإسماعيلية، قناة الجزيرة التي رشت نائب الرئيس السابق الجور بمبلغ نصف مليار دولار في هيئة صفقة مشبوهة لشراء شبكة تلفزيونية فاشلة. و تورط الإدارة الأمريكية في تسهيل و تمرير عملية البيع. و أيضا هذا سبق لم يحدث من قبل بواسطة أي إدارة أمريكية. 
 
الفخ الثالث ، الفخ الذي نصبة ابليس السياسة الأمريكية للأعلام المصري . 
بسبب أن الأعلام المصري قاد حملة توعية و تعرية لفساد نظام الأخوان . وكان الأخوان يرددون ان الأعلام فاسد و متحيز ضد الحكم الإسلامي بل تمادي ابليس السياسة الامريكية في وضع بعض المقاطع من أمثلة في أفلام سي أن أن المشبوهة لبعض التعليقات التي علق بها الإعلاميين معبرين عن شعورهم بالسعادة لسقوط حكم الأخوان وقال إبليس السياسة أن الأعلام المصري ضد الشرعية و الديموقراطية . فمهما قال الأعلام المصري فسيذهب ما يقول في مهب الريح لأنه أصبح إعلام موصوم بالتحيز ضد النظام الإسلامي . 
 
الفخ الرابع  هو الفخ الاقتصادي ، الاقتصاد المصري يعتمد اعتماد كبير علي السياحة فقبل أن تأتي الانتخابات المشبوهة التي أتت بالإسلاميين الي كراسي مجلس الشعب المنحل ، اركع بلطجية الأخوان الاقتصاد المصري علي ركبتيه حتى يتثنى لهم شراء الأصوات وبأبخس الأسعار . سرقوا الزيت و السكر المدعوم ووزعوه علي انه منحه منهم. و اتهموا الفلول بأنهم السبب في عجز الاقتصاد. وهذا منطق مغلوط تماما . ان كان الاقتصاد في يد الفلول أي هم المنتفعين منه فهل يخربوا تجارتهم و أسواقهم ؟ تلقوا الأموال المشروطة من قطر و قاموا بتنفيذ تعليمات قطر التي هم  في الأساس شريك في لعبة السياسة الأمريكية عن طريق قناة الجزيرة بثوا سمومهم في عقول البسطاء . واخرجوا علينا القرضاوي و أمثاله يعتدون علي مؤسسات الدولة بشتي الطرق. أن خرجت النتيجة ضدهم قالوا أن الانتخابات مزورة و ان خرجت الانتخابات في صالحهم فأذن هذه هي الإرادة الشعبية تتكلم. و اتبعوا نفس الأسلوب في انتخابات الرئاسة و مجلس الشورى. و النتيجة هو ما رأيناه من مجلس شعب حلته المحكمة الدستورية و خرج علينا مرسي يحصن نفسه بإعلان دستوري يقطر ديكتاتورية لم نسمع عنها في أي دولة ديموقراطية تدعي ان نظامها يحترم القانون. فهدم القضاء و حصن نفسه من قرارات المحاكم و خلع أعضاء المحكمة الدستورية. و عندما قام الشعب بثورة 30 يونيو تدفقت الأموال الخليجية علي مصر في هيئة منح غير مشروطة قالوا هذه هي الأصابع التي تكلم عنها مرسي في خطاباته. كأنهم يتمنون موت الشعب المصري من الجوع علي أنهم يرحلون عن حكم بلد خرج أكثر من ثلثها يطالب بسقوط النظام. 
و و الملخص :-  
 
ان خرج الجيش و الشرطة يدافعون عن الشعب المدني ضد الإرهابيين يقولوا ان الجيش و الشرطة ضد الشعب . فبهذا الفخ يشلون حركة العامود الفقري الذي حمي ثورة 30 يونيو . 
أن قال القضاء كلمته في الاتهامات التي وجهت إلي قيادات الأخوان يقولوا أن القضاء فاسد. الأخوان منذ أول خطواتهم في هدم دولة المؤسسات رددوا هذا في كل مناسبة  بداعي او بدون داعي ، حتى أن القضايا ضدهم الني تنظر امام المحاكم لا حصر لها ولا عدد . فأن حكم القضاء ضدهم قالوا القضاء هو الخصم فكيف يحكمون علينا. 
 
أن قال الأعلام أن عدد المتظاهرين بالملايين ضد نظام الأخوان يقولوا صورة مفبركة فالأعلام ضدنا. 
نصيحة للشعب المصري الحر، لا تقبلوا أن يضعوا wedge إسفين بينكم وبين جيشكم و قضاتكم و شرطتكم و إعلامكم .
و الدليل علي كلامي أن الفريق السيسي علي وعي كامل بهذه الألغام نبه الشعب لهذا اللغم في خطابه في خلال مراسم الاحتفال بتخريج دفعتين من الكلية البحرية والدفاع الجوى: وقال " أطالب المصريين الشرفاء الأمناء بالنزول إلى كل ميادين مصر يوم الجمعة القادمة 26 يوليو لإعطاء القوات المسلحة والشرطة تفويض وأمر لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل ."

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter